الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - إزالة الطائفية السياسية رهن بتيار متحرر من مصالحها

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - إزالة الطائفية السياسية رهن بتيار متحرر من مصالحها
أرشيف "النهار" - إزالة الطائفية السياسية رهن بتيار متحرر من مصالحها
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه حبيب صادق في "النهار" بتاريخ 11 نيسان 1995، حمل عنوان "إزالة الطائفية السياسية رهن بتيار متحرر من مصالحها".تشتبك الاصوات، هذه الايام، في سجال ساخن يدور حول الطائفية السياسية في لبنان وحول ضرورة الغائها بعد طول انتظار... ترى ما الامر المستجد الذي حرك هذه الاصوات وادخلها في سجال ساخن هذه الايام بالذات؟ تساؤل مشروع... ما في ذلك من شك... اما الجواب عليه فقد يتسع نطاقه الى ما يتجاوز حدود هذا الحيز من القول لذلك يحسن الاكتفاء، هنا، بالاشارة الى امرين لا اكثر هما: 1- الوضع المأزقي الذي آل اليه النظام الطائفي القائم في لبنان لاسيما في المرحلة الراهنة حيث استفحل الشره الطائفي وانحدر الى هاوية المذهبية. 2- محاولة القوى الطائفية انقاذ هذا النظام، مصدر سلطتها المستبدة، بتمويه وجهها وتزوير اوراقها للعبور الى الضفة الاخرى والنطق بلغة اهلها من الداعين، صدقاً، الى الغاء الطائفية السياسية. من هنا، يتبين بوضوح، ان اهل السجال العالي النبرة الدائر اليوم حول هذه المسألة هم، في الحقيقة، اعداء الداء لاي اجراء جاد يتخذ على طريق الغاء الطائفية السياسية. بيد ان ثمة اصواتاً اصيلة تقتحم الساحة، بجسارة وروح علمية، لتعيد الاعتبار الى لغة الكشف والتحليل والاستنتاج وصولاً الى الاسهام في حركة تغيير الواقع اللبناني الراهن الذي يشكل النظام الطائفي ابرز عوامل تخلّفه واخطر اسباب تفجره بين حين وآخر... واصحاب هذه الاصوات الاصيلة يدركون، تمام الادراك، ان المهمة التي يتصدون للنهوض بها هي مهمة تاريخية بالغة الصعوبة وشديدة التعقيد لان ظاهرة الطائفية في لبنان تستند الى جذور تاريخية وتهيمن على الكثير الكثير من قطاعات الحياة العامة وتلقي بظلالها على مساحة المجتمع برمته... في الطائفية السياسية تقوم الطائفية السياسية على معطى سابق عليها وهي ليست الا تجلياً له. والطائفية اشتقاقاً، من الطائفة، لغة، ولكنها في التعريف العلمي، نمط علاقات سياسية محدودة تاريخياً. وفي ضوء هذا التعريف، تسقط مقولة اعتبار الطائفة كياناً اجتماعياً قائماً بذاته واعتبار المجتمع اللبناني، استناداً الى ذلك، معسكر طوائف تغيب فيه التشكيلات الاجتماعية، كالطبقة على سبيل المثال... ولا شك في ان الاخذ بهذا الاعتبار يقود، لا محالة، الى الاستسلام البدهي لمقولة التعايش الاخوي بين الطوائف، او هو التقاتل والتذابح... تلك هي الثنائية التي يتسلّح بها التحالف الحاكم في لبنان ليس للدفاع عن سلطته فحسب بل سعياً الى تأييد هذه السلطة.. وما كان هذا التحالف، في عهود لبنان، الا تحالفاً بين ممثلي الطوائف من ابناء الاسر السياسية التقليدية ومن اعوانهم واتباعهم ممن جمعوا الثروات وامسكوا بعصب الحياة الاقتصادية في هذا البلد. هكذا قام النظام الطائفي في لبنان ومضى في الترسخ والاستقواء من عهد الانتداب الى عهد الاستقلال، حيث تعزز بناؤه وتوطدت اركانه، فالى عهد الطائف، حيث تعاظم شأنه واشتدت شراسته واتسعت رقعة سطوته بخلاف ما طمح اليه الراغبون في التغيير، في حدود الممكن، بل بخلاف ما جاء في اتفاق الطائف ذاته على ضعفه وابتساره... ومما لا ريب فيه ان دولة الاستقلال ثم دولة الطائف التي جاءت في عقبها، بعد مخاض دموي رهيب، قد عملتا، بالتتابع، على تعزيز هذا النظام الطائفي وتأمين شروط دعمه باقامة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم