الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

رسام الكاريكاتور التركي موسى كارت: هامش التسامح أصبح ضيّقاً والسجن "منزلي الثاني"

رسام الكاريكاتور التركي موسى كارت: هامش التسامح أصبح ضيّقاً والسجن "منزلي الثاني"
رسام الكاريكاتور التركي موسى كارت: هامش التسامح أصبح ضيّقاً والسجن "منزلي الثاني"
A+ A-

يقول رسام الكاريكاتور التركي الشهير موسى كارت أنه أمضى في السجن والمحاكم فترة مساوية للفترة التي قضاها في العمل منذ تولي الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الحكم.

وبدأ كارت آخر حكم صادر بحقه بالسجن في نيسان الماضي بعد ما صادقت محكمة الاستئناف على حكم بالسجن ثلاث سنوات وتسعة أشهر بعد إدانته بـ"مساعدة منظمات إرهابية".

وأفرج عنه الأسبوع الماضي في انتظار الطعن في الحكم. وقال كارت لوكالة "فرانس برس"، "على مدى 15 عاما أصبحت السجون وقاعات المحاكم بيتي الثاني".

وكارت الذي اعترفت به المؤسسة السويسرية لرسامي الكاريكاتور من أجل السلام، هو من بين 14 صحافيا وموظفا من صحيفة "جمهورييت" المعارضة الواسعة الانتشار المدانين بالتهمة ذاتها.

واعتقل للمرة الأولى في 2016 بعد أن أطلق اردوغان حملة قمع ضد المعارضة عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة. وقال، "لقد أمضيت في أروقة المحاكم نفس الوقت الذي أمضيته في العمل. وهذا مؤسف للغاية". ورغم ذلك فإن كارت لا يزال متفائلا ومتواضعا ويرفض أن تتغلب عليه هذه المحن، ويقول انه يبذل جهدا لكي يبدو بحالة جيدة أمام زواره في السجن. ويزيد من معنوياته ادراكه أنه لم يقترف خطأ. وقال "إذا كنت مؤمنا أن موقفك صحيح، وإذا كنت تتمتع بسلام داخلي بشأن ما فعلته في السابق، فلا يكون من الصعب تحمل ظروف السجن".

منذ أن تولى اردوغان السلطة في 2003 وكارت يواجه العديد من المشكلات. رُفعت ضده أول قضية في 2005 بسبب رسم كاريكاتوري يظهر فيه اردوغان، الذي كان رئيسا للوزراء في ذلك الحين، على شكل قطة عالقة في كرة من خيوط الصوف.

يقول كارت، "أنا أرسم الكاريكاتور منذ أكثر من 40 عاما... وفعلت ذلك مع زعماء سياسيين آخرين، ولم تُرفع ضدي أية قضية في المحاكم". ويضيف، "هامش التسامح أصبح ضيقا جدا اليوم".

وفي القضية الحالية يُتهم كارت بالاتصال بحركة الداعية الاسلامي فتح الله غولن المتهم بأنه وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في 2016.

وتنص التهمة كذلك على أن 14 من موظفي صحيفة جمهورييت تآمروا لتغيير سياسة التحرير في الصحيفة لدعم الموالين لغولن والمتمردين الأكراد وأعضاء "جبهة - حزب تحرير الشعب الثورية" اليسارية المتطرفة.

يضيف كارت، "اليوم اتهامات الإرهاب تتجاوز أي منطق... عندما تنظر الى رسومي سترى مدى معارضتي لأية منظمة إرهابية وانتقادي الشديد والقوي لها".

ويؤكد أنه مهما حدث فإن تركيزه سيظل على الرسم "لأن الكاريكاتور هو لغة قوية لأنك تستطيع أن تجد من خلاله طريقة للتعبير عن نفسك تحت أي ظروف، حتى تحت الضغوط".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم