الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

القيصر في القصر

فيصل عباس – رئيس تحرير "عرب نيوز"
القيصر في القصر
القيصر في القصر
A+ A-

كان الجو في قصر اليمامة مشرقًا وودوداٌ. حيث فرشت السعودية البساط الأحمر بكل ما تعنيه الكلمة تقديراً لمنزلة الضيف، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والوفد المرافق له، والزيارة بحد ذاتها - فهي الأولى له منذ 12 عامًا.

وكان من بين الحضور كيريل ديميترييف وهو الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار الروسي المباشر - الصندوق السيادي لروسيا - من بين الذين ينتظرون وصول بوتين إلى البلاط الملكي. وكان ديمترييف قد كُرِّمَ مؤخراً من قبل السعودية وقُلِّدَ وشاح الملك عبدالعزيز من الدرجة الثانية. حضر الحفل أيضًا سفير السعودية في موسكو، رائد قرملي، الذي وصف في حوار مع عرب نيوز علاقات المملكة مع روسيا بأنها "أقوى اليوم من أي وقت مضى".

وبينما كان الرئيس بوتين يسير إلى جانب الملك سلمان، كانت التلميحات والتصريحات تدلّ على مدى تحسُّن العلاقات بين البلدين. وكما قال الزعيم الروسي نفسه: "من دون مشاركة السعودية، سيكون من المستحيل ضمان حل مستدام لأي مشكلة من مشاكل المنطقة".

وبالتأكيد قد يكون لدى الرياض وموسكو وجهات نظر مختلفة حول كيفية حل بعض هذه المشاكل الإقليمية، ولكن لا شكّ أن الحديث عن هذه الاختلافات، والعمل عن قرب لإيجاد حلول مقبولة للطرفين، يعدّ استراتيجية أفضل بكثير من عدم القيام بهذه الخطوة.

وسيؤدي تعاونٌ أقوى بين البلدين المنتجين للنفط إلى استقرار أسواق الطاقة، وهو أمر بالغ الأهمية، ليس للسعوديين والروس فحسب، بل للعالم أجمع.

ومع اختتام المأدبة الرسميّة واستمرار العمل، كان من الواضح مع كل مذكرة تفاهم وُقِّعت، أن الزيارة كانت بمثابة نقطة تحول في العلاقات الثنائية بين البلدين.

بالطبع، لا يزال هناك الكثير من القضايا العالقة، لكننا بدأنا الآن نرى ثمار الجهود الدبلوماسية التي بذلها الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على مدى السنوات الأربع الماضية. فمع كل زيارة قام بها الملك أو ولي العهد لروسيا، تم حل المزيد والمزيد من الخلافات.

وخلال محادثاته في الرياض مع ضيفه الروسي، أعرب الملك سلمان عن تقديره للدور النشط لروسيا في المنطقة والعالم، وقال إن السعودية تتطلع إلى العمل مع الرئيس بوتين في جميع الأوقات، لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام ومواجهة التطرف والإرهاب، وتحفيز النمو الاقتصادي.

وقال إن الاتفاقيات الموقعة، خاصة في مجال الطاقة، ستكون لها مزايا كبيرة لمصلحة البلدين وشعبيهما.

وخلال لقائهما، أعرب الرئيس الروسي وولي العهد عن التزامهما بالتعاون. كما ناقشا قضية اليمن، حيث عبّر ولي العهد السعودي عن تقديره لدعم روسيا للوحدة اليمنية والحل السياسي.

كانت الإشارة إلى أفق تطور العلاقات الثنائية واضحة في عدد وأهمية الاتفاقيات الموقعة.

شملت الاتفاقيات المبرمة تعزيز التعاون بين الدول المنتجة للنفط وإعلان نوايا من قبل هيئة الفضاء السعودية ووكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) للتعاون في الرحلات الفضائية المأهولة وأنظمة الملاحة عبر الأقمار الصناعية. وكان هناك مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الثقافي وآخر بشأن منح تأشيرات الزيارة لمواطني البلدين ومشروع مذكرة تفاهم للتعاون بين وزارتي الصحة في البلدين وآخر حول زيادة صادرات المنتجات الغذائية الروسية إلى السعودية. بالإضافة إلى ذلك، وقّعت شركة أرامكو السعودية على تسع مذكرات تفاهم مع شركات روسية كبرى كجزء من استراتيجية أرامكو السعودية الأولية.

اما بالنسبة لأي خلافات روسية - سعودية في وجهات النظر، فلا شك في أن بعضها لا يزال قائماً، ولكن كما قال السفير السعودي قرملي في مقابلته مع عرب نيوز: "تتوسع مجالات المصالح المشتركة والتعاون، في حين تتقلص مجالات الخلافات".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم