الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

عشيّة ذكرى 13 تشرين وغداة لقائه ونصرالله باسيل يتفرّد بالدعوة لاحتضان النظام السوري

المصدر: "النهار"
عشيّة ذكرى 13 تشرين وغداة لقائه ونصرالله باسيل يتفرّد بالدعوة لاحتضان النظام السوري
عشيّة ذكرى 13 تشرين وغداة لقائه ونصرالله باسيل يتفرّد بالدعوة لاحتضان النظام السوري
A+ A-

لم تظهر بعد أي ملامح حيال ردّ فعل الحكومة أو القوى السياسية من مكوناتها المتحفظة أو الرافضة لتطبيع العلاقات مع النظام السوري من المواقف الأحادية التي أعلنها وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب، أمس، في القاهرة، والتي ذهب عبرها بعيداً في ممالأة النظام السوري من خلال مطالبته الحارّة بإعادة سوريا إلى الجامعة العربية. ذلك أن موقف لبنان الثابت، كما موقف الغالبية من الدول العربية، يتجسد بإدانة الهجوم العسكري التركي على شمال سوريا واعتباره اعتداء عليها، والمطالبة بانسحاب تركيا كما بانسحاب كل القوى الأجنبية المتورطة في الحرب السورية. ولكن مفاجأة وزير الخارجية اللبناني تمثلت في تغريده بعيداً عن السرب العربي، ذاهباً إلى المطالبة بإعادة دمشق إلى الحضن العربي، فيما لم يجاره في ذلك إلا الجزائر. وصاغ باسيل موقفه بنبرة "حارّة"، فتساءل في الكلمة التي ألقاها أمام الاجتماع الطارئ للوزراء العرب "ألم يحن الوقت بعد لعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، وألم يحن الوقت بعد لعودة الابن المبعد والمصالحة العربية العربية ؟"، محذراً من ضياع الشمال السوري كما ضاع الجولان.

والحال أن موقف باسيل أثار التباسات وإشكاليات واسعة أجملتها أوساط معنية بمجموعة مفارقات، فقالت إنه لم يمضِ يومان بعد على السجال الحاد الذي حصل في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة في موضوع إثارة الاتصال بالحكومة السورية للبحث في موضوع معبر القائم - البوكمال بين سوريا والعراق، وهو سجال فرز الحكومة مجدداً بين قوى مؤيدة للاتصال المباشر بالحكومة السورية وأخرى معارضة لهذه الخطوة، بما يعني أن ليس هناك لا توافق ولا إجماع على أي شيء يتصل بتطبيع العلاقات مع النظام السوري. فكيف إذاً يتفرد وزير الخارجية بموقف يعدّ خارجاً على التوافق والإجماع اللبناني بعد يومين فقط من هذا الانقسام؟ وهل حصل تنسيق بين الوزير ورئيس الحكومة أقله في هذا الموضوع تناول حدود الموقف اللبناني الذي يجب التزامه أمام مجلس الجامعة؟ وماذا سيكون موقف الحكومة والقوى المناهضة للتطبيع مع النظام السوري من هذا التفرد؟

أما الجانب الآخر الذي أثاره موقف باسيل فيتصل بدلالات سياسية لا يمكن تغييبها عن المفارقات التي أشارت إليها الأوساط المعنية نفسها. فهذا الموقف الذي تقدم عبره باسيل جبهة المطالبين بعودة النظام السوري إلى الجامعة العربية، وهي جبهة أقلية اقتصرت على الجزائر وعلى الوزير باسيل، جاء عشية ترؤس باسيل احتفالاً عصر اليوم الأحد في الحدث إحياءً لذكرى عملية 13تشرين الأول 1990 التي اجتاح فيها الجيش السوري قصر بعيدا وبعض ضواحي بيروت في ما كان يسمى بيروت الشرقية، وأسقط العماد ميشال عون من سلطته رئيساً لحكومة عسكرية انتقالية آنذاك. وبدا طبيعياً أن تثار هذه المفارقة على نطاق واسع أمس مع الانقلاب الضخم الذي جعل التيار الوطني الحر حليفاً للنظام السوري وحلفائه وفي مقدمهم "حزب الله". كما لا يخفى في إبراز الدلالات والمفارقات اللافتة أن باسيل اتخذ هذا الموقف غداة لقائه الطويل مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله الذي عُقد عشية توجه باسيل إلى القاهرة، بما يصعب معه استبعاد أن يكون هذا الموقف قد أُطلق من دون تنسيق مسبق بين الحزب والتيار.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم