الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الوعد ينتظر اللحظة حتى يطير

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
الوعد ينتظر اللحظة حتى يطير
الوعد ينتظر اللحظة حتى يطير
A+ A-

الوعد زمن القطار المتوقف في محطة الانتظار. يغفو في سرير الأطمئنان، وفوق رأسه غيمة قلق وخوف...

يتلاعب بالأعصاب، من دون أنامل.

الوعد كلامٌ لأجل فعل، ويبقى في وهمية الفعل، حتى يكون اللقاء...

الشعور به ثقيل، وكلما حانَ وقَرُبَ وقته، ثقُل كأنه الشوق يتراقص فوق جبل اللحظة المستحقة...

الوعد مشتهى وقتيّ لرغبتين. وعندما يتمّ، ينتهي مع شمس الرحيل، وينام على أنه غياب.

إنه في يقظة الترقّب مهما علا حوله تشابك الأهداف، ومهما تبدّلت الغايات. في ثيابه الوقت، وفي أذنيه حفيف وريقات اللقاء المزمع حدوثه!

الوعد زمنٌ ينتظر زمنًا يحين، حتى يفكّ أسره ويطير.

الوعد:

إذا لِحبٍّ، فرقصات الروح...

إذا لِمالٍ، فرقصات الجسد...

إذا لِاتفاقٍ، فرقصات الأمل...

وإذا لِشرٍّ، فصليلُ السيوف.

الوعد يستطيع أن يكون الصدق، إلا الكذب، فإنه يستعير من الزمن، عندئذ، هيئة الورقة الصفراء، وينقلب على أنه ضياع في خريف ثرثرات الكلام.

إنما الوعد غزال الوقت، لأنه حلمٌ تجملُ الأيام بحضوره، كما يجمل العشب بقرنيه الجائعين للغيث.

ضحكة الوعد، هدأة غدير في سرير النهر اللعوب،

عبسة الوعد، ضياع الفوح في عاصفات الغروب،

في عذابات الغياب

الوعد نداء من دون صوت،

صهيل من دون حصان،

أمير من دون عباءة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم