الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أمراض الجهاز الهضمي والأورام السرطانية: آخر الاكتشافات والعلاجات

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
أمراض الجهاز الهضمي والأورام السرطانية: آخر الاكتشافات والعلاجات
أمراض الجهاز الهضمي والأورام السرطانية: آخر الاكتشافات والعلاجات
A+ A-

يشهد لبنان ارتفاعاً في الإصابة بالأمراض والأورام السرطانية في القولون، عوامل مؤثرة تلعب دورها في زيادة مخاطر الإصابة، لكن تبقى الفحوصات الوقائية أهم وسيلة للتشخيص المبكر والعلاج. التحدي اليوم ليس في الحديث عن هذه الأمراض، بل في التوعية على أهمية إجراء الفحوصات الوقائية واستشارة الطبيب عند ظهور أي عارض صحي. لم ينجح الطب في القضاء على السرطان أو إنهاء المرض، لكن تطور التشخيص كما العلاجات في أمراض الجهاز الهضمي تعطي آمالاً كبيرة للمرضى.

نظم مركز كليمنصو الطبي مع جونز هوبكنز ميديسين انترناشونال المؤتمر السنوي السابع لأمراض الجهاز الهضمي والأورام السرطانية، فتناول أحدث الاكتشافات والمستجدات في التشخيص والعلاجات في أمراض الجهاز الهضمي والبنكرياس والكبد.

وعلى هامش المؤتمر، شرح رئيس قسم التنظير في مستشفى كليمنصو والاختصاصي في أمراض الجهاز الهضمي الدكتور عمار غزالي في حديثه لـ"النهار" أن "المشاكل الصحية الأكثر شيوعاً في لبنان والتي يعاني منها اللبناني تتمثل بالقولون العصبي، الأمراض السرطانية في القولون، الثآليل واللحميات والالتهابات المزمنة في القولون، مرض الكرون ومرض تقرّح القولون... بالإضافة الى أمراض البنكرياس والشحوم على الكبد وتليّف الكبد".

أعراض سرطان القولون

أما بالنسبة إلى الثآليل واللحميات في القولون، فيشير غزالي إلى أن المشكلة "تكمن في التشخيص المتأخر. إن إجراء الفحوصات الدورية كفيل بالتشخيص المبكر، وبالتالي التدخّل وتفادي الوصول إلى مراحل متقدمة من المرض. وقد يظهر على المريض بعض الأعراض التي تشير إلى وجود ورم خبيث، أهمها:

* ألم في البطن

* تغيّر في البراز

* دم بالبراز

* خسارة الوزن

* قلّة الشهية

هذه الأعراض قد تشير إلى احتمال الإصابة بسرطان القولون أو المعدة، ولكن هذا لا يعني حكماً أن كل شخص لديه هذه الأعراض هو مصاب بالسرطان. هناك أمراض أخرى تُسبب أيضاً أعراضاً مشابهة، لذلك يجب استشارة الطبيب ومعرفة السبب الحقيقي وراء هذه الأعراض.

لكن من المهم أن نعرف أن الثآليل واللحميات في القولون لا يرافقها عارض صحي، من هنا أهمية الفحوصات الوقائية للأمراض الخبيثة في القولون. وتشمل هذه الفحوصات:

* فحص البراز للتأكد من عدم وجود دم في البراز

* اختبار البراز المناعي الكيميائي ( FIT Test) للكشف عن احتمال وجود دم خفي نتيجة افرازات الثآليل أو السرطان. وفي حال تبين وجود دم، عندها نجري للمريض فحص التنظير.

* فحص التنظير

يعتبر المنظار بدءاً من سن الـ50 أساسياً في ما يتعلق بالكشف المبكر عن سرطان القولون، أما في حال وجود تاريخ عائلي، فينصح بإجراء المنظار في سن الأربعين.

سرطان القولون الثالث في لبنان

برأي غزالي أن لبنان "يشهد ارتفاعاً في حالات سرطان القولون، ويحتل المرتبة الثالثة في الإصابة به، لكننا لم نصل بعد إلى المعدلات المسجلة في الخارج. أما أسباب ارتفاع الإصابة بهذا النوع من السرطان، فيعود إلى عوامل كثيرة أهمها:

- التدخين

- السمنة

- نظام غذائي غير صحي واستهلاك اللحوم الحمراء بكثرة وعدم تناول الألياف.

- تاريخ عائلي (الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع ورم القولون أو الثآليل، معرضون أكثر للإصابة بسرطان القولون. لذلك ننصح بإجراء الفحوصات في عمر الأربعين أو أقل في حالة إصابة أحد أفراد العائلة بالسرطان في سن مبكرة).

ما هي أهم العلاجات؟

وشدد غزالي على أن العلاجات تختلف بين حالة وأخرى، ولكن عندما نتحدث عن العلاجات، علينا أن نُميّز بين هذه الحالات:

- في حال وجود ثآليل ولحميات ولم تتحول بعد إلى ورم سرطاني أو تكون في بداية تحولها، نقوم باستئصالها عبر المنظار. من هنا تكمن أهمية المنظار في التشخيص كما في علاج بعض أنواع المشاكل الصحية في القولون.

- عندما تكون هذه اللحميات أو الثآليل متطورة ولكن يصعب استئصالها بالمنظار، تكون الجراحة الخيار الأفضل لعلاجها.

- في حال كان السرطان منتشراً، نلجأ إلى خيار الجراحة مع علاج كيميائي أو علاجات أخرى.

وأشار إلى أن "كل الثآليل عموماً يمكن أن تتحول إلى سرطان مع الوقت، عادة الثآليل الكبيرة أو التي تنمو وتكبر، نقوم باستئصالها فوراً بسبب خطورتها من أن تتحول إلى سرطان. الخوف من الثآليل الكبيرة لأنها تكون معرضة أكثر لوجود خلل في الجينات وبالتالي تحوّلها إلى ورم خبيث".

آخر الاكتشافات حول القولون العصبي

أما بالنسبة إلى القولون العصبي، تشرح الاختصاصية في أمراض الجهاز الهضمي الدكتورة ليندا لي من "جونز هوبكنز ميديسين انترناشونال" في مقابلتها مع "النهار" أن "متلازمة القولون العصبي أو ما يُعرف بالـIBS هي شائعة جداً في العالم، وليس فقط في لبنان والمنطقة. تؤثر عوامل عديدة في الإصابة به ويمكن تشخيصه من خلال فحص دم أو من خلال أعراض يعاني منها المريض. تختلف أعراض الإصابة بالقولون العصبي من شخصٍ إلى آخر تبعاً للاضطراب الذي يصيب الجهاز الهضمي، ولكن في الغالب، ثمة أعراض متشابهة تنذر بمدى حدّته، أهمها:

* التشنج وآلام البطن

* الانتفاخ والغازات

* الإسهال أو الإمساك، أو كليهما

* مخاط في البراز

هذا الاختلاف هو السبب أم هو نتيجة؟

وتشير لي إلى أن "نظراً الى الأعراض الصحية التي يشكو منها المريض، وما يعانيه من تقلصات والروابط العصبية بين الدماغ والأمعاء، وبرغم شيوع هذا المرض، إلا أن معالجته تبقى مهمة مركبة ومعقدة، وهذه حالة غالبية الأمراض الوظيفية التي تصيب الأمعاء. نركز اليوم على دور البكتيريا في الأمعاء. وتشير البحوث إلى أن التغييرات في الميكروبات الموجودة في الأمعاء قد تؤدي الى الإصابة بالقولون العصبي عن طريق زيادة الالتهاب وتغيير في حركة الأمعاء. وقد لاحظنا أن البكتيريا عند الذين يعانون من هذه المتلازمة مختلفة عن الأشخاص الأصحاء، وهذا ما يدفعنا إلى السؤال: هل هذا الاختلاف هو السبب أم هو نتيجة لمرض القولون العصبي؟"

وتقول إن تركيبة البكتيريا هي على الأرجح مسؤولة عن بعض أعراض القولون العصبي كالنزيف والإسهال. وقد أجرينا تجربة علمية حيث أخذنا البكتيريا من شخص مصاب بالقولون العصبي ووضعناها في الحيوان، وقد بدأت تظهر عليه أعراض القولون العصبي بالإضافة إلى إظهاره القلق، كما هي الحال مع بعض مرضى القولون العصبي. إذاً، تركيبة البكتيريا يمكن أن تؤثر على حدة الأعراض أو قد تتسبب بها، والحديث اليوم هل يمكن التركيز على البكتيريا كعلاج للأعراض، من خلال إعطاء مضادات حيوية أو بروبيوتيك. كذلك تشير الدراسات الأخيرة إلى احتمال زرع أمعاء جيدة عند المريض الذي يعاني من متلازمة القولون العصبي، لكنها ما زالت في طور الأبحاث. ولكن بالرغم من ذلك، يشعر المريض ببعض الأمل والحماس لإمكانية وجود حل يخفف من معاناته وأعراض هذا المرض. صحيح أننا نحتاج إلى المزيد من الأبحاث، ولا نملك لغاية اليوم أي دواء سحري قادر على الشفاء من القولون العصبي، إلا أننا نعمل على إيجاد علاج خاص لهؤلاء المرضى ومساعدتهم بطريقة فعالة أكثر مما نحن عليه اليوم".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم