الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

"الدعوة النسوية للتحرّك" تنطلق لتعزيز المساواة الجندرية

المصدر: "النهار"
شربل بكاسيني
شربل بكاسيني
"الدعوة النسوية للتحرّك" تنطلق لتعزيز المساواة الجندرية
"الدعوة النسوية للتحرّك" تنطلق لتعزيز المساواة الجندرية
A+ A-

درج كثيرون على اعتبار النسوية سلاحاً أبيض في وجه الرجل و"بُعبُع" يهدّد كيانه. ترى شريحة كبيرة، من هذا المنطلق، أنّ وصمة عار تلاحق مؤيّدي الحركة المناهضة للبطركية وللإستعمار الأبوي. يحتل لبنان، بحسب المؤشر العالمي للفجوة الجندرية، المرتبة 135 من بين 144 دولة، وفي العام 2018، صُنِّفَ لبنان كأحد أسوأ عشرة بلدان من حيث أوضاع نساءه. من هنا كانت "الدعوة النسوية من لبنان للتحرّك" التي جمعت خمس منظمات قاعدية، تعمل جاهدةً على إعلاء صوت المرأة، نصرةً لها، وسعياً لإرساء قواعد الإحترام المتبادل والمساواة. يوم 23 تشرين الأول، ستجتمع هذه الجمعيات بمؤيديها في منطقة الحمراء، في مبنى عساف، المعروف بمبنى جدارية صباح، للمطالبة بتغييرات ملموسة وبتضامن ومساءلة للوصول إلى وطن تسود فيه المساواة الجندرية.

للحركة النسوية في لبنان تاريخٌ قديم. جذورها ضاربةٌ في الزمن وأغصانها غارزةٌ في أفق المستقبل. إذ بدأت بشائرها تلوح أواخر القرن التاسع عشر، مع الأديبة زينب فواز وأعلام عصرها. ثمّ مطلع القرن الماضي، يوم وضعت مي زيادة كتاب "المساواة"، الذي يُعتبر الرسالة المطوّلة الأولى التي تكتبها إمرأة لبنانية وعربية مطالبةً بالمساواة الجندرية. نُظّمت الحركة النسوية أخيراً مع "الإتحاد النسائي في لبنان وسوريا" كما أتاحت المطالبات النسوية المتراكمة طوال هذا التاريخ، إنخراط المرأة أكثر في القوى العاملة، وحصولها على حقها بالإقتراع، عام 1953، قبل سائر النساء العربيات، وتحرّرها من وصاية ولي أمرها، أكان والدها أم أخوها أم زوجها، يوم استطاعت الخروج من منزلها للمرة الأولى ليلاً دون إذن خطي منه مصدّقاً من المختار. بالإضافة إلى تحسين حصولها على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وتحقيق العديد من الإنجازات على المستوى الإقتصادي وملكية الأراضي، وصولاً إلى تعيين أربع سيدات في الحكومة اللبنانية مؤخراً.

وجّهت خمس منظمات قاعدية الدعوة للتحرك دعماً للمساواة بين الجنسين، إيمناً منها بأن الرسالة ستصل لا محال. تكاتفت كلّ من "جمعية تنظيم الأسرة في لبنان للعمل على التتنمية وتمكين الأسرة"، "التجمّع النسائي الديمقراطي اللبناني"، "مركز مرسى للصحة الجنسية"، "جمعية المرأة الخيرية"، منظّمة "النساء الآن من أجل التمنية"،  بالإضافة إلى منظمة "Women Deliver" ذات نطاق العمل العالمي. "هذه الدعوة النسوية للتحرّك تقدّم الحلول التي لطالما طالب بها منظمات المجتمع المدني على مدى سنين عديدة". تبدي الناشطة الحقوقية ومسؤولة الإعلام والحملات في التجمع النسائي (RDFL)، حياة مرشاد، فخراً بهذا التجمّع الذي يضمّ رجالاً ونساءً، "كصوت جماعي واحد يمثّل العديد من الطوائف والأديان والأعمار والهويات الجنسية المتنوعة والإختلافات العرقية، للدعوة إلى التغيير الإيجابي".

تتمحور الحركة النسوية حول تحدّي الفوارق التي تطال ديناميات القوة والجندر، والتي تحول دون ضمان مستقبل واعد للمرأة. تأتي مبادرة الجمعيات النسائية هذه تصدٍّ جدّي للأسباب الجذرية للتمييز وانعدام المساواة الجندرية في قطاعاتٍ عدّة. تشيد مارسي هيرش، مديرة قسم المناصرة الإنسانية في "ومن ديليفر" بالحركة النسوية في لبنان، واصفةً إياها بـ"القوية والحيوية، التي حققت إنجازات عظيمة للمساواة الجندرية". تشدّد على سعادة "ويمن ديليفر" "بدعم المنظمات القاعدية النسوية في دعوتهم إلى مزيد من التمويل والتضامن والمساءلة" معتبرةً أن هذه المنظمات هي التي تحقق النجاح والتغيير فعلياً على الأرض، "فقد حان الوقت لندعهم يقودون".

خلال حفل إطلاق "الدعوة النسوية من لبنان للتحرك"، ستتم إزارة الستارة عن لوحة جدارية جديدة في شارع الحمرا، أنجزتها  الرسامة رولا عبده بدعم من "Art of Change"، تكريماً للحركة النسوية اللبنانية. تُظهر الجدارية تنوع القيادات النسائية في لبنان، بما فيهن ناشطات لبنانيات بارزات عبر التاريخ، أبرزهنّ الكاتبة إيميلي نصرالله والرسامة هوغيت كالان، فضلاً عن الفلسطينيات والسوريات والشباب والشابات الذين قدّموا إسهامات مهمة في تحقيق المساواة الجندرية. تتمحور رسالة المبادرة حول الدعم المستمر للحركة النسوية اللبنانية. وتسعى لتعزيز إنخراط المزيد من النساء في القوى العاملة، والضغط لإقرار قانون فعّال يجرم العنف الأسري، وضمان الحصول على خدمات الصحة الجنسية والإنجابية، وغيرها من التدابير التي تصبّ لمصلحة المساواة الجندرية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم