الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

التوغّل التركي في سوريا فرصة لبوتين لتعزيز نفوذه في المنطقة

التوغّل التركي في سوريا فرصة لبوتين لتعزيز نفوذه في المنطقة
التوغّل التركي في سوريا فرصة لبوتين لتعزيز نفوذه في المنطقة
A+ A-

يرى أشخاص مقربون من الكرملين أن التوغل التركي في سوريا يمثل فرصة لروسيا لتعزيز نفوذها في المنطقة حيث تتراجع واشنطن كما يبدو، لكن المخاطر على الديبلوماسية الروسية ستزداد كلما طالت العملية.

في اتصال هاتفي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل العملية ضد المقاتلين الأكراد المتحالفين مع واشنطن، أمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو حليف للرئيس السوري بشار الأسد، أن يكون التوغل محدوداَ في زمانه ونطاقه.

وصرح النائب الروسي البارز آندريه كليموف المؤيد لبوتين في مجلس الاتحاد الروسي: "كلما انتهت حالة الصراع هذه بسرعة كان أفضل للجميع ... أتمنى حقا أن يبذل شركاؤنا الأتراك كل ما في وسعهم لتجنب أي صراع ولو بالمصادفة على الأرض مع قوات الحكومة السورية أو مع الجنود الروس". وبالنسبة إلى روسيا، هذه موازنة دقيقة. فقد تعهدت استخدام قوتها الجوية لمساعدة الأسد على استعادة كل الأراضي التي فقدها في الحرب المستمرة منذ ما يربو على ثماني سنوات وشددت مراراً على أهمية وحدة أراضي البلاد.

لكنها تعمل أيضاً مع تركيا وإيران للضغط من أجل التوصل إلى تسوية سلمية تأمل في أن تفضي إلى إعادة صوغ الدستور السوري في نهاية المطاف وتُظهر أن في وسع موسكو أن تساعد في تحقيق السلام كما تقدم العون في الحرب.

ويقول منتقدون إن جهود موسكو صورية تهدف إلى التوصل إلى تسوية سياسية وهمية لإعادة إضفاء الشرعية على الأسد وجذب الأموال من الاتحاد الأوروبي والخليج لإعادة بناء سوريا.

والنجاح في هذه الجهود سيتوج التدخل الروسي في سوريا منذ عام 2015 والذي منح موسكو نفوذاً جديداً في الشرق الأوسط. كما تحرص روسيا على توسيع هذا النفوذ لا سيما وقت تنأى واشنطن بنفسها عن المنطقة كما يبدو.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، سحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب القوات الأميركية ممهداً الطريق أمام هجوم تركيا، مما أثار انتقادات من الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس اللذين يقدران دور الأكراد في القتال إلى جانب الأميركيين لهزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

وتعتبر أنقرة "وحدات حماية الشعب" الكردية السورية جماعة إرهابية بسبب علاقاتها مع "حزب العمال الكردستاني" الذي يخوض تمرداً داخل تركيا.

ومن شأن استمرار العملية التركية طويلاً أو خروجها عن السيطرة أن يعرقل الجهود الديبلوماسية للكرملين.

وأفاد المساعد في الكرملين يوري أوشاكوف، أن بوتين أبلغ أردوغان أن على قواته أن تتوخى الحذر في كل تحركاتها على رغم تفهم موسكو للمخاوف الأمنية لأنقرة. وقال: "من المهم بالنسبة إلينا أن يتحلى كل الأطراف بضبط النفس وأن يحسبوا بدقة خطواتهم العملية لتجنب الإضرار بالإجراءات التي اتخذت لتحقيق تسوية سياسية".

وأشار إلى أول اجتماع مقرر عقده للجنة صوغ الدستور السوري بدعم من موسكو في 29 تشرين الأول على أنه حدث لا ينبغي تعطيله. وأكد أن من غير المقبول لموسكو أن يتعرض مدنيون لمعاناة بسبب الهجوم التركي.

وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخميس، أن موسكو تتأهب للاضطلاع بدور وسيط في حل أحدث أزمة في الصراع السوري الذي طال أمده.

ولاحظ الديبلوماسي الروسي السابق الكبير فلاديمير فرولوف، أنه إذا اقتصرت العملية التركية على منطقة أمنية عمقها 30 ميلاً داخل سوريا وكانت سريعة، فمن المرجح أن تغض موسكو الطرف عنها.

ولفت إلى أن نشر روسيا أنظمة دفاع جوي متطورة في سوريا ووجود قاعدة جوية لها هناك يمكنانها عملياً من وقف أي تقدم تركي إذا أرادت.

لكن فرولوف استدرك بأنه "إذا أراد أردوغان التوغل أكثر في سوريا وتقسيمها... فسوف تحاول موسكو منع ذلك من طريق نشر مواقع مراقبة روسية في مناطق متقدمة وبغطاء جوي روسي". وذكر أن "روسيا تسيطر على سماوات سوريا... وتركيا تحلق بطائراتها الآن برضا موسكو".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم