الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

ترقّق العظام لصٌّ صامت نواجهه بالوقاية

المصدر: "النهار"
رلى معوض
ترقّق العظام لصٌّ صامت نواجهه بالوقاية
ترقّق العظام لصٌّ صامت نواجهه بالوقاية
A+ A-

بعد نجاح حملة الوقاية من ترقّق العظام التي حطّمت رقماً قياسياً في كتاب "غينيس" بإجراء 483 صورة قياس الكثافة العظمية بأقل من 24 ساعة، كان لقاء علمي أكد الاختصاصيون خلاله أن الوقاية تحمي العظام التي يجعلها الترقق عرضة للكسور. قدّمت اللقاء الزميلة نتالي نعوم إلى فيديو يُظهر مدى معرفة الناس بالمرض. وتحدثت المديرة العامة لشركة "أمجن"، لما محيّر، عن "أهمية التوعية ونشرها من خلال الجمعيات العلمية، لتفادي الصعوبات التي يعاني منها المريض وكلفة المرض على المجتمع".

رئيسة الجمعية اللبنانية للغدد الصّم والسكري الدكتورة باولا عطالله، قالت إن النساء معرضات أكثر بعد انقطاع الحيض وانقطاع إفراز هورمون الاوستروجين، خصوصاً إذا تعرضن لتوقف الحيض باكراً، وهناك عامل العمر إذ يصيب ترقق العظام من هم فوق الـ٦٥ سنة، ويعاني منه، بحسب الإحصاءات، رجل من خمسة، وسيدة من ثلاث. كما يؤثر تناول بعض العلاجات أحياناً على ترقق العظام مثل الكورتيزون، وكذلك بعض الأمراض كأمراض المعدة والمشاكل في إفراز الهورمونات، لا سيما إفراز الاوستروجين، فحتى صغيرات السنّ ممكن أن يتعرضن لترقق العظام. وشددت على أهمية إيجاد السبب لحل المشكلة وليس إعطاء العلاجات فقط، وتحديد عوامل الخطورة وأبرزها: العمر، العِرق (الأبيض معرض أكثر من الأسود)، الجندر، السيدات مع انقطاع العادة الشهرية، سوابق عائلية من كسر المعصم، التدخين، الإفراط بشرب الكحول، الوزن القليل جداً والوزن الزائد. وبحسب العمر وعوامل الخطورة يطلب الطبيب فحصاً لترقق العظام من خلال صورة لليد أو للورك والعمود الفقري، وتنظيم إعادتها لمراقبة العلاج. ثم تجرى فحوصات للدم للتعرف على وجود أي مرض قد يؤدي إلى ترقق العظام، ونسبة الكالسيوم في الدم، والفيتامين "دي"، وبعدها تبدأ العلاجات، كل حالة حسب حاجتها.

وقالت إن الوقاية تبدأ منذ الصغر، أي تأمين كمية الفيتامين "دي" والكالسيوم اللازمين لبناء عظام صلبة، وهذا يستمر إلى سن الثلاثين حيث تبدأ العظام بخسارة بعض من صلابتها، من هنا أهمية التوعية، والتركيز على الرياضة لأن العظام بحاجة إليها لتتجدد.

الرئيس المنتخب للجمعية اللبنانية لجراحة العظام والمفاصل الدكتور عامر عبدالله تحدث عن الذين يتعرضون للكسور، وقال إن عددهم، بحسب الاحصاءات، سيرتفع مع الوقت بسبب زيادة معدل الأعمار. وقال إن كسر الهشاشة يحصل نتيجة سقطة صغيرة وليس صدمة قوية، وهو نوعان: كسور صامتة لا يشعر بها المريض، وأخرى تظهر سريرياً، منها في العمود الفقري، وأخرى خارجه تترافق بانحاءٍ في الظهر والتواءٍ في اليد.

80 في المئة من هذه الكسور غير صامتة، كما أوضح، و70 في المئة منها تحصل خارج العمود الفقري، والخطورة أن 20 في المئة تبقى صامتة. وقال إن سرطان الثدي يصيب 250 ألف سيدة سنوياً، وأمراض القلب 350 ألفاً، مقابل 600 ألف سيدة يتعرضن للكسور. وبعد كسر الورك، 40 في المئة؜ من النساء يتعرضن لكسر في المعصم، وربع الأشخاص الذين يتعرضون لكسر في الورك سيتوفون في السنة الأولى من بعده.

واعتبر أن الكسر الأول هو مؤشر إلى أن الأشخاص أصبحوا عرضة أكثر من غيرهم لكسر آخر، ومن أصل ٥ نساء يتعرضن لكسر في العامود الفقري، سيدة ستتعرّض للكسر مرة ثانية.

وقال: "تؤثّر الكسور على الحياة وعلى نوعيتها وعلى المجتمع والفاتورة الصحية، والعبء الاقتصادي. هناك الكلفة المباشرة والكلفة غير المباشرة لعدم إنتاجيتهم والتأثير على نمط حياتهم. في بريطانيا تصل كلفة العلاج إلى ٦ ملايين باوند سنوياً لعلاج كسر الورك، و80 في المئة من النساء اللواتي تعرضن للكسر ستتغير نوعية حياتهن".

"المشكل أن التشخيص يتم بعد الكسر. من هنا أهمية التوعية والتثقيف المستمر لتخفيف الكسور، وبالتالي، الأعباء الناتجة عنها. فمن المهم التشخيص والعلاج ليس الكسر فقط، بل سبب الترقق المرافق له".

وتحدث رئيس الجمعية اللبنانية لأطباء المفاصل والروماتيزم، كامل مروة، عن أهمية الوقاية خصوصاً أن الكسور تزداد مع الوقت وبالأخص الورك، وأن كل سيدة تحتاج إلى صورة ترقق العظام بعد عمر الـ65 خصوصاً من يتناولن علاجات معينة أو يعانين من أمراض أخرى.

"نبدأ علاج ترقق العظام عند حصول الكسر أو عند نقص "تي-سكور" (أقل من 2,5) أو إذا كان مؤشر كثافة العظام لعشر سنوات منخفضاً. نبدأ بالعلاجات غير الدوائية كتناول الكالسيوم والفيتامين "دي"، إذ بينت الدراسات أن نحو 80 في المئة من النساء يعانين من نقص فيتامين "دي"، وبالتمارين الرياضية والانتباه من السقوط وتجهيز منزل كبار السن للتخفيف من السقوط، والتأكد من أن الشخص لا يعاني من مرض الجهاز العصبي أو ضعف نظر أو سمع، أو تناول أدوية مهدئة، أو وجود السلالم، أو أرض رطبة، أو سجاد صغير مبعثر في البيت، هي أمور بسيطة إلا أنها مهمة، والامتناع عن التدخين والزيادة المفرطة باستعمال الكحول". وشدد على أهمية "تناول الدواء الذي يصفه الطبيب بحسب كل حالة، لأن هناك عدداً من المرضى لا يتناولون الدواء أصلاً، ومنهم لا يلتزمون به. من هنا ضرورة إجراء صورة في الوقت المحدد ومعرفة عوامل الخطورة لعلاجها أو تفاديها".

الممثلة والمخرجة بيتي توتل تحدثت عن تجربتها الشخصية مع ترقق العظام الذي عانت منه هي ووالدتها: "اكتشفت المشكلة في عمر الـ٣٧ سنة. والدتي وقعت عن كرسي فكسرت فقراتٍ من عمودها الفقري وبالتالي خسرت فجأة ٣٠ سنتيمتراً من طولها، اكتشفنا فيما بعد مشكلة في الغدة لديها. أجريت أنا فحوصات بيّنتْ أني أعاني من مشاكل في العظام، فبدأتُ العلاجات وتحسنتُ. أحببت أن أشارك بحملة التوعية هذه، ولا اعتبر ترقق العظام مرضاً، ولم أشعر يوماً أني مريضة، ولكني رأيت معاناة والدتي ولم نتمكن من مساعدتها، وكانت بعدُ في سن مبكرة، لذلك أنا اليوم هنا من أجلها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم