عون يندفع بصلاحيات "الفراغ الحكومي"... والحريري الملتاع سياسياً يتمسك بالتسوية!

أن يتخذ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قرارات مرتبطة بالوضعين المالي والاقتصادي، وإجراءات عدة من دون أن تصدر عن مجلس الوزراء، وفي غياب رئيس الحكومة سعد الحريري، فذلك يعني أنه قرر فتح معارك سياسية على جبهات عدة، وهي امتداد للمعارك التي يخوضها "التيار الوطني الحر"، خصوصاً مع الحريري و"تيار المستقبل"، ثم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري تحسباً لملفات لها علاقة بالمرحلة المقبلة، كقانون الإنتخاب واستحقاق الرئاسة. ظهرت البوادر الأولى المباشرة للمعارك من خلال كلام عون عن الحكومة التي "لا تتحمل مسؤولياتها"، ليتصرف رئيس الجمهورية، وفق مصدر سياسي متابع، وكأن البلد في حالة فراغ حكومي، وهو المعني مباشرة بالقرار والصلاحيات بسبب الظروف التي يمر بها لبنان والأزمات التي يعانيها.وأياً تكن التبريرات التي أوضحها مقربون من الرئاسة عما يقصده عون بكلامه عن الوضع الحكومي وتحميله المسؤوليات عما آلت إليه الأوضاع في البلد، فان الخلاف يشتد حول مرجعية القرار، فالتوتر السياسي وصل إلى مرحلة خطيرة وإن كانت الامور لا تزال تحت خط التسوية، لكن عون يتصرف، وفق المصدر السياسي، وكأنه الحاكم المطلق الذي بيده القرار الأخير، فيما يعطي تياره برئاسة الوزير جبران باسيل الأولوية ليمارس السياسة في هذا المجال كطرف بين الأطراف السياسيين في السلطة، وعلى هذا يصبح الصراع وكأنه محاولة لتطويع مواقع أساسية ليس آخرها رئيس الحكومة...