الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

حلم بلا جناح

المصدر: النهار
ماغي ابو ساري
حلم بلا جناح
حلم بلا جناح
A+ A-

عالم الأحلام واسع وعميق بشكل كبير، ولكن المتفق عليه أن الأحلام تأتي أثناء النوم، وهي عبارة عن سلسلة من التخيلات المنطقية وغير المنطقية ترافق الشخص أثناء نومه، وتكون ناتجة عن أحداث ومواقف غير مترابطة وتبدو منطقية بشكل كبير أثناء الحلم، ويعود الشخص إلى الواقع بعد أن يستيقظ ويتذكر الحلم. ولكن ماذا عن أحلام اليقظة؟

إنّي غارقٌ بالأحلام في عِزّ يقظتي، الأمر الذي يساعدني في تقبّل الواقع الذي لا أريده. تجعلني هذه الأحلام شخصاً متأملاً، تعطي عقلي إجازه في تخطي الضغوط النفسية والتوتر والقلق.

الأمل حلمٌ من أحلام اليقظة. ولأنّ لا شيء يحصل كما نريد في الحياة، وكي نبقى مستمرين، علينا أن نحلم في يقظتنا لعلّنا نحقق يوماً ما نريده.

الحلم غذاء الروح كما الطعام غذاء الجسد. لا يستطيع الإنسان مطلقاً أن يتوقّف عنه وإلا ماتت الروح فينا.

يعتمد نجاحك على الأحلام التي تراها في يقظتك، فأحلام الأمس هي حقائق اليوم. لا بأس إن لم نحقق أحلامنا اليوم. ربما يكون موعد تحقيقها غداً. فالأحلام لا تشيخ، يكفي أن تبقى سرّاً كي لا يُمنع تحقيقها.

في عالم افتراضي ومجتمع شرقي ترقدُ أحلام الصغيرات في سلام لكنها لا تموت. يعيشُ من مات مِنا من خلال الأحلام، ولا تستطيع العادات والتقاليد والأعراف والمجتمعات الذكورية الوقوف في وجه الأحلام لأنها حقيقة لا بُد أن تتحقق اليوم أو غداً بإذن الله.

لعن الله الخيال، لعن الله أحلام اليقظة! في حين أن أحلامنا تبعث فينا الأمل وتساعدنا في الاستمرار رغم الصعوبات والارهاق، إلا أنها كثيراً ما تخذلنا إن لم نستطع تحقيقها، فنجد أنفسنا في دوامة التفكير الزائد إلى أن ندخل دائرة الاكتئاب.

أخيراً، كي تُحلِّق أحلامك لا تجعلها أحلاماً وهمية مُستحيلة التحقيق، لذلك لا تعش في الأحلام والخيال فقط، بل في تأملات الواقع غير المستحيلة والممكن أن تتحق في المستقبل، وانتبه ألّا تتصرّف بعكس ذلك، لأنه قبل أن يتعلّم حلمك كيف يبدأ بالطيران سيقصّ القدر جناحه ويبقى حلمك حلماً بِلا جناح.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم