أرشيف "النهار" - جمهورية موقتة... وسيادة بالتقسيط!

نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه غسان تويني في "النهار" بتاريخ 28 آب 1995، حمل عنوان "جمهورية موقتة... وسيادة بالتقسيط!".هنا في باريس، تفهم الذي يحدث "في العمق"، (والتسمية لهم) من حولك في الشرق الاوسط، بوضوح تكاد تصفه بالموروث. "موروث"؟... ممن؟ ومن أي زمن، موروث؟ الجواب: ليس من زمن الارهاب طبعاً. والارهاب لا يزال، كالخوف منه، يسربل الديبلوماسية الفرنسية ويجعل الحكام، على ليبراليتهم، يتصرفون مع الاعلام بنرفزة، بل بشيء من ضيق الصدرعلى نحو يذكرنا بالحكام عندنا... "ممنوع ان تعرف اكثر من اللزوم"... لكن احداً لم يقل بعد: ممنوع ان تعرب عن رأيك، حتى في مجريات التحقيق في جرائم الارهاب ولا في ابطاله، ولا حتى في ابطال مكافحته! ولأنني لجوج، مضيت اسأل صاحبي الا يضيّع وقتي ووقت القراء: "يللا، بصراحة، وبسرعة، لماذا نفهم احسن، من باريس، هذا الذي تقول انه يحدث بعيداً عنها، بعيداً؟...".    قبل الجواب، الح صاحبي عليّ كي اسلّم معه، بأن الصحافي هنا لا يزال في وسعه "ان يحلم"، قال... اي ان يحلم بكتابة ما يريد بحرية، ولا رقيب طبعاً، ولا من يهوّلون... بالكاد تصريح "منرفز" من جانب وزير! وروى لي كيف ان أهل زميلٍ صحافي من عندنا متواضع الطبائع، "اسرف" ربما في كتابة تحليلاته على صفحات جريدة عربية تصدر في الخارج، وبحرية ظنها طبيعية، فاتصل ضابط "مجهول باقي المهمة" بأهله في بيروت يسأل عنه... ويطلب، بتهذيب طبعاً، ان يزوره الزميل عندما يعود... "ناطرينه"، قال، وكأنه يقصد: "اوعا يرجع!". الزميل لم "يرتهب"، طبعاً! ولكن غاظه ان صحيفته الاميرية فضّلت الا تعرف - "لم تسمع، لم تشاهد"... ربما حتى لا تضطر ولو الى اصطناع الغضب!!! ماذا اذا نحن غضبنا عنه، وله؟ هذه بالطبع حاشية، فقط حاشية، للذين يحبّون الحواشي، ولا يحسنون العيش الا في حواشي التاريخ!!!    نعود اذاً الى... التاريخ؟ المتحدثون اليك عن الارث في باريس يقولون اننا نعيش في سنوات...