الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الدورة الثانية من مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان تنطلق... شارع الحمراء ومسرح المدينة والغُربة الجميلة

المصدر: "النهار"
هنادي الديري
هنادي الديري https://twitter.com/Hanadieldiri
الدورة الثانية من مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان تنطلق... شارع الحمراء ومسرح المدينة والغُربة الجميلة
الدورة الثانية من مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان تنطلق... شارع الحمراء ومسرح المدينة والغُربة الجميلة
A+ A-

"ما بدّها تنين يحكوا فيها"، لن تتمكّن حالات الزمان (و"هزائم على حيلها"!) من أن تسلب شارع الحمرا التاريخي بقصصه الصاخبة ونزواته العاصفة، النظرة الجانبيّة العارفة التي تليق به. كم جميلٌ أن نعود مراراً وتكراراً إلى هذا الشارع الذي يرسم مئات الصور الظليّة على جدرانه، ويروي حكايات لطالما حاولنا تحويلها قصائد تعكس أوهام الانتصارات في المقاهي التي تحضن انكسارات عابرة... وأين المشكلة إذا لم تكن عابرة؟!

و"ما بدّها تنين يحكوا فيها" أيضاً، شيء ما في مسرح المدينة قادر أن يحتوي اضطرابات العاصمة "الشهيّة" بما يُشبه الحنين. "منارة حميميّة" تُنقذنا من "كل يالّلي عم بيصير برّا". مساء أمس تمكّن هذا المسرح العريق من أن يُلخّص جنون بيروت. وتحوّل لبضع ساعات لوحة إعلانيّة ضخمة عكست إصرارنا على النهوض مراراً وتكراراً بحثاً عن ثوب الفن والثقافة لنتعلّق بـ"شراشيبه"، حتى وإن كنّا في الواقع نخوض حروباً "على حيلها" في الوحل!

أطلق الإتحاد الأوروبي ومسرح المدينة فعّاليات الدورة الثانية من مهرجان المسرح الأوروبي في لبنان برعاية وزير الثقافة محمد داود، وكم كانت المشاهد جميلة داخل المسرح، تُذكّر بزمن ولّى مُستأذناً...و"إستروا يا جماعة شو شفتوا منّا!"، وكم كانت الأحاديث الجانبيّة قصصاً "بحدّ ذاتها"، تتداخل فصولها وأطراف كلماتها، وتُراقص الشخصيّات الرئيسيّة "الأنا البطوليّة" عند الآخر بكل طيبة خاطر. وكم كانت "الستّ" نضال الأشقر جميلة بفستانها الأخضر وهي "عم تنغل نغل" من زاوية إلى أخرى.

"المسرح مُهم"، أكد سفير الاتحاد الاوروبي في لبنان رالف طراف، "هو المكان حيث تُحكى القصص وتُحفظ". الافتتاح كان مع المسرحيّة الفرنسيّة (مكان) لتمارا السعدي بالتعاون مع المركز الفرنسي في لبنان. الشابة وُلدت في العراق ووصلت إلى العاصمة باريس وهي في الخامسة من عمرها.

الغُربة، وعدم الانتماء والعُنصريّة والخجل من الهويّة الذاتيّة، وعدم القدرة على الانخراط في عالم الأحكام المُسبقة، وإبراز مخاوفنا على الآخرين، وعناصر مؤثرة أخرى سيّجت عملها الرائع الذي يصرخ على طريقته، "يا إلهي! قلّ لهم إنني قد أكون غريباً ولكن انكساري يُشبه أجسادهم العارية".

- يمتد المهرجان حتى 12 ت1 في مختلف المراكز الثقافية في بيروت، وهو يدعو إلى تعزيز التبادل الثقافي بين أوروبا ولبنان. يتجسّد بأنشطة وورش عمل تسمح للفنانين الأوروبيين واللبنانيين تحديد نقاط التلاقي في أعمالهم، وتطوير مشاريع مشتركة.

- هو مهرجان المسرح الأوروبي الوحيد في الشرق الاوسط والعالم العربي.

 [email protected]

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم