الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

كيف سنتمكن في المستقبل من تغيير شكل السماء؟

جاد محيدلي
كيف سنتمكن في المستقبل من تغيير شكل السماء؟
كيف سنتمكن في المستقبل من تغيير شكل السماء؟
A+ A-

يوجد في السماء 6,000 نجم يمكن رؤيتها بالعين المجردة، منها بعض العلامات الواضحة التي تمثل أهمية كبيرة للبشر، مثل النجم القطبي، أو النجم الشمالي الذي يهتدي به البحارة منذ آلاف السنين لأنه يبدو ثابتاً لمن يبحرون في نصف الكرة الشمالي، كما يساعدنا القمر في تحديد بداية الأشهر ونهايتها. وقد أتاحت لنا أجهزة التليكسوب أخيراً الفرصة لإلقاء نظرة على الكون خارج نظامنا الشمسي، حيث تحدث ظاهرة المستعر الأعظم وتوجد الثقوب السوداء الشاسعة القادرة على ابتلاع مجرات بأكملها. لكن هل في عصر الفضاء، بات من الممكن تغيير شكل السماء بطرق اصطناعية؟ يمكن الآن رصد آلاف الأقمار الصناعية ومحطة الفضاء الدولية ليلاً عندما تنعكس على سطحها أشعة الشمس أثناء دورانها حول الأرض، لتبدو كما لو كانت نجوماً تتحرك بثبات في السماء. وقد أصبحت محطة الفضاء الدولية التي تدور على ارتفاع 250 ميلاً فوق الأرض، ثالث أكثر الأجسام الفضائية سطوعاً في السماء. لكن السماء قد تطرأ عليها تغيرات لم نشهد لها مثيلاً على مدار التاريخ، فمن المتوقع أن تضيئها مجموعات من الأقمار الصناعية والأعمال الفنية التي تدور حول الأرض، لتشكل "نجوماً" اصطناعية جديدة.

وفي ظل تزايد اعتمادنا على التكنولوجيا الفضائية، أصبحت السماء مكتظة بالأقمار الصناعية التي يطلق المئات منها سنوياً. وفي هذا الإطار، تعتزم بعض الشركات إطلاق أنواع جديدة من المركبات الفضائية إلى المدار حول الأرض لأغراض جمالية، مثل شركة "ستارت روكيت" الروسية التي أعلنت عن اعتزامها إطلاق ما يصل إلى 300 قمر صناعي صغير لها أشرعة عاكسة إلى المدار المنخفض حول الأرض. وستصطف هذه الأقمار الصناعية لتجسد شعارات بعض الشركات. وعندما تنعكس أشعة الشمس على هذه الأقمار ستبدو كما لو كانت نجوماً وسط كوكبة سماوية. وهذا يعني أننا سنرى كوكبات العلامات التجارية لنحو ست دقائق كل ليلة كلما نظرنا إلى السماء. وأطلقت الشركة بالفعل مسباراً في طبقة الستراتوسفير مزوداً بطبقة عاكسة تقول الشركة إنه يمكن رؤيته من الأرض. وتتطلع الشركة إلى تدشين خدمتها الجديدة في عام 2021 بعرض شعار السلام في السماء. وبينما أكدت الشركة أن أقمارها الصناعية لن تمر فوق المحميات الطبيعية ولا يمكن رؤيتها من خارج المدن الكبرى، إلا أن خطتها قوبلت بمعارضة شديدة من الشغوفين بمراقبة النجوم سواء من باب الهواية أو بحكم المهنة الذين رفضوا تحويل المساء الى سلعة.

وتعتزم الصين بناء محطتها الفضائية الخاصة التي ستبدو واضحة بالعين المجردة من وقت لآخر. وحصلت شركة "سبيس إكس" على ترخيص لإطلاق نحو 12,000 قمر صناعي ضمن مشروع "ستارلينك" لتوفير خدمة الإنترنت عالي السرعة للمواقع النائية. وأطلقت الشركة بالفعل 60 قمرا اصطناعيا في أيار الماضي على ارتفاع 273 ميلاً من الأرض، ورصدها مراقبو النجوم على الفور. وتخطط ثماني شركات أخرى لتوفير خدمات الإنترنت الفضائي عبر الأقمار الصناعية، منها "أنظمة كوبير" التابعة لأمازون التي تقدمت بطلب للحصول على تصريح لإطلاق 3,236 قمر صناعي لتوفير خدمة الإنترنت الفضائي. لكن كلما زادت المركبات الفضائية في السماء زادت معها مخاطر وقوع الحوادث. إذ يوجد في الوقت الحالي 8,400 طن من قطع النفايات التي تطوف في المدارات حول الأرض بسرعات تصل إلى 18,000 متر في الساعة. وتراقب وكالة "الناسا" في الوقت الحالي آلاف القطع من النفايات الفضائية وتعمل باستمرار على تحريك الأقمار الصناعية لتفادي اصطدامها بالنفايات الفضائية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم