الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

الإبرهيمي استعان بالراعيَين الأميركي والروسي لتهدئة التوتّر في جنيف

موسى عاصي
A+ A-

اخترق قرار الكونغرس الاميركي معاودة تقديم الأسلحة "غير الفتاكة" الى المعارضة السورية، الرتابة التي تكاد تصيب مفاوضات جنيف 2 بين وفدي السلطة والمعارضة السوريين في يومها الخامس. فالقرار الذي يقضي بإمداد "المجموعات المعتدلة" في جنوب سوريا بأسلحة خفيفة وأخرى مضادة للدروع حتى ايلول المقبل، شكل فرصة أمام الوفد النظامي لوضع ورقة جديدة على طاولة المفاوضات تطالب الطرف الآخر بتبنيها "لكونها أحد بنود بيان جنيف 1" الذي ينص، بحسب البيان النظامي، على وقف العنف والإرهاب ويخالف القرار الدولي الرقم 1373.


وقد تناول الممثل الخاص المشترك للامم المتحدة وجامعة الدول العربية في سوريا الأخضر الإبرهيمي القرار الاميركي في مؤتمره الصحافي اليومي، فقال إنه قرأ هذه المعلومات في الصحف، وإن "الوفد الحكومي السوري" توقف عند هذا القرار طويلاً في الجلسة الصباحية.
واعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحافي بعد الجلسة، أن القرار الاميركي "يتعارض مع مبدأ مفاوضات جنيف ويقوض المساعي الجارية لإيجاد حلول للازمة السورية".
وكانت الجلسة الصباحية قد انعقدت في أجواء مشحونة جداً بحسب معلومات "النهار"، مما اضطر الابرهيمي الى الغاء جلسة بعد الظهر، "تمهيداً لعقد جلسة أفضل صباح اليوم". وقالت أوساط متابعة للمفاوضات لـ"النهار" ان اتصالات جرت بعد ظهر أمس بين الابرهيمي والطرفين الراعيين لفريقي المفاوضات (روسيا والولايات المتحدة) وطلب منهما الضغط على الفريقين السوريين من أجل التهدئة وعدم اتخاذ مواقف حادة وسلبية، وعلى هذا الاساس أبدى الابرهيمي ارتياحه الى قرار الطرفين البقاء في جنيف ومواصلة المفاوضات حتى نهايتها المقررة الجمعة المقبل.
وفي معلومات خاصة بـ"النهار" من مصدر أميركي رفيع المستوى في الفريق المتابع للمفاوضات، ان الفريق الاميركي رأى أن الورقة التي قدمها النظام الاحد (ورقة النقاط الخمس السياسية) تثبت أنه لا يأخذ الأمور على محمل الجد. ووصف الطروحات الواردة في هذه الورقة بأنها "سخيفة"، قائلاً انها لن تساعد على احراز تقدم في المفاوضات. وأفاد أن كل جلسة من المفاوضات في الايام الثلاثة المقبلة ستكون مختلفة عن الأخرى من حيث المواضيع التي ستطرح.
وأبلغت أوساط من داخل قاعة المفاوضات "النهار"، أن حدة النقاش ارتفعت عندما عرض رئيس الوفد السوري النظامي السفير بشار الجعفري ورقته في شأن القرار الأميركي تزويد المعارضة أسلحة "غير فتاكة"، إذ اعترض الوفد المعارض وقال للابرهيمي إن هذا البيان خارج نطاق النقاش و"ان من ينتقد تزويدنا السلاح الخفيف استدعى الى سوريا قوى خارجية تقاتل الى جانبه ولا يخجل من الاعلان عن ذلك صراحة لا هو ولا من استدعاهم".
وعن اتهام الوفد المعارض بالارهاب، قال الوفد خلال الجلسة: "نحن من يحارب الارهاب منذ شهر ونصف شهر، فيما الفريق الآخر لا يحارب سوى الجيش السوري الحر". وقد رفع الابرهيمي الجلسة، بعدما طلب من الوفد الحكومي تقديم رؤيته للحل السياسي ومقاربته لجنيف 1، فاكتفى الوفد بان الورقة التي قدمها أمس هي أساس ومناقشتها "أولوية لكونها جزءاً من جنيف 1".
وكان رئيس وفد المعارضة هادي البحرة قدم قراءة لمقاربة الائتلاف لسبل تطبيق جنيف واحد. وشرح عضو وفد المعارضة محمد صبرا لـ"النهار" أن هذه القراءة تبدأ بإنشاء هيئة حكم انتقالية كاملة السلطات التنفيذية، قادرة على تأمين البيئة الحاضنة لانتقال سياسي يفضي الى تحقيق دولة ديموقراطية تعددية تقوم على اساس احترام حقوق الانسان وعلى فكرة المواطنة. ورأى أن البيان الذي قدمه الوفد الحكومي هو "مضيعة للوقت، وهدفه اخراج المفاوضات عن مسارها الأصلي"، موضحاً أن ما "تقدمنا به من مقترحات هو شرح كامل ومفصل لبيان جنيف 1 حتى نصل الى عملية انتقال سياسي".
وقال عضو الوفد المعارض عبد الأحد اسطيفو لـ"النهار" إن تقدماً أحرز في المفاوضات اساسه "اضطرار النظام للجلوس الى طاولة مفاوضات واحدة لمحاورة الشعب" بدل محاورة القوى الخارجية كما كان الوضع سابقاً، مؤكداً أن الهيئة الانتقالية هي المدخل الصحيح الى الحل السياسي.


ايصال المساعدات



وعلى مستوى الاجراءات الانسانية الخاصة بمدينة حمص القديمة، أعلن الابرهيمي أن قافلة المساعدات جاهزة لدخول المدينة، لكنها في انتظار إذن بالدخول، من غير أن يحدد الجهة التي تمنح هذا الإذن. ووجه نداءً الى الطرفين "باسم القانون والأخلاق والإنسانية والتاريخ السوري" من أجل ايصال المساعدات الى كل محتاج "ليس في حمص وحدها بل في كل المناطق المحاصرة والمحتاجة".
وعلمت "النهار"، أن اتصالات تجرى على مستوى الفريقين الروسي والأميركي من أجل ايجاد حل للمسألة الإنسانية وأن هذا الحل يقضي بتسهيل مرور المساعدات الى مجموعة مناطق محاصرة من حمص القديمة (تحاصرها من القوات النظامية) والى قرى النبل والزهرا وعدرا العمالية (تحاصرها مجموعات المعارضة المسلحة). أما بالنسبة الى اخراج النساء والأطفال من حمص، فقد عادت هذه المسألة الى الدرجة الثانية في سلم اهتمامات الائتلاف السوري لمصلحة ادخال المساعدات. وتؤكد اوساط الائتلاف أن "نساء وأطفال حمص القديمة لا يريدون ترك مدينتهم والخروج في اتجاه المجهول، والمطلوب بقاء هؤلاء في منازلهم وإيصال المساعدات والمعونات اليهم بدل إخراجهم".


الموقف الروسي



ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية للأنباء عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي في ختام قمة "روسيا - الاتحاد الأوروبي" في بروكسيل: "المهم أن مؤتمر جنيف 2 قد انطلق. فالتحضير له لم يكن سهلا، ولكن بالجهود المشتركة تمكنا من إطلاق الحوار بين السوريين. ونحن هنا ندرك حجم الجهود الكبيرة التي بذلها شركاؤنا الأوروبيون في هذا المسار".
الى ذلك، أمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن تتمكن المعارضة السورية من اتخاذ إجراءات "لضبط تصرفات شركائهما من الإئتلاف الوطني لقوى المعارضة السورية"، داعياً وفدي المفاوضات إلى الاتفاق على إعلان مبادئ حول الأسس التي يجب أن تقوم عليها الدولة السورية.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم