الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لا بكاء فوق رؤوس الميتين

علاء زريفة
لا بكاء فوق رؤوس الميتين
لا بكاء فوق رؤوس الميتين
A+ A-

أنا من رَحِم ذلك الموت؛

والموتُ رضيعٌ

بفَمٍ واسعٍ

وأسنان متوحشة

يغرفُ من ثدي أُمه

ملوّثاً

حِساءَ الحياةْ

ويبوّل رعباً

حين يرى

غراب الفيزيائي

الهارب من ثقوبه السوداء

أبيض الملامحِ

وعلى رأسهِ

بقايا من ريشة الله

مردداً:

- فليكن انتقامك شهيّاً يا أبتِ.

***

أنا من هبّاتِ ذلك الماء؛

والماءُ صَريعٌ

يلوّحُ بكيسِ بشارته عبثاً

ليُخلّفَ ورائي ملاكين

يطاردانني بهراوة العقاب

ويرشدانني فاقدَ البصرْ

صوب سُلالاتي

لأكتب وأمحو

كقردٍ مثقفٍ

تاريخ الأرض المحروقة.

أحنّط الراياتْ

أوزعَ النوارسَ البكماءْ

جُثّةِالسلام المسافر

فوق الصحونِ الطائرةْ

مُلتمساً

حكمة الخرابْ.

***

أنا من وحي ذلك الغناء؛

والغناءُ نُباحُ الحناجر

يُورثهُ الفقراءُ للفقراء

بؤساً

ليرتفع هيكلُ الإسمنتِ المسلحِ

بين طبقة الكاجو المُملح بالشفقة

وقبور العشوائياتْ.

أغذي السير هبوطاً

مصطحباً جوقة الأوغادِ المدججين

بالصلوات

بتنانير فضفاضة

وراقصةٍ تُمسكُ صوت

خلخالها عن البكاءْ

مُنشداً:

هلموا نصنعُ بالأزاميلِ

الأربابْ.

***

أنا من دَم ذلك الهباء؛

والهباء إنسانُ الكوميديا

ينعى جسدهُ

المُجدبَ بأشواكِ النصرِ

المتوّج بأشلاء الضلالة

إثر خسوفِ المعركة

لا أبَ يقصُّ شريط الاحتفال

لا أمَ تزهقُ حول خصرها

نجمة القربانْ

لا قِرانَ يُقدم أضحيتهُ

لرب الانتقامْ

أُبرقُ صعوداً لإخوتي

مُبشراً:

ذهب الله بالمقدّس

ولا بُكاءَ فوق رؤوسِ

الميتين.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم