الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

بعدما وهب والدته قطعة من جسده لإنهاء معاناتها... خليل يرحل تاركاً درساً في التضحية

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
بعدما وهب والدته قطعة من جسده لإنهاء معاناتها... خليل يرحل تاركاً درساً في التضحية
بعدما وهب والدته قطعة من جسده لإنهاء معاناتها... خليل يرحل تاركاً درساً في التضحية
A+ A-

أبى أن يرى من حملته 9 أشهر في أحشائها، سهرت من أجل راحته، ربّته وعلمته، تتوجع أمام عينيه، فقدّم لها كليته وكلُّه أمل أن يرسم الابتسامة على محياها من جديد، لكن للأسف رحلت بعد سنة من تضحيته، ليلتحق بها بعد أن شعر أن الدنيا بلا أمّ لا تساوي شيئاً... هو خليل محمد نمر سليميه من الخليل - فلسطين، الشاب الذي أعطى مثالاً في التضحية وبرّ الوالدين.

عطاء بلا حدود

لم يبالِ خليل بالوجع الذي سيعانيه بعد وهبه قطعة من جسده لوالدته التي عانت على مدى أشهر من غسل كليتيها، ولم يبالِ بإمكان أن تتوقف كليته المتبقية عن العمل، بل سارع عند طلب الطبيب متبرعاً لإنقاذها. أجرى، كما قال ابن عمه وسميّه خليل "فحوصات أظهرت قدرته على التبرع لها، توجه وإياها إلى الأردن لإجراء العملية، فرح كثيراً عند انتهائها، حيث اعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام، وستتعافى أمّه وتعود كما كانت في السابق قبل أن يتعبها المرض، لكن الرياح جرت بعكس ما تشتهيه سفينته، حيث انتكس وضع والدته الصحي بعد فترة من العملية لتفارق الحياة بعد نحو سنة من إجرائها".

درس في التضحية

لم يتحمل خليل ألم فراق والدته، ولفت ابن عمه إلى أن "الحزن أنهك صحته، توقفت كليته عن العمل، دخل في دوامة غسيل الكلى، لم يطل الأمر كثيراً، شهر واحد والتحق بها"، وأضاف: "رحل تاركاً ثلاثة أطفال، بعد أن علّمهم درساً في التضحية، وكيف يحفظ الولد لوالديه تعبهما معه ويردّه إليهما عندما يحتاجانه، وأنه لا يوجد من يعوض عن مكانة الأمّ، فهي كما قال جبران خليل جبران، "كُل شيء في هذه الحياة، هي التعزية في الحُزن والرجاء في اليأس والقوة في الضعف"، مشيراً إلى أنه "كل من عرف خليل يعلم كم كان بارّاً بأمه وأبيه، كرّس حياته لإسعادهما، وخير دليل على ذلك أنه لم يستطع أن يعيش من دون والدته، فهو يدرك أنه مهما كبرنا في العمر وأصبحنا راشدين ويمكن الاعتماد على أنفسنا لا نستطيع الاستغناء عن أمنا، كونها منبع السعادة والحب، لذلك ضحى بحياته من أجل أن تحيا، وبعدما عمل كل ما في وسعه، فضّل أن يكون إلى جانبها حتى في الموت".

يوم الثلثاء الماضي أطبق ابن الثالثة والثلاثين ربيعاً عينيه للأبد، رحل تاركاً درساً وعبرة علّه يتّعظ منهما الأبناء ويسيرون على خطاه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم