"معهد" باريس يحتفي بواحة العجائب في الجزيرة العربيّة

يفتتح في التاسع من الجاري في "معهد العالم العربي" في باريس معرض "العلا، واحة العجائب في الجزيرة العربية"، الذي يُعَدّ الحدث الأساسي في نشاطات "المعهد" لموسم الخريف ويستمر إلى التاسع عشر من كانون الثاني من السنة المقبلة. في إطار النشاطات لإطلاق المعرض، عقد رئيس "معهد العالم العربي" وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ مؤتمرا صحافيا تحدث فيه عن أهدافه ومحتوياته ومنها ما سيعرض للمرة الأولى.

العلا منطقة أثرية في شمال غرب المملكة العربية السعودية، تتمتع بطبيعة جبلية ساحرة وتضم آثارا تاريخية تشهد على تعاقب الحضارات على مدى سبعة آلاف سنة. سكنها الأنباط، قوم النبي صالح، وأسسوا حضارة فيها تلتقي إنجازاتها مع حضارة البتراء في الأردن. وكانت العلا على مر الزمان طريقا للقوافل وأيضا طريقا لسكة قطار الحجاز التي ربطت بلاد الشام بمكة واستقله الحجاج المسافرون بدءا من العام 1907. وقد سجلت منظمة الأونيسكو الدولية منطقة العلا هذه على لائحة التراث العالمي عام 2008 وكانت أول موقع أثري سعودي يسجل ضمن هذه القائمة.

في حديثه الى الصحافيين، ركز جالك لانغ على اتفاقات الشراكة بين المملكة وفرنسا من أجل إبراز القيم الاستثنائية للعلا في إطار مشروع سياحي وبيئي شامل وقّعته الحكومتان الفرنسية والسعودية من اجل رسم خطة شاملة للمنطقة وجذب السياح، لما تتمتع به من ثروات طبيعية وأثرية فريدة من نوعها. من أهداف الاتفاق إنشاء متحف جديد للعلا وتطوير موقع مدائن صالح وترميم محطة السكة الحديد، وإعادة تأهيل المواقع الأثرية المهمة.

يندرج المعرض في إطار هذه الشراكة وسيتاح لزواره أن يكتشفوا الجمال الطبيعي للمنطقة وتنوعها البيئي كما سيتاح لهم رؤية روائع عمارة مدائن صالح والمدافن النبطية ذات الواجهات المزخرفة. وأشار لانغ إلى أن المعرض يعتمد على صور من توقيع المصور الفرنسي العالمي يان أرتوس برتران، مع التركيز على فيديوات بأحدث الوسائل السمعية والبصرية لإبراز جمال المكان. اما المعروضات والآثار فتختصر تاريخ عشرين عاما من أعمال التنقيب أشرفت عليها عالمة الآثار اللبنانية الفرنسية ليلى نعمة بالاشتراك مع عالم الآثار السعودي عبد الرحمن السحيباني، وهما المشرفان على المعرض.

من مفاجآت هذا المعرض المنحوتات والتماثيل والنقوش بالحروف النبطية، إذ سيتاح للزوار اكتشاف نمط حياة السكان الذين استوطنوا العلا على مر القرون.