الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

عودة أول رائد إماراتي إلى الأرض بواسطة مركبة "سويوز"

المصدر: "أ ف ب"
عودة أول رائد إماراتي إلى الأرض بواسطة مركبة "سويوز"
عودة أول رائد إماراتي إلى الأرض بواسطة مركبة "سويوز"
A+ A-

عاد رائد الفضاء الإماراتي #هزاع_المنصوري الذي دخل التاريخ لكونه أول مواطن من دولة عربية يقيم في محطة الفضاء الدولية، الخميس، إلى الأرض بعد مهمة استمرت ثمانية أيام.

وحطّ المنصوري الذي استحال بطلا في بلاده، في سهوب كازاخستان عند الساعة 10,59 بتوقيت غرينتش، كما كان مقرّرا، في مركبة "سويوز"، برفقة الأميركي نيك هايغ والروسي أليكسي أوفتشينين.

وقالت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، عبر قناتها المتلفزة: "الطاقم في حال جيّدة"، قبل بثّ مشاهد تظهر الرواد الثلاثة وهم يخرجون من المركبة.

ورفع المنصوري علامة النصر بيده أمام الكاميرا، وهو جالس على كرسي متنقّل، ريثما يتكيّف مجددا مع تأثير قوّة الجاذبية.

وكانت مركبة "سويوز ام اس-12" التي نقلت الرواد قد انفصلت عن محطة الفضاء الدولية عند الساعة 7,36 بتوقيت غرينتش، ثم باشرت نزولها نحو الأرض الذي استغرق ثلاث ساعات ونصف الساعة.

وحطّت المركبة في سهوب كازاخستان، على بعد 150 كيلومترا شرقا عن أقرب مدينة.

وأمضى المنصوري ثمانية أيام في محطة الفضاء الدولية منذ وصوله في الخامس والعشرين من أيلول، في حين أمضى هايغ وأفتشينين 103 أيام في المحطة.

أما الرائدان الروسي أوليغ سكريبوتشكا، والأميركية جيسيكا مير اللذان رافقاه في الرحلة ذهابا، فسيعودان إلى الأرض في الربيع المقبل.

وشكلت مهمة هزاع المنصوري، رغم قصرها، مصدر فخر في الإمارات العربية المتحدة التي دخلت قبل فترة القطاع الفضائي. وأعلنت قبل فترة قصيرة نيتها إرسال مسبار إلى المريخ بحلول عام 2021.

وكتب ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تويتر: "نحمد لله على عودة هزاع المنصوري سالما إلى الأرض بعد رحلة ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية".

وأضاف: "ماضون بعزم... لتحقيق طموحنا للوصول إلى المريخ".

بدوره، أكّد رئيس الحكومة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنّ الإمارات "فخورة" بهذا الإنجاز الذي رأى أنّه يمثّل طريقا "فتحناه لأجيالنا نحو الفضاء".

وسمح المنصوري البالغ 35 عاما لبلاده بالانضمام إلى نادي الدول العربية القليلة التي أرسلت روادا إلى الفضاء. فقد سبقت الإمارات في هذا المجال كل من السعودية عام 1985، وسوريا عام 1987. وهو أول مواطن عربي يزور محطة الفضاء الدولية.

وكان الأمير السعودي سلطان بن سلمان آل سعود أول رائد فضاء عربي استقل مكوكا فضائيا أميركيا عام 1985.

وبعدها بعامين، أمضى الطيار السوري محمد فارس أسبوعا في محطة "مير" الفضائية التي كانت تابعة للاتحاد السوفياتي.

وغرّد المنصوري، قبيل ساعات من انطلاقه: "نكاد ننفصل عن محطة الفضاء الدولية، تحدٍ آخر يجول في الأرجاء... سنعود لنفتتح طريقنا الذهبي إلى الفضاء، لتتألق النجوم بأسمائنا، ولنعيد مجد رواد الفضاء مرة أخرى".

واختير المنصوري، الطيار الحربي السابق، من بين 4022 مرشحا. وهو لم يبلّغ بمشاركته في هذه الرحلة إلا في أيلول 2018. وفي المحطة، ارتدى اللباس التقليدي الإماراتي وشارك في تجارب خصوصا حول إدراك الوقت. وحمل معه إلى المحطة ثلاثين بذرة من بذور شجر الغاف الواسع الانتشار في دولة الإمارات ستزرع في بلده بعد عودته.

وخلال مهمته، بث الرائد الإماراتي عبر "تويتر" صورا ملتقطة من الفضاء عن الإمارات ومكة المكرمة.

وخلال دردشة مع تلامذة إماراتيين، قال هذا الأب لأربعة أطفال إن أولى أولياته بعد العودة إلى الأرض هي الاتصال بوالدته.

وفي دولة الإمارات، هنّأ المسؤولون بعودة المنصوري، مؤكّدين أن الرحلة فتحت طريقا نحو الفضاء.

وقدم اليه التمر لدى هبوطه في سهوب كازاخستان، في حين حصل زميله الروسي أوفتشينين على الدراق، على ما أفادت المجموعة المكلفة مساعدة الرواد لدى وصولهم.

وكانت عودة نيك هايغ وأليكسي أوفتشينين محطّ اهتمام أيضا. ففي تشرين الأول 2018، أصيب صاروخ "سويوز" كانا على متنه في طريقه إلى محطة الفضاء الدولية، بعطل بعد دقائق على الإقلاع. وخرج الرجلان سالمين بعدما قذفا من الصاروخ.

وفي شبا الماضي، انطلقا مجددا من قاعدة بايكونور الفضائية الروسية في كازاخستان. وقد وصلا بنجاح هذه المرة إلى محطة الفضاء.

وكانت هذه أول إقامة لنيك هايغ في المحطة والثانية لأليكسي أوفتشينين.

وتشكل محطة الفضاء الدولية مثالا نادرا على تعاون مستمر بين روسيا والولايات المتحدة، في ظلّ توترات هي الأشدّ احتداما بين البلدين منذ الحرب الباردة.

وتشارك 16 دولة في هذا المشروع الذي كلّف في المجموع 100 مليار دولار، وموّل في شكل رئيسي من الولايات المتحدة وروسيا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم