الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

أزمة الدولار

دان قزي – ترجمة نسرين ناضر
Bookmark
أزمة الدولار
أزمة الدولار
A+ A-
من الواضح تماماً أننا في سباق سريع ومحموم، وكأننا نعدو على آلة رياضة تستمر سرعتها في التزايد، ولكنها غير مزوّدة بزرِّ لإطفائها. مهما بلغت صلابتك ولياقتك البدنية، عليك أن تتوقف في نهاية المطاف عن العدو... في حين أن آلة الرياضة تستمر في الجريان.هذه الصورة تُعبّر عن الواقع الراهن حيث نشهد تراجعاً شديداً في كمية الدولارات المتوافرة في السوق، وتضييقاً على عمليات السحب بالدولار، وإيقاف عمليات صرف العملات عبر الإنترنت، وتراجع سعر صرف الليرة شيئاً فشيئاً في السوق السوداء، وامتناع أعداد متزايدة من التجار عن قبول الدفعات بالليرة اللبنانية.ويُلقي هذا الوضع بضغوط على بعض القطاعات الأساسية في البلاد، ومنها قطاع المحروقات، وكذلك قطاع القمح حيث يفرض القانون توافُر مخزون من القمح يكفي لأربعة أشهر وأكثر، ولكن يُقال إن المخزون الحالي بالكاد يكفي لشهرَين.هذه ليست "أزمة دولار"، كما يُسمّيها بعضهم. الدولار بخير ولا يعاني من أزمة. التعبير الأدق هو "أزمة الليرة".لقد أصاب جبران خليل جبران تماماً في توصيفه للوضع الذي نعيشه عندما كتب قبل نحو قرن من الزمن: "ويل لأمة تلبس مما لا تنسج، وتأكل مما لا تزرع... ويل لأمة تحسب المستبد بطلاً وترى الفاتح المذل رحيماً".وقد عبّر الكوميدي نعيم حلاوي جيداً عن الوضع بقوله: "ويل لأمة تقبض بالليرة وتدفع بالدولار".إذاً ماذا يجري؟لقد تسارعت وتيرة هروب رؤوس الأموال منذ مطلع العام الجاري، وتُنقَل الودائع راهناً إلى خارج البلاد بمعدّل حوالى مليار دولار في الشهر. أضف إلى ذلك...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم