الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

"قد نخطئ ولكننا نتعلّم من أخطائنا"

المصدر: النهار
سارة برجاوي
"قد نخطئ ولكننا نتعلّم من أخطائنا"
"قد نخطئ ولكننا نتعلّم من أخطائنا"
A+ A-

نعم، هذه هي مقولتي اليوم.

أنا، أنت، نحن... قد نخطئ في مسارات حياتنا، فنحن لسنا معصومين عن الخطأ، ولكن لم يحجُب الستار أعيننا كي نرى وندرك أنه ينبغي ألّا نقع في الحفرة مرة أخرى.

أحياناً نترك الأمور تمشي كما هي، أحياناً نتبع أهواءنا، أحياناً تستميلنا مشاعرنا، أحياناً نعلم أنّ ما ندخل فيه ليس إلا نفقاً بلا نور، ولكننا نصرُّ على دخوله ولو ارتجفت قلوبنا رعباً، وقاسينا ظلامه دمعاً.

نعم، هكذا حال أكثرنا

البعض منّا يرميها للحياة، والبعض الآخر للصدف، وآخرون لا يتداركون ما سيؤولون إليه.

ولكن طوبى لمن علم خطأه فأقدم على إصلاحه.

في المبدأ نحنا لسنا أغبياء، ولا بسطاء ولا ضعفاء العقول، بل نحن طيبون لدرجة أننا نجعل الغير يؤذينا ويطعننا دون أن نلومه أو نلقي عليه أي عتاب أو صرخة غضب، فيستغل هذا الطرف طيبتنا، رقتنا، صفاءنا الداخلي وطهارة قلوبنا، ويأتي بسيوفه كي يُقاتل بها آمالنا المشرقة.

فنعيش في دوامة اليأس والتشاؤم، وتسودّ الدنيا في وجوهنا، وتصبح السعادة بالنسبة لنا كتاباً من الماضي غطّاه الغبار.

في هذه الأثناء، البعض منا قد يعيد الخطأ الذي ارتكبه بالمرة الأولى حين وثق بمن ليس أهلاً للثقة، فيسترسل بارتكاب الجرائم بحق نفسه، وكأنّه ينتقم من نفسه لا ممن افتعل به الأذية. وتبدأ عنده مراحل الإنحراف، التعاطي، وإلحاق الضرر بالآخر... وغيرها من ردود الفعل العائدة في جذورها لجروح سابقة.

إلى أن يستيقظ متأخراً، فيرى كم سبّب أوجاعاً لغيره، كان مصدرها أمراضاً يعاني منها ولا يعلم، فيعكس عِقده وآلامه على من حوله.

وهكذا ستمضي الحكاية وكأنها حلقة مقفلة ينتظر الكل دوره فيها حتماً.

هذا سيكون وجهاً من الردود. غير أننا إذا نظرنا إلى الوجه الآخر منها، فسنرى ما هو معاكس تماما لها، إذ سنصادف من سيواجه ويتحدى، من ينهض بعد الألم ويقاوم بلا توقف، فيتخذ من ضعفه قوة كي يقول "لا"، ويحلق في محطات النجاح والإرتقاء نحو الأعلى. لا يردّ الإساءة بالإساءة، لا يتّهم غيره باضطرابات يعانيها وهم ليس لهم علاقة بها. بل يكون أكثر إدراكا لخطواته المقبلة.

وفي هذا الموضع، سيحتاج الأمر لنسبة ذكاء عالية، للحكمة، وللوعي الذي سيستبق أي مبادرة جديدة.

ولكن ستبقى مشكلة واحدة عند هاتين الفئتين من الناس، مشكلة تتمثل بأزمة "فقدان الثقة".

فالفئة الأولى لن تثق بمن ستصادفه، والثانية ستعتمد هذه الوضعية "استراتيجيةً" كي لا تُعلّق نفسها بأي شيء يرجعها للخلف بعد نهوضها صامدة.

مشاعر عدم الإطمئنان، الشك والقلق ستواكبهما تدريجياً لأنّ ضربتهما الأولى كانت موجعة ولم تُنسَ!

من هنا سنصل معاً إلى خلاصة مقنعة، مفادها أننا نخطئ ولكن نأمل أن نتعلم باتزان من أخطائنا، بدون أن نترك أي تداعيات سلبية أو انقلابات فجائية على حالنا أو على من يحيطنا. بل العبرة في أن نتقن كيفية حماية نفوسنا لأنّها "عزيزة" وتحتاج لرعايتنا بدلاً من تعذيبها بصراعات ليست لها قيمة تُذكر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم