الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

تحقيق أمنية يفتح كوّة أمل في جدار المعاناة

تحقيق أمنية يفتح كوّة أمل في جدار المعاناة
تحقيق أمنية يفتح كوّة أمل في جدار المعاناة
A+ A-

عندما يتلقّى شاب يافع خبر إصابته بمرض حرج، يصبح رفاهه النفسيّ معرّضاً للانتكاسة بمقدار ما تعرّضت صحّته الجسديّة لها. وهذا ما أشار إليه منذ مئات السنين الطبيب والفيلسوف أبو بكر الرازي حين كتب أنّ "... مزاج الجسم تابع لأخلاق النفس". وبينما تعمل العلاجات الطبية والأدوية على تحسينه فيزيولوجياً، يأتي دور "تمنّى" للمساهمة في الشفاء النفسيّ والمعنويّ حتى يتمكّن من تحمّل علاجات طويلة ومؤلمة بإيجابيّة وعناد.

في هذا الإطار، جاءت اللفتة الإنسانيّة التي قامت بها جمعيّة "تمنّى" وهي جمعيّة تحقّق رغبات الأطفال المصابين بأمراض مستعصية وخطيرة، بالتعاون مع شركة "توتال لبنان" والنادي اللبنانيّ للسيّارات والسياحة (ATCL)، وقد عمدوا إلى تحقيق أمنية الشاب إيلي خويري: حلمه الكبير بالسباق في سيّارة "رالي" إلى جانب سائق محترف أصبح حقيقة.

بطبيعة الحال، ولأجل تحقيق أمنية إيلي، كان لا بدّ من القيام بتحضيرات تدريبيّة تمكّنه من أداء دوره كمساعد للسائق على أكمل وجه. قام بهذه المهمّة سائق "الرالي" المحترف إدي أبو كرم على حلبة RPM Karting في المْتَين. وبعد التحقّق من مهارات إيلي المكتسبة حديثاً عبر قيامه بقيادة تجريبيّة، حظي بفرصته المنتظرة، ألا وهي تجربة القيادة المشتركة لسيّارة سباق ممّا أتاح له عيش حالة من الحماسة والبهجة يصعب وصفها. حصل ذلك ضمن أنشطة "رالي" لبنان الدوليّ الثاني والأربعين الذي نظّمه النادي اللبنانيّ للسيّارات والسياحة (ATCL) الممثّل الرسميّ للاتّحاد الدوليّ للسيّارات (FIA) في لبنان. واستمرّت الأنشطة على مدى ثلاثة أيّام، برعاية رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون.



لا شكّ في أنّ إتاحة هذه الفرصة للشاب إيلي ذي 14 ربيعاً للاستمتاع برياضته المفضّلة، ولو لفترة قصيرة، سيترك أثراً إيجابيّاً في شعوره. تتمتّع هذه الرياضة وما يرافقها من حماس وتدفّق للأدرينالين بقدرة واضحة على تعزيز جهاز المناعة والقوّة الممنوحة لمقاومة الألم. علاوة على كلّ ذلك، تضخّ هذه الرياضة الشعور بالسعادة لما فيها من منافسة وتحدّ وتحفيز للدماغ من أجل اتّخاذ القرارات الملائمة خلال السباق ممّا يعزّز الثقة بالنفس والطاقة للتغلّب على المرض.

تبع ذلك دعوة إيلي لحضور المرحلة الخاصّة الاستعراضيّة من "رالي" لبنان ومشاهدة السباق للمرّة الأولى في حياته مباشرة من موقع الحدث، الأمر الذي شكّل بالنسبة إليه تجربة رائعة لا تُنسى. وعبّر إيلي عن شعوره خلال الجلوس في سيّارة "رالي" حقيقيّة بالقول: "كنت أتابع ‘الرالي‘ كلّ سنة عبر شاشة التلفزيون في المنزل، واليوم تحقّق حلمي عبر المساعدة التي قدّمها إدي أثناء القيادة المشتركة في سيّارة ‘الرالي‘، ومن ثَمَّ عبر مشاهدة السباق الرسميّ مباشرة من موقع الحدث".

من جهته، تحدّث إدي بو كرم عن هذه التجربة قائلاً: "لقد كان من دواعي سروري مساعدة إيلي ومشاركته في شغف هذه الرياضة وبعض تفاصيلها وأن أكون قد ساهمت بتحقيق حلمه ومنحه تجربة فريدة استمتع بها إيلي للغاية. كما يسعدني جدّاً أن تساهم هذه المشاركة والرياضة برفع معنويّاته وأن تمدّه بأثر إيجابيّ مساند في مواجهة المرض."

بفضل الدعم الذي قدّمه نادي (ATCL) وتعاونه مع "توتال لبنان" وجمعيّة "تمنّى"، أضفى تحقيق حلم إيلي بعداً إنسانيّاً واجتماعيّاً مسانداً على "رالي" لبنان المميّز بطابعه الرياضيّ.

على أمل أن تكون تجربة إيلي ملهمة ومساعدة في تغلّبه على المرض والتطلّع إلى تحقيق خطوات أخرى في حياته، يؤكّد المنظّمون الثلاثة العمل دائماً على أن يبقى الإنسان وخيره مركز اهتمامهم وأنشطتهم وعملهم، ومن أجل بلوغ غد مشرق مفعم بصحّة أفضل وطموحات أجمل.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم