الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

سيباستيان كو المحنك بين مطبات ولاية أولى وتحديات ثانية

المصدر: "أ ف ب"
سيباستيان كو المحنك بين مطبات ولاية أولى وتحديات ثانية
سيباستيان كو المحنك بين مطبات ولاية أولى وتحديات ثانية
A+ A-

لم تكن الأعوام الأربعة الماضية مفروشة بالورود أمام رئيس الاتحاد الدولي لـ #ألعاب_القوى البريطاني #سيباستيان_كو، الذي أعيد الأربعاء في الدوحة، انتخابه بالتزكية لولاية ثانية حتى 2023.

العداء السابق الذي يتم عامه الـ63 في 29 أيلول الحالي، لم يكن يحب الخسارة في مسيرته على المضمار، والتي توجها بذهبيتين أولمبيتين. كما في السباقات، كان كو في إدارة "أم الألعاب" سياسياً محنكاً يدير الأزمات.

وقال كو بعد إعادة انتخابه بـ203 أصوات من أصل 203 في الجمعية العمومية للاتحاد المنعقدة في العاصمة القطرية: "لقد عشنا 4 أعوام من التغيير، والآن حان وقت البناء".

نال البريطاني نصيبه من الأزمات. فبعد ثلاثة أشهر فقط من توليه منصبه خلفاً للسنغالي لامين دياك في آب 2015، عصفت بالرياضة العالمية إحدى أكبر الفضائح في تاريخها، وتمثلت بتكشف تفاصيل تنشط ممهنج في روسيا برعاية أجهزة الدولة، لا تزال تبعاته تتردد حتى الآن.

أبعد من الأزمة الروسية، تعين على كو الذي تخلى عن الزي الرياضي لمصلحة مظهر رسمي دائم الأناقة، تحمل تبعات إحالة دياك أمام القضاء الفرنسي بتهمة "الفساد النشط والفساد السلبي" و"خيانة الأمانة" و"تبرئة عصابة منظمة" بعد تحقيقات واسعة اثر تكشف فضيحة التنشط.

ولم تقتصر الأزمات مع دياك على المضمار، إذ يتهم نجله بابا ماساتا بتلقي ملايين الدولارات من الرشى من خلال عقود تسويقية أو لترجيح كفة ريو دي جانيرو وطوكيو لاستضافة أولمبيادي 2016 و2020.

بدلاً من أن يبدأ كو عهده الأول بوضع هيكلية جديدة في ما يتعلق بالاصلاحات، لا سيما وأنه أحد قلة تولت رئاسة اتحاد القوى آتية من خلفية مزاولة رياضية وبطولات أولمبية، اضطر البريطاني لأن يحارب على أكثر من جبهة، كما أقر بنفسه في حديث لوكالة "فرانس برس".

وقال أواخر آب الماضي: "أطلقنا بعض ورش العمل"، لكن ثمة "ورش أخرى فرضت علينا".

من أبرز انجازاته إنشاء وحدة النزاهة في ألعاب القوى، وهي الأولى من نوعها وتهدف بشكل أساسي إلى شن حملة على استخدام المنشطات، لكنه واجه أيضاً فضائح دياك والتنشط الروسي، وقضية العداءة الجنوب أفريقية كاستر سيمينيا، التي ستغيب عن مونديال الدوحة وتالياً الدفاع عن لقبها في سباق 800 م، بعدما خاضت معركة قضائية ضد الاتحاد على خلفية قواعده الجديدة بشأن مستويات التستوسترون لدى الرياضيات.

من أبرز القرارات التي اتخذها خلال عهده، تحديد ولاية الرئيس وأعضاء مجلس الاتحاد بثلاث ولايات كحد أقصى، ووعده بأن يكون نصف المجلس من السيدات في حلول 2023.

وفي حين لا تزال تبعات فضيحة التنشط الروسية مستمرة، وآخر فصولها قرار الاتحاد الدولي الإبقاء على إيقاف الاتحاد الروسي وتالياً عدم مشاركة الرياضيين الروس في المنافسات سوى تحت راية محايدة، يتوقع أن ينصرف كو خلال ولايته الثانية إلى جعل الرياضة أكثر إثارة.

وقال في هذا الصدد في تصريحات سابقة: "آمل في أن تشهد السنوات الأربع المقبلة كل ما يمكن ان يساهم في نمو رياضتنا. لا يمكن أن نقوم بذلك طالما لم نقم بتحصين البيت الداخلي الذي كان ينهار بسبب فضائح المنشطات والرشى. يتعين علينا القيام بعمل أكبر لكي نقدم ابتكارات جديدة لمشجعي الألعاب حول العالم في اللقاءات الكبيرة".

وحمل كو، أحد أفضل العدائين الذي أنجبتهم ألعاب القوى في الثمانينات، إلى الاتحاد الدولي الخبرة السياسية التي اكتسبها بعد انتخابه نائباً عن حزب المحافظين البريطاني بين العامين 1992 و1997.

وقال عنه هيو روبرتسون، الذي عمل معه عن كثب كوزير للرياضة، إن "ما كسبته الرياضة (مع كو) خسرته السياسة"، مضيفاً لـ"فرانس برس": "أعتقد أنه أحد أكثر الأشخاص إثارة للاعجاب الذين عرفتهم".

وتابع: "ثمة قلة من الأشخاص الذين أحرزوا ميدالية ذهبية، ترأسوا لجنة منظمة لدورة ألعاب أولمبية ناجحة (لندن 2012)، وأداروا اتحادا رياضيا كبيرا. هو قائد بالفطرة، يتمتع بقدرة على التواصل، وحكم ممتاز على الأشخاص، ما يتيح له الإشراف على فرق رائعة" تعاونه في مهامه.

أبرز محطات مسيرته الرياضية كانت إحراز الميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في دورة موسكو للألعاب الأولمبية عام 1980، والاحتفاظ بها في لوس أنجلس 1984. ويعد البريطاني أول عداء يحمل ثلاثة أرقام قياسية عالمية في الوقت عينه (800 م والميل و1500 م عام 1981)، علماً أن رقمه في سباق 800 م بقي صامداً 16 عاماً، قبل أن يحطمه الدانماركي من أصل كيني ويلسون كيبكيتير في العام 1997.

الأب لأربعة أبناء من زواجين، اعتزل المنافسة الرياضية عام 1990، ليدخل بعدها المعترك السياسي، حيث انتخب نائبا في مجلس العموم (1992)، وخسر دورة 1997، وانتقل للعمل كمستشار لزعيم المحافظين آنذاك وليام هيغ.

منحته الملكة إليزابيت الثانية لقب لورد، وينظر إليه البريطانيون على أنه صاحب الفضل الأكبر في فوز لندن باستضافة أولمبياد 2012.

وكو هو سادس رئيس لاتحاد ألعاب القوى منذ تأسيسه عام 1912، بعد السويدي سيغفريد ادشتروم (1912-1946)، البريطاني لورد بيرغلي (1946-1976)، الهولندي أدريان بولن (1976-1981)، الايطالي بريمو نيبيولو (1981-1999، والسنغالي لامين دياك (1999-2015).

ولايته الأولى، كما الثانية، يختصرهما ما قاله عن نفسه في أيار 2004، بعد تسميته رئيساً للجنة ملف ترشيح لندن لأولمبياد 2012: "لم أشارك مطلقاً في مسابقة من دون أن أفكر أني قادر على الفوز بها".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم