ما القصة وراء تمثال لينين في القطب الجنوبي؟

فلاديمير ألييتش لينين هو مؤسس المذهب اللينيني السياسي، وهو الثوري الروسي الشهير، ولد في الثاني والعشرين من شهر نيسان عام 1870 في أوليانوفسك في الإمبراطورية الروسية، وينتمي إلى الحركة السياسية الماركسية، وتولّى دور القيادة في الحزب البلشفي، كما قاد الثورة البلشفية، وكان يتخذ من "الأرض والخبز والسلام" شعاراً له. كرّس لينين طاقاته في خدمة السياسة الثورية ونجا بأعجوبة من محاولة اغتيال عام 1918، حيث أُصيب إصابة بالغة بطلقتين من أحد خصومه السياسيين. اكتسب لينين بعد تعافيه من إصابته إعجاب مواطنيه الذين باتوا يعظمونه تعظيماً كبيراً. وأثناء وجوده على قيد الحياة وبعد وفاته، انتشر الكثير من التماثيل له في روسيا وحول العالم، الا أن هناك تمثالاً واحداً له يعتبر غريباً جداً.

التمثال الذي نتحدث عنه هو تمثال نصفي للينين. وعلى الرغم من أن هناك الكثير من التماثيل التي نُصبت له في جميع أنحاء العالم في القرن الماضي، إلا أن ما يجعل هذا التمثال مميزاً بشكل خاص ومختلفاً، هو أنه موجود في أنتاركتيكا، في أبعد المواقع في القطب الجنوبي الذي يصعب الوصول إليه أو رؤيته. قصة هذا التمثال تعود الى الحرب الباردة عندما قام الأميركيون ببناء محطة أبحاث في القطب الجنوبي من أجل إظهار قوتهم أمام أعدائهم. ورداً على ذلك، بنى السوفيات بدورهم محطة أبحاث أيضاً في عام 1958. ولجعلها أكثر تفوقاً وتميزاً من تلك الأميركية، قاموا ببنائها في أكثر المناطق بعداً عن العالم، لأن الغرض منها كان التحدي وإظهار المقدرة والقوة والإرادة على مواجهة المصاعب. بقي السوفيات هناك لبضعة أسابيع فقط، ثم قاموا بصنع تمثال نصفي للينين ووضعه كتذكار في طريق عودتهم.

وصلت عدة بعثات جديدة خلال العقد التالي إلى محطة الأبحاث كان آخرها عام 1967. وبعد ذلك تم نسيان المحطة والتمثال لمدة 40 عاماً. في عام 2007، أراد فريق كندي بريطاني من المستكشفين في أنتاركتيكا أن يسجل رقماً قياسياً لكونه أول من يصل إلى تلك البقعة الجغرافية النائية سيراً على الأقدام. بعد رحلة استغرقت 49 يوماً، وصلوا إلى وجهتهم، فاستقبلهم الشيء الوحيد المتبقي هناك، تمثال نصفي للينين وسط الثلوج.