السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

عدد ضحايا حوادث السير على طريق رياق - حمص يرتفع

المصدر: "النهار"
وسام اسماعيل
عدد ضحايا حوادث السير على طريق رياق - حمص يرتفع
عدد ضحايا حوادث السير على طريق رياق - حمص يرتفع
A+ A-

تصلُح تسمية الطريق الدولية رياق – حمص، بطريق الموت بسبب عدد ضحايا حوادث السير التي تزداد سنة بعد سنة في غياب أي حلول جذرية لهذا المسلسل الأليم. وهذا الخطر اليومي لا يُستثى منه أحد، حتى للأطفال حصة منه أيضاً، ناهيك عن الضحايا الذين يسقطون بالصدفة خلال وقوع الحادث.

في العام 2018 سجل سبعة وسبعون حادثاً على الطريق الدولية بدءاً من رياق وصولاً الى معبر جوسيه الحدودي في بلدة القاع أوقعت 85 جريحاً و7 قتلى. وهذا العام تجاوز عدد الحوادث حتى الشهر الجاري المئة حيث سقط 120 جريحاً و 18 ضحية، في مشهد يتكرر يومياً من دون أن ترف للمعنيين أي طرفة عين.

"النهار" جالت على طول الطريق الدولية رياق - حمص مروراً بمدينة بعلبك، ليكون بيئة مثالية بطول 75 كيلو متراً لحوادث السير المميتة نظراً لافتقاده إلى أدنى المواصفات والمعايير المطلوبة للسلامة العامة.

تختلف على طول هذا الطريق البنى التحتية بين منطقة وأخرى، وتكاد تكون معدومة في أغلب القرى التي يمر فيها الطريق بغياب الاشارات الضوئية، مع وجود الكثير من المطبات الاصطناعية التي وضعتها البلديات إلى جانب غياب أقنية صرف مياه الأمطار.

طريق رياق - بعلبك الممتدة على طول 20 كيلومتراً تعتبر الأفضل، حيث يخرقها حاجز وسطي وفتحات قانونية بالإضافة إلى توزع بعض جسور المشاة عند مفترق بعض البلدات التي تتحول نهاراً إلى لوحات دعائية.

عند بوابة الطريق الدولية لقرى البقاع الشمالي تمتد طريق بطول 55 كيلو متراً من مدخل مدينة بعلبك الجنوبي وصولاً إلى القاع الحدودية حيث تنعدم فيها كلياً معايير السلامة العامة. أعمدة إنارة غائبة كلياً، حاجز وسطي غير متلائم مع السلامة المرورية، توزع مئات الفتحات عشوائياً عمد بعض الأهالي غلى شقها، فلا تمر بضعة أمتار حتى تجد فتحة منها ناهيك عن مشكلة أخرى وهي عدم استكمال بعضها من قبل الجهة الملتزمة لتحسين الطريق. وعلى سبيل المثال لا الحصر من قسم مايعرف بـ"طريق الكيال" الذي لا يتجاوز بضعة كيلومترات يبدأ من مفترق بلدة دورس "الجبلي" وينتهي عند مفترق بلدة إيعات، التي بلغت تكلفة تأهيله في العام 2010 ثلاثة ملايين دولار أميركي بتمويل من وزارة الأشغال و150 مليون ليرة مساهمة من بلدية بعلبك، من دون أن تستكمل الأعمال فيه حتى اليوم، رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على انتهاء الأعمال فيه وبروز العديد من النواقص والمخالفات، في ظل غياب شبه كامل لأدنى المعايير التقنية المعمول بها في إنجاز المشروع، كغياب كلي للإنارة والإرشادات المرورية ومعايير السلامة وعدم اكتمال قنوات الصرف التي تعلو في بعض الأماكن عن مستوى الطريق ما يقارب 40 سنتيمتراً، لتصبح تلك الطريق رمزاً فاقعاً للإهمال والحرمان الذي تعرضت له وما تزال منطقة بعلبك ـ الهرمل، على مدى العهود السياسية المختلفة التي تعاقبت على لبنان منذ الاستقلال وحتى اليوم.

ليتكرر المشهد عينه بطول 50 كيلومتراً استكمالاً للطريق وصولاً إلى نقطة القاع الحدودية مع غياب كلي للقوى الأمنية التي لا يتجاوز عديدها عدد الأصابع في القوى السيارة المعنية حيث لا حول ولا قوة لها.

أبرز نقاط الخطر على طول هذه الطريق الدولية في بعلبك – الهرمل هي لمفترقات البلدات: ايعات، عدوس، طريق بوداي الجديد، شعت، النبي عثمان، منعطف الجمالية ما بين تل أبيض ومقنة، ساحة اللبوة، محلة اللبوة مقابل ثكنة الجيش، رأس بعلبك، القاع – سهلات - منطقة برية، محلة الزيتون.

والنقاط السوداء على طريق عام بعلبك - رياق تسجل في محلة الكيال، تقاطع مستشفى دار الامل الجامعي، مفترق ومستديرة مجدلون، مفترق سرعين ومفترق النبي شيت.

هذه الطريق ذات أهمية حيوية بالنسبة إلى منطقة تضم أكثر من 300 ألف نسمة، وعزا رئيس اتحاد بلديات بعلبك حمد حسن ارتفاع عدد الضحايا إلى أسباب جوهرية عدة منها تقنية كغياب الإنارة والإشارات الضوئية والإشارات التوجيهية والتأهيل الفعلي والصيانة حيث مر عليها عشرات السنين دون أن تطالها عمليات التأهيل من وزارة الأشغال العامة دون إقفال الفتحات العشوائية التي فرضت نفسها. وحمل المسؤولية لكل من وزارتي الأشغال والطاقة لإهمالهما صيانة الأشغال والإنارة ووزارة الداخلية لغياب مفارز السير عن معظم هذه الطرقات من خلال القمع الجدي للمخالفات وخاصة السير بالاتجاه المعاكس والقيادة الجنونية التي يعتمدها البعض وانتشار الأبواق في بعض السيارات التي تروع السائقين خصوصاً خلال ساعات الليل حيث يغيب الدور الكلي للأجهزة الأمنية.

ولفت حسن إلى جانب آخر أكثر أهمية وهو غياب خطة من السلطة المحلية لتوعية المجتمع من خلال ندوات توعية تهدف إلى تقليل مخاطر السير.

وعن الخطوات والخطط التي يساهم بدوره اتحاد بلديات بعلبك في التخفيف من هذه الآفة أكد اأه منذ تسلّمه عمله كرئيس للاتحاد أي منذ ثلاثة أشهر وضع من أولويات عمل الاتحاد إنجاز المشاريع التي تساهم في الحد من آفة حوادث السير وضع دراسة جدية لتوزيع إشارات توجيهية ضمن نطاق الاتحاد وصيانة الإنارات الموجودة، كذلك تم رفع التعديات عن البسطات والأرصفة التابعة لنطاق الاتحاد، وتم تلزيم أحد الشركات بإعادة وضع أغطية حديدية على أقنية مياه كان عمد مجهولون إلى سرقتها وتبلغ 38 غطاء ضمن الطريق الذي يعود لنطاق الاتحاد.

كما لفت إلى أنه تم رفع كتاب إلى مجلس الإنماء والإعمار لإنارة هذه الطرقات على الطاقة الشمسية نظراً لغياب الكهرباء في غالبية الأوقات وتعبيد أجزاء ملحة منها وإعداد دراسة لتجميل بعض الدوارات خصوصاً عند مداخل البلديات.

ورأى أن بدء الحلول لرفع الحرمان والحد من الحوادث التي تخطت كل التصورات لهذا العام هو من خلال وضع خطة متكاملة وإعلان تقوم بها وزارة الأشغال العامة بالتعاون مع اتحادات بلديات بعلبك والجوار تنفذ ضمن معايير موحدة وتلحظ وضع حواجز حديدية في بعض النقاط التي تغيب عنها جسور المشاة وتنفيذ التراجعات القانونية للوحات الإعلانية عن هذه الطرقات.

في النهاية الاستراتيجيات واحدة دون أن تتغير الأحوال، وحرب الطرق في تزايد مطّرد دون أن تعرف تراجعاً أو انخفاضاً، والحلول تبقى شبه غائبة لا يمكن أن نبني عليها استراتيجيات عملية واضحة للحد من حوادث السير. فتطوير البنى التحتية وحده غير كاف، إذ يبقى الأمر رهن مسألة سلوكية ثقافية بالدرجة الأولى من خلال التوعية على حسن القيادة وحسن استعمال الطرق.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم