الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

فحص يكشف احتمال إصابة الطفل بالبدانة... متى يُنصح بإجرائه؟

كارين اليان
كارين اليان
فحص يكشف احتمال إصابة الطفل بالبدانة... متى يُنصح بإجرائه؟
فحص يكشف احتمال إصابة الطفل بالبدانة... متى يُنصح بإجرائه؟
A+ A-

تماماً كما يسمح التطور الحاصل اليوم في مجال الطب الوقائي في الكشف المسبق عن احتمال الإصابة بأمراض معينة، كذلك من الممكن كشف معدل خطر الإصابة بالسمنة بدءاً من مرحلة الطفولة. ووفق الطبيبة الاختصاصية بالطب الوقائي الدكتورة ليلى لحود من الممكن تحديد ما إذا كان لدى الطفل استعداد للإصابة بالسمنة مستقبلاً من خلال الفحص الجيني.

أصبح واضحاً اليوم أن العامل الوراثي يؤدي دوراً مهماً في الإصابة بالسمنة. ويمكن الانطلاق من ذلك بالعمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة للحماية من السمنة والأمراض المرافقة. كذلك يأتي اليوم الفحص الجيني، وفق الدكتورة لحود، ليحدد هذا الاستعداد للسمنة لدى الطفل بدءاً من السن التي يصبح من الممكن شرح نتيجة الفحص للطفل وتوجيهه في نمط حياته لاتخاذ إجراءات معينة وقائية تساعد في حمايته من السمنة. فثمة حاجة لأن يصبح قادراً على التقيّد بالتعليمات بدءاً من المرحلة التي يجرى فيها له الفحص. "بقدر ما يجرى الفحص في مرحلة مبكرة أكثر يكون هذا افضل للطفل لاتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايته وليبدأ بالتقيّد بالتعليمات. فينصح باللجوء إلى الفحص من سن 6 سنوات فيكون قد اصبح من الممكن التفاهم معه في حال ملاحظة مشكلة زيادة وزن لديه أو في حال وجود السمنة في العائلة".

توضح الدكتورة لحود أن البدانة لا تنتج من العامل الوراثي فحسب، فهي من الأمراض التي تنتج من عوامل مسببة عديدة. فثمة جينات تكون موجودة تعطيه استعداداً للسمنة. وقد تكون هذه الجينات ظاهرة لدى الاهل أو يمكن ألا تكون كذلك، وهذا ما يجب توضيحه والتشديد عليه. وتأتي عوامل أخرى عديدة تؤدي دوراً في ظهور السمنة لدى الطفل في مرحلة من المراحل.

يجرى الفحص الجيني الخاص بالكشف عن احتمال الإصابة بالبدانة تماماً كباقي الفحوص الجينية من خلال اللعاب. فترسل العينة إلى أوروبا وتظهر النتيجة بعد 3 أسابيع وهي تعطي فكرة عن اسباب البدانة وأنواع الأكل التي يمكن تناولها. كما أن ثمة فحصاً يسمح بالدخول في التفاصيل المتعلّقة بالأطعمة. علماً أنه ينصح أولاً بالفحص الخاص بأسباب البدانة. وتظهر النتيجة في تصنيف معين في مجموعات عدة: مجموعة لها علاقة بالشهية، مجموعة خاصة بنشاط عملية الايض لديه إذا مارس الرياضة، وثالثة تتعلق بحرق الدهون، تكوين الطفل، جينات الالتهابات، ومجموعة تظهر قدرة الجسم على فرز الخلايا الدهنية.

هل يمكن التغلّب على البدانة بهذه الطريقة؟ تؤكد لحود أن نتيجة الفحص أكيدة بنسبة 99 في المئة ويمكن الاستناد إليها، وهي تعتبر نقطة انطلاقة مهمة للطفل لكي يتبع نمطاً صحياً يستند إلى نظام غذائي مناسب إضافة إلى ممارسة الرياضة، ما قد يؤدي إلى إلغاء احتمال إصابته بالبدانة في حال وجود استعداد جيني لديه لذلك. وفي بعض الحالات قد تكون هناك حاجة للجوء إلى أدوية وفق ما تظهره فحوص الدم التي تجرى للطفل. ولا بد من التركيز على مساعدة الطفل وتوجيهه ليلتزم بالتعليمات بالشكل الصحيح إلى أن يصبح نمط حياة يعتمده تلقائياً. 

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم