السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

المنتدى الدولي للصحافيين في سانت بطرسبورغ: جسر حوار روسي – اسلامي يقرب المسافات

المنتدى الدولي للصحافيين في سانت بطرسبورغ: جسر حوار روسي – اسلامي يقرب المسافات
المنتدى الدولي للصحافيين في سانت بطرسبورغ: جسر حوار روسي – اسلامي يقرب المسافات
A+ A-

تنشط روسيا الاتحادية في الاعوام الاخيرة على فتح قنوات التواصل الاعلامية والديبلوماسية من أبوابها الواسعة مع البلدان العربية والاسلامية في اطار سياسية رسمتها الادارة السياسية في الكرملين بتوجيهات من الرئيس فلاديمير بوتين ورعايته الدؤوبة لهذا الملف. ومن بين هذه المشاريع والخطط الموضوعة كان تنظيم مجموعة الرؤية الإستراتيجية "روسيا – العالم الإسلامي"، المنتدى الدولي الخامس للصحافيين والمدونين المسلمين في سانت بطرسبورغ. وتشكل هذه المدينة الوجهة العالمية لشتى انواع الفنون والثقافة. وهذا ما تعبر عنه في منتدياتها وجامعاتها ومسارحها العريقة وصولاً الى كنائسها ومتاحفها وحدائقها الناطقة والمفتوحة على العالم من دون قيود او حواجز تمنع التلاقي بين الشعوب والحضارات والثقافات.



شارك في اعمال منتدى "مجموعة الرؤية الاستراتيجية" أكثر من 50 صحافياً من روسيا وبلدان اخرى يمثلون وسائل اعلامية من مشارب مختلفة، فضلاً عن مشاركة خبراء دوليين في حقل المعلومات الى عدد من المسؤوليين الروس والأجانب اضافة الى مجموعة من السفراء المتقاعدين تقدمهم الرئيس التنفيذي لـ"المجموعة" بنيامين بوفوف. وحضر زملاء من 17 دولة اسلامية. وافتتحت الجلسة العامة بعنوان "تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام وتشكيل جدول الأعمال الدولي". وتحدث نائب رئيس "مجموعة الرؤية" الدكتورفي العلوم السياسية فريد محمدشين.

وتلقى المشاركون في المنتدى بترحاب تحيات رئيس جمهورية تتارستان، رئيس "مجموعة "الرؤية رستم مينيخانوف، ونائب رئيس مجلس اتحاد الجمعية الفيدرالية للاتحاد الروسي الياس سالاموفيتش أوماخانوف.

وتم تنظيم ثلاث جلسات مختلفة المحاور: "الحروب الإعلامية والنفسية وتأثيرها على الرأي العام وعلى تشكيل الأجندة الدولية"، و"الأخبار المزيفة: الاستجابة ورد الفعل المضاد"، و" حرية الصحافة في إطار حقوق الإنسان". وتكلم المشاركون الروس والضيوف الأجانب. وجرت مناقشات واسعة حول القضايا الأكثر إلحاحاً في وسائل الإعلام.

واستمع المشاركون في المنتدى باهتمام كبير إلى مدير مركز الأمم المتحدة للإعلام في موسكو، فلاديمير كوزنيتسوف، والنائب الأول للمدير العام وكالة أنباء "تاس" ميخائيل كالميكوف. ومدير إدارة الإعلام والصحافة في وزارة الخارجية الروسية أرتيوم كوجين، والمنسق الخاص في وزارة الخارجية الروسية للاستخدام السياسي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إدوارد تشيرنوخين.

وسيم قلعجية

وقدم العضواللبناني في "المجموعة" الخبير في الملف الروسي الدكتور وسيم قلعجية مداخلة شدد فيها على الدور الذي تلعبه روسيا في اطلاق نظام الامن الجماعي الاقليمي في الشرق الاوسط والرد على "العسكرة الاميركية في الخليج". واعتبر ان الطرح الروسي يقوم على أسس عدة تشدد على ان "تأخذ دول المنطقة على عاتقها التزامات متبادلة تتعلق بالشفافية في المجال العسكري. ومن بينها الحوار في شأن العقائد العسكرية واجتماعات لوزراء دفاع الدولالاقليميةواقامة خطوط ساخنة وتبادل الاخطارات بصورة مسبقة حول اجراء التدريبات وطلعات الطيران العسكري وتبادل المراقبين (...). وابرام اتفاقاتمكافحة الارهاب الدولي والاتجارغيرالمشروع بالاسلحة والهجرة والاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة".

ورأى ان"الاقتراح الروسي يتطلب "ضرورة اطلاق حوارتدريجي حول تقليص الوجود العسكري الاجنبي في المنطقة ووضع تدابير مشتركة لبناء الثقة بين دول الخليج العربي ودول اخرى مجاورة مع احراز تقدم في انشاء هيكل نظام أمن خليجي. ويتمثل الغرض منه انشاء منظمة الامن والتعاون في الخليج تشمل الدول الاقليمية وروسيا الاتحادية والصين والاتحاد الاوروبي والهند وغيرها من الاطراف الدولية بصفة مراقبين او اعضاء منتسبين". ولفت قلعجية الى ان المنطقة تحتاج الى "خطوات عاجلة وسريعة لنزع فتيل التوتر. وان الافكار الروسية مطروحة حول الامن في الخليج مطروحة منذ وقت طويل. وان المبادرة الروسية في حاجة لصياغتها عربياً وان تعمل اولاً على إنضاج اسس الحوار وان يؤدي الاقتراح الروسي بالضرورة الى احلال السلام في المنطقة".

كذلك أبدى المشاركون في المنتدى ملاحظاتهم التي تمحورت على ان "تصرفات الغرب التي غالباً ما تكون مسيّسة، تؤدي إلى زيادة في التوتر وتصاعد النزاعات في أجزاء مختلفة من عالمنا، مما يؤدي إلى تعميق الانقسام العالمي على أسس عرقية ودينية وغيرها، وغالباً ما تستخدم بعض القوى الغربية وسائل الإعلام لفرض أجندتها الأنانية والتلاعب بالرأي العام".

وأيّد المتحدثون في المنتدى الأفكار التي عرضها وزير خارجية روسيا، سيرغي لافروف في مقال له بعنوان: "العالم على مفترق طرق ونظام العلاقات الدولية للمستقبل" و نُشر عشية بدء اجتماعات الدورة السنوية الـ 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تم توزيع نص المقال على المشاركين فيه عشية المنتدى.

وأشارأكثر المتحدثين إلى "الحاجة للمزيد من التنسيق الوثيق بين الصحافيين المسلمين الروس والأجانب، للتصدي لظاهرة انتشار المعلومات الخاطئة والعمل على حث وسائل الإعلام على الاسترشاد بحزم بمبادئ أخلاقيات الصحافة والوفاء بأمانة ونزاهة بواجبهم المهني،الذي يتماشى مع الأحكام المعتمدة في حزيران الفائت في ميثاق تونس العالمي لأخلاقيات الصحافيين".

وأكد المشاركون ايضاً على أن" روسيا ودول العالم الإسلامي، بعد توحيد جهودها، يمكن أن يسهموا مساهمة كبيرة في تحسين الوضع السياسي والروحي في العالم، حيث أن مواقفهم من القضايا الدولية والإقليمية الحالية قريبة من بعضها بعضا او متطابقة".

وأشاروا إلى "أهمية ضمان الأمن في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحسين الإطار التنظيمي في هذا المجال. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك حاجة متزايدة للتحقق من المعلومات المنشورة، بالنظر إلى الزيادة الكبيرة في عدد الأخبار المزيفة والملفقة في العالم، والتي في بعض الحالات تهدّد بشكل مباشر كل من الأمن القومي للدول ذات السيادة والاستقرار في العالم ككل".

ودعا المشاركون إلىالحاجة "لتطوير برنامج شامل، لمنع الأفكار المتطرفةوالراديكالية ومحاصرتها في مجال المعلومات (وسائل الإعلام، المدونات، الشبكات الاجتماعية)، وكذلك قواعد استخدام الإنترنت".واتفق المؤتمرون في ختام المنتدى على "الاستمرار في ممارسة تنظيم منتديات إعلامية سنوية، فضلاً عن عقد منتديات إقليمية ودولية ".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم