"فيل في الظلمة" لنادين أبو زكي: التخلّي عن كلّ ما نفكّر به ونحسبه صواباً وحقيقة

أداء "المشي في العتمة"، هو عرض يحمل عنوان "فيل في الظلمة"، يُقام السبت في 28 أيلول، في متحف "مقام (MACAM)- عاليتا - جبل، بدعوة من المخرجة والفنانة نادين أبو زكي.

وهذا النشاط الثقافي، هو جولة حول المتحف بدءاً من الساعة السادسة مساءً، إذ يبدأ الأداء الساعة السابعة مساءً في الهواء الطلق.

يتمتّع هذا المشروع بدعم الصندوق العربي للفنون والثقافة - AFAC بالتعاون مع منظمـة Red Oak.

الموعد، إذاً، السبت، في مقام (متحف الفن الحديث والمعاصر) عاليتا- جبيل، نهر ابرهيم، مخرج قرطبا.

نبذة عن الأداء

"الظلمة"... ماذا يعلمنا وما نتعلم منه عن الواقع وعن المكان، بل عن أنفسنا؟ ما هي العبر المرجوة من الظلام، حيث وحده كفيل بتعليمنا إياها؟ فعندما تغيب الصورة ما الذي يبقى لنا؟ ما الذي عسانا نراه؟

هذه التساؤلات حرضت أبو زكي أولاً على النحت مغمضة العينين، وتالياً إلى الانطلاق في مسيرتها الفنية في الظلام كحقل تجارب. وجاء عرض "الرجاء اللمس" ليحفّزها على التساؤل حول دور الصورة، وفعل اللمس في الابتكار الفني، بل وعلاقة تجربة اللمس بالذاكرة. فأيقنت بذلك أنّ الفن لم يوجد لتتمتع به العيون فحسب، بل من شأنه إطلاق شرارة عواطف جياشة تمكننا من معرفة قيمة تلك الهدية الثمينة التي هي حاسة اللمس.

ومع قصة "فيل في الظلمة" هو عنوان مُستلهم من رواية هندوسية ومن شعر لجلال الدين الرومي، يتخذ الظلام أبعاداً أخرى، لتغدو منطلقاً للفكر والشك. لكأننا نعيد النظر حتى في يقيننا الأعمى.

أن تكون في الظلام، هو التخلّي عن كلّ ما نعرفه وما نظن أننا نعرفه. بل عن كلّ ما نفكّر به ونحسبه صواباً وحقيقة.

إنه القبول بأن نغدو تائهين وأن نتواجد في مكان بلا أيّ وجهة، وفق أبو زكي: "إنها تجربة الظلام التي جعلتني أعي وأُدرك أن الإنصراف للفكر، يتطلب رؤية مختلفة وتفكيراً يقتضي الاستعانة بالجسد ككل وما يمتلكه من حواس. وهكذا يصبح اللمس باليد تماماً كلمس القدم للأرض. فقدم حافية، تتحسس، تُبطىء تُصغي إلى إيقاع خطواتها، تستكشف طريقها، تتيه كلما حاولت أن تتجذر في العالم. إنها قدم تتقدّم في مكان مفتوح، ضمن مروحة لا تنتهي من الاحتمالات، تعيد اكتشاف معنى الأفق وتصل إلى حيث لم تتخيل نفسها إنها قد تصل يوماً". 

يُذكر أنّ نادين أبو زكي هي فنانة ناحتة وكاتبة ومخرجة، حائزة على شهادة دكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون- باريس وتعلّم الفلسفة في جامعة بيروت الأميركية. في العام 2017، أسست منظمة Red Oak الثقافية. وقد منحتها وزارة التربية الوطنية الفرنسية "وسام السعفات الأكاديمية الفرنسية" في العام 2016، وفازت بالجائزة العلمانية الدولية التي منحتها إياها اللجنة الجمهورية العلمانية عام 2009.