الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عوده في المؤتمر الطبي لمستشفى الروم: يواكب التقدّم العلميّ لأفضل خدمة

عوده في المؤتمر الطبي لمستشفى الروم: يواكب التقدّم العلميّ لأفضل خدمة
عوده في المؤتمر الطبي لمستشفى الروم: يواكب التقدّم العلميّ لأفضل خدمة
A+ A-

افتتح متروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة المؤتمر الطبي السنوي الـ24 لمستشفى القديس جاورجيوس الجامعي (الروم) في بيروت في قاعة البشارة بمشاركة عدد من الاختصاصيين المحليين والعالميين.

ونوّه رئيس المؤتمر الدكتور جهاد خوري بـ"أهمية المؤتمر طبياً وعلمياً"، معلناً أنّه "حدث أكاديمي واسع النطاق مخصص للتعليمِ والتدريب في مجموعةٍ واسعةٍ من الإختصاصات". وشدّد على أهمية "مشاركة وفدٍ دولي رفيع المستوى قادم من الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وملتزم بتجديدِ التعاونِ الأكاديميِ القديم وتعزيزه".

من جهته، أشار المدير الطبي الدكتور إسكندر نعمة إلى أنّ "مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي يفتخر بمواصلة تقديم أعلى مستويات الرعاية الطبية في المنطقة، بفضل أطبائه وموظفيه المتفانين، ومراكزه العلاجية المميزة والمتطورة". وأضاف: "توجّهنا في هذا المستشفى منذ إنشائه في العام 1878 كان وما زال، العناية بالمريض وتقديم أفضل العلاجات الطبية وأحدثها، والعمل على تحسين وضع الإنسان، إذ منذ إنشائه بدأنا بتعليم الاطباء لحين تخرجهم، وهدفنا التعليم الطبي المستمر، كذلك أنشأنا كلية الطب في جامعة القديس جاورجيوس في بيروت، لاستكمال هذه المهمة، الأمر الذي عززته اتفاقيات مع كليات طب عالمية أبرزها "مايو كلينك" لتقديم الأفضل من حيث المناهج التعليمية لأطباء المستقبل".

وعبّر ممثّل نقيب الأطباء الدكتور برنار جرباقه عن فخره بـ"هذا اللقاء الذي يجمع نُخبةً من أصحاب الاختصاص، في هذا الصرح التاريخي الوطني الانطاكي، المشرقي والدولي، لتقديم أفضل الخدمات الطبية والتعليم الجامعي، بخاصة في زمن تتراكم فيه التحديات على الجسم الطبي والصحة العامة"، متحدّثاً عن "نشاطات نقابة الاطباء وورشات العمل التي تتناول المشاكل والحلول المتصلة بمهنة الطب في لبنان".

وقال راعي الاحتفال المتروبوليت الياس عوده وجاء في كلمته: "نحن اليوم نفتتح مؤتمرًا طبيًّا، هو الرابع والعشرون الذي يقيمه هذا المستشفى الذي ناهز الــ141 عامًا، لكنّه ما زال يواكب التقدّم العلميّ والتكنولوجيّ ويطمح إلى تقديم أفضل خدمةٍ للمريض من أجل حياةٍ أفضل"، مضيفاً: "التقدُّم الطبّيّ واجبٌ، وإلّا لا نكونُ نعملُ على تثمير الوزنات التي منحنا إيّاها الربّ. كلُّ تقدّمٍ هو دليلٌ على حضور الروح القدس الحيّ والمحيي في حياتنا كبشر. إنما على كلّ طبيب ألّا ينسى أنّ اللهَ هو طبيبُ النفوس والأجساد، وهو العالِمُ بكلِّ شيء، الأمر الذي أعلنه يشوع بن سيراخ قائلًا: "العليُّ يعلمُ كلَّ علمٍ ويتبيّنُ علاماتِ الأزمنة. يُخبرُ بالماضي وبالمستقبل ويكشفُ حتى أخفى الآثار. لا تغيبُ عنه خاطرةٌ ولا يَخفى عليه كلام" (42: 19-20). هذه الفكرة يجب أن ترسخَ في فكر كلِّ مؤمنٍ، على مثال القدّيس لوقا الجرّاح المـُعترف، أسقف سيمفيروبول، الذي كان يأبى دخول غرفة عمليّات ليُجري جراحةً، إن لم تكن أيقونةُ والدة الإله معلَّقةً على جدار الغرفة، علمًا أنّه عاش في ظلِّ نظامٍ بعيدٍ عن الله كلَّ البُعد".

وقال: "هذا يعني أنّه آمن بأنّ يدَ الله هي التي تعمل من خلاله وتشفي بواسطته. يقول يشوع بن سيراخ: «وادْعُ الطبيبَ لأنَّ الربَّ خلقه، وخَــلِّــهِ إلى جانبك ما احتجتَــه، فيومًا ما يكون شفاؤك على يديه، ويكون ذلك أنه دعا الربَّ فاستجاب منعِـمًا عليه بالنجاح في تخفيف الأوجاع واسترجاع العافية» (38: 12-14). إنّ هذا المستشفى التابع لأبرشيّة بيروت، قد اتّخذ اسمَ القدّيس جاورجيوس ليتمثّلَ به، وليذكّرَنا دائمًا أنّ هذا المكانَ يحفظُـه حبيبٌ للمسيح، قدّمَ نفسه شهيدًا للربّ. أليست هذه دعوةُ كلِّ طبيب؟ ليست كلُّ شهادةٍ هي شهادةُ دم، بل كلُّ تضحيةٍ هي شهادة: البعض يضحّي بوقته، والبعض بمالِه والبعض بحياته الاجتماعيّة... كلُّ ذلك لمجدِ الله من خلال أخينا الإنسان. وهذه، لا سواها، هي غايةُ الطبيب لأنها من ثمار المحبة. من هنا تبرزُ أهميّةُ هذه المؤتمرات الطبيّة، التي تجمع أشخاصًا من لبنان وخارجِهِ، نذروا أنفسهم لخدمة الإنسان، يضحّون بغيةَ التقدُّم في سُــبُلِ الخدمة، إن من ناحية الدراسات والأبحاث، أو العلاج، أو الأدوية، أو الآلات والتقنيّات، أو المتابعة النفسيّة، وغير ذلك الكثير، وما هذا سوى تجلٍّ للمحبّة التي جبلَنا الله بها. هذه المحبة التي نعمل بهديها، طامحين أن يبقى هذا المستشفى مقصدًا لكل محتاج إلى شفاء النفس والجسد، وأن نكون، مسؤولين عن هذا المستشفى وعاملين فيه، أدواتٍ في يد الله يعمل من خلالها وتعملُ على تمجيد اسمه".

كما تحدّث النائب الفرنسي البروفسور جان لوي تورين عن "عدم إمكانية تصور الابتكار والتقدم الطبي دون تطور في إطار الأخلاقيات البيولوجية".

وتلا الكلمات توزيع دروع تقديرية إلى كل من: النائب تورين، والمدير العام لمستشفى بواتييه جان بيار دويت تقديراً للمسيرة الطويلة التي قادها في الدعم والتعاون الأكاديمي مع مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، والبروفسور جمال أيوبي تقديراً لدعمه المتواصل للمستشفى.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم