الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

مسالك التحول من الإسلام السنّي المخيف إلى كل الإسلام الخائف

د. محمود حدّاد
Bookmark
مسالك التحول من الإسلام السنّي المخيف إلى كل الإسلام الخائف
مسالك التحول من الإسلام السنّي المخيف إلى كل الإسلام الخائف
A+ A-
كان بروز تنظيمات إسلامية جهادية سنية مسلحة في سوريا والعراق وليبيا خلال العقد الماضي، بغض النظر عن الجهة أو الجهات التي سلحتها وموّلتها، قد أطلق موجة من الخوف، بل الذعر عند المواطنين المسلمين وغير المسلمين من ممارسات مستهجنة وتمتاز بالتوحش البدائي غير المعروف في التاريخ العربي المعاصر مما أدى إلى نمو ظاهرة الإسلاموفوبيا خاصة عند غير المسلمين العرب أو الذين يعيشون في العالم العربي. ثم ضجت وسائل الإعلام بالحديث عن ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأميركية. وقد برزت هذه الظاهرة لأسباب أيديولوجية وسياسية في آن واحد. فالثقافة الغربية السائدة، منذ القرون الوسطى، معادية للإسلام و للمسلمين وتعتبر أنًّ عليها التخلص من هذين الضيفين الثقيلين اللذين كانا ينافسانها في آسيا وأفريقيا وبعض أوروبا. وقد ازدادت حدة هذه الايديولوجية بعدما أضيف العامل السياسي في عصر الاستعمار منذ القرن الثامن عشر حتى العشرين، إذ كان من المحتم اصطدام الحركات الوطنية المنادية بالاستقلال بالآلة العسكرية والسياسية الأوروبية التي جعلت نفسها وصية على بلاد آسيا وافريقيا التي صودف أن أغلبيتها أو جزءاً وازناً من سكانها يتبع الدين الإسلامي. فكان العداء للاسلام والخوف منه جزءاً من العداء لحركات التحرر وثقافة وأديان السكان المستَعمرَين (بفتح الميم).إلا أنَّ الإسلاموفوبيا الأوروبية المعاصرة شهدت انعطافة مهمة خلال العقدين الماضيين إذ أدى نزوح الآلاف من المسلمين وغير المسلمين من مناطق الصراع المسلح في الشرق العربي وافريقيا إلى زيادة المهاجرين إلى أوروبا وبصورة فاقت التوقعات. وقد أصبحت نسبة المسلمين القاطنين في بعض دول أوروبا الغربية تتراوح بين 10-15 بالمائة وهي نسبة عالية (خاصة وأنهم يتركزون في مناطق بعينها) أدت إلى ردود فعل شعبوية معادية حادة في المانيا وإيطاليا وفرنسا وهولندا، خاصة وأنَّ أغلبية المهاجرين الجدد أتوا من بيئات شعبية سنية فقيرة وغير متعلمة ورافضة التأقلم مع الثقافة الأوروبية وكذلك مرفوض تأقلمها من قبل الأوروبيين أنفسهم الذين اعتبروا وجودها بمثابة غزو ديموغرافي غير مقبول. فلا القادمون يريدون الاندماج الثقافي في مجتمعات أوروبا، بل يصرون على تأكيد هويتهم الذاتية بفجاجة في بعض الأحيان، كما أنَّ لا دول ولا مجتمعات أوروبا تعطيهم فرص عمل تحفزهم على الاندماج الاقتصادي والاجتماعي. ولعل هذه الصورة كانت مختلفة عما حصل مع...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم