200 مركب و700 بحّار في مهرجان نهر اللوار (صور)

تتواصل على ضفاف نهر اللوار في مدينة أورليان، وسط فرنسا، الدورة التاسعة من "مهرجان نهر اللوار" المخصص للمراكب التي تجوب الأنهار والنشاطات المرتبطة بها. انطلق المهرجان عام 2003 ويقام مرة كل عامين بعد أن حقق منذ تأسيسه نجاحاً شعبياً كبيراً.

يستعيد المهرجان الأجواء التاريخية لمدينة أورليان عندما كان للملاحة النهرية دور أساسي في الحياة الاقتصادية والاجتماعية في وادي نهر اللوار قبل أن تهيمن وسائل النقل الحديثة ومنها القطارات والسيارات.

يُذكر أن وادي نهر اللوار مسجل على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأونيسكو الدولية بسبب طابعه الاستثنائي واشتماله على مدن وقرى تاريخية ومساحات مزروعة جسدت التفاعل بين البشر والطبيعة المحيطة بهم. تبرز في هذا الفضاء مدينة أورليان العريقة التي صنّفتها وزارة الثقافة الفرنسية مدينة للفن والتاريخ لأنها تحتضن صروحاً معمارية أثرية، منها كاتدرائيتها الشهيرة، ولأنها كانت في مرحلة القرون الوسطى في طليعة المدن الفرنسية وأكثرها ثراء إلى جانب مدينتي باريس وروان.

أراد المنظّمون، كما في الدورات السابقة، أن يكون المهرجان الذي يستمر مدى خمسة أيام، أكبر تجمع للملاحة النهرية في أوروبا مع مشاركة أكثر من مئتي مركب وسبعمئة بحّار.

لتأكيد الطابع الاحتفالي للمهرجان حل نهر التايمز في إنكلترا كضيف شرف كما تمت دعوة بحارة أوروبيين من الدول المجاورة للمشاركة في الاحتفالات التي تشمل الرحلات على متن المراكب والاستعراضات المائية وزيارات للتعرف إلى قلب المدينة التاريخي وجسورها الجميلة.

للمهرجان أيضاً أهداف فنية وثقافية تتمثل في مشاركة عشرات الفنانين لإحياء الحفلات الموسيقية والغنائية مع التركيز على النشاطات الموجهة للأطفال والعائلات للمساهمة في تنشئة حس المحافظة على التراث لديهم.

من ضمن الاهتمام الفرنسي المتزايد بالبيئة، يفرد المهرجان حيزاً خاصاً من خلال محترفات تساعد على التعريف بطبيعة المنطقة وكيفية المحافظة عليها، مع فضاءات للأطفال يلعبون فيها ويتعلمون الأبجدية الأولى للتعامل مع عناصر الطبيعة والأرض.

المهرجان الذي يبث كل عامين نفحة حياة في مدينة أورليان، يلفت الانتباه أيضاً إلى كيفية صناعة المراكب وفق التقاليد القديمة وأهمية المناخ الذي تشيعه حولها والذي يستقطب السياح وأهل المدينة أنفسهم.