الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

طارق سويد المتفائل تحدّث عن مرضه "الموجع"... ولكن!

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
طارق سويد المتفائل تحدّث عن مرضه "الموجع"... ولكن!
طارق سويد المتفائل تحدّث عن مرضه "الموجع"... ولكن!
A+ A-

لم يسمع به من قبل أو يعرف عنه شيئاً، كان منهمكاً في كتابة السيناريو لمسلسلٍ جديد عندما استيقظ ليجد أصابع يديه شاحبة و"مزرقّة". بداية لم يأخذ للأمور أبعاداً أخرى، لكنه سرعان ما اكتشف أن لون يديه ليس بهذه البراءة. توجه بنفسه الى غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات، وشُخصّت حالته الصحية بأنه مرض "الرينود" ( Raynaud’s disease). هذا ما كشفه الممثل والكاتب طارق سويد خلال حديثه مع "النهار" عن مرضه وكيفية التعامل معه والأهم المشاركة به مع من مثله.

يعترف طارق بأن ما مرّ به كان صعباً. ليس سهلاً أن تكتشف بين ليلة وضحاها أنك تعاني من مرض نادر وغير معروف كفاية. يُشاركنا تلك اللحظات التي مرّت عليه بالقول: "كنتُ أكتب طوال الليل حلقات من مسلسلي الجديد، وعندما استيقظتُ صباحاً وجدتُ لون يديّ أزرق. للوهلة الأولى أعتقدتُ أنها مجرد فورة قلم قبل أن يتبين بسرعة أنها أكثر من ذلك بكثير. ذهبتُ فوراً إلى المستشفى، عندما شاهدوني اكتشفوا فوراً أنها نتيجة مرض الرينود. لم أكن قد سمعت عن هذا المرض من قبل، كانت المرة الأولى التي أسمع بهذه التسمية. وبعد إجراء الفحوصات تمّ تأكيد حالتي الصحية، إني أعاني من مرض الرينود، وقد اكتشفتُ ذلك في شهر نيسان أي منذ أشهر قليلة".

لم يكن طارق في انتظار هذه المفاجأة، كان في عزّ عمله وكتابته. كان عليه أن يُسلّم النص، لكن حالته الصحية فرضت عليه التوقف عن الكتابة لمدة شهر كامل. وفق طارق "اكتشفتُ أن هذا المرض هو نتيجة الضغط النفسي والحزن الشديد، بالإضافة الى أسباب طبية أخرى. في حالتي، كانت إصابتي به نتيجة الاكتئاب الشديد الذي مررتُ به منذ فترة. كنتُ أمر في ظروف صعبة، وبعد أن تخطيتها أجد نفسي اليوم ألملم ذيول هذا الضغط بمرض غير معروف".

يوضح طارق خلال حديثه أن "لا أحد يفهم ما تشعر به إلا من يعيش التجربة نفسها، الصعب في هذا المرض هو أن أبسط الأمور قد تُسبب نوبة أو crise كالتعرض للبرد أو فتح باب الثلاجة أو الشعور بالقلق أو الحزن...هو مرض دقيق وحساس جداً، شعرتُ بالحزن. كنتُ أظن أنني السبب في الإصابة بهذا المرض، وكأني جنيتُ على نفسي نتيجة الحزن والاكتئاب في فترة من حياتي. اليوم أجد نفسي أقوى، لاسيما بعد مشاركة العديد من الأشخاص قصصهم حول مرض الرينود، كنتُ أظن أنني الوحيد المصاب به، لكن تفاجأتُ بوجود هذا الكمّ من القصص والتعليقات عندما تمّ نشر صورتي مع تعليق "الرائع والموهوب طارق سويد هو أيضاً مصاب بالرينود. لا أحد يحارب لوحده".

يُجري طارق كل 6 أشهر فحوصات للتأكد من استقرار حالته وعدم انتقاله من النوع الأول إلى النوع الثاني الذي يعتبر أكثر خطورة وصعوبة. يقول" ما بتمنى لحدا يمرق بيلي عم نمرق فيه، مرض بوجّع وصعب، بدك تتفادى الصقعة وكل شي مسبّب للنوبة. ما بعود حس بأصابيعي، وبظل لابس كفوف لدفيهم".ويتابع "يهمني أن أقف إلى جانب كل شخص يعاني، لذلك أطلب من كل شخص أن يتحدث ليعرف أنه ليس وحده في هذه الدنيا، وأن هناك قصصاً كثيرة تُشبه حالته."

ما هو مرض الرينود؟

لكن ما هو التفسير الطبي لهذا المرض وكيف يمكن علاجه؟

تشرح الاختصاصية في أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم في مركز بلفو الطبي الدكتورة وداد طبش في حديثها مع النهار أن "هذا المرض هو ظاهرة ناتجة عن تقلص في الأوعية الدموية في الأطراف كاليدين والقدمين والأنف أو الأذن. ولكن قبل الغوص في هذا المرض، من المهم أن نُميّز بين مرض الرينود ومتلازمة الرينود حيث تختلف العلاجات والأسباب للإصابة به".

ووفق طبش ان "مرض الرينود هو الأكثر شيوعاً والأقل خطورةً، وأسبابه مجهولة أو  وجود تاريخ عائلي للمرض لكن الضغط النفسي أو التعرض للبرد الشديد يُسبب النوبة في المرض ومتلازمة الرينود. أما متلازمة الرينود، وتُصيب حوالى 10% وتعتبر أقل شيوعاً، فهي تكون نتيجة بعض الأدوية ومنها بعض أدوية الضغط أو بعض أنواع الروماتيزم. وعادة ما يُصيب مرض الرينود النساء أكثر من الرجال أو من لديهم تاريخ عائلي لهذا المرض.

أعراضه:

يمرّ الشخص بنوبة تتراوح مدتها بين الدقائق إلى ساعات، حيث يتغيّر لون أصابعه وتختلف بين شخص وآخر. (أحياناً يمرّ المريض بـ3 مراحل، وأحياناً لا يمرّ بكل هذه المراحل). وتتمثل هذه الأعراض بـ:

- شحوب في أصابع اليدين

- ازرقاق الأصابع بسبب عدم وصول الدم

- استرجاع اللون الأحمر بعد هذه النوبة

لذلك من المهم جداً أن نعرف نوع المرض حتى نتمكن من علاج مسبباته والتخفيف من حدّته. وبناء عليه، يخضع المريض إلى الفحص السريري بالإضافة الى فحوصات الدم والشرايين وصورة لدراسة الأوعية الدموية المغذية لإطار الأظافر للتأكد من إصابة الشخص من مرض الرينود أو متلازمة الرينود.

أما بالنسبة الى العلاجات، تؤكد طبش أن هناك نوعان من العلاج :

* علاج مرض الرينود

* علاج متلازمة الرينود من خلال معالجة السبب ( مثلاً استبدال الأدوية المسببة بأدوية بديلة...)

ويتضمن العلاج:

* تجنب البرد وارتداء القفازات لضمان عدم تعرّض أصابعه إلى البرد.

* الابتعاد عن الكافيين والتدخين وعدم التواجد في مكان معرّض للدخان (النرجيلة)

* تجنب بعض أدوية منع الحمل.

* تجنب الضغط النفسي

* في حال تكاثر النوبات، يتناول المريض أدوية تعمل على توسّع الأوعية الدموية وأحياناً نصل إلى الجراحة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم