الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مستذكراً مطرانَي حلب... يازجي مودّعاً المطران إسبيريدون بزحلة: سيذكرك هذا الشرق المصلوب بإنسانه

المصدر: زحلة- "النهار"
مستذكراً مطرانَي حلب... يازجي مودّعاً المطران إسبيريدون بزحلة: سيذكرك هذا الشرق المصلوب بإنسانه
مستذكراً مطرانَي حلب... يازجي مودّعاً المطران إسبيريدون بزحلة: سيذكرك هذا الشرق المصلوب بإنسانه
A+ A-

ودّعت أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس ومعها أبرشيات البقاع على مختلف طوائفها، اليوم، أسقفها السابق مثلث الرحمات المطران إسبيريدون خوري "ذاك الوجه الوديع الذي طبع زحلة وعلى مدى أكثر من 50 سنة بالوداعة والطيبة، هامة وقورة من أنطاكية العظمى بشهادة إيمانها، عميد مطارنتنا الذي بذل من قلبه ليتمجد يسوع المسيح في قلوب أبنائه وفي كيانهم"، على ما وصفه بطريرك إنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر يازجي في كلمته، خلال ترؤسه الصلاة لراحة نفس الراحل، في مأتم مهيب حضره نائب رئيس مجلس النواب إيلي فرزلي ممثلاً رئيس الجمهورية، والنائب عاصم عراجي ممثلاً رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة، ومثّل راعي أبرشية زحلة المارونية المطران جوزف معوّض البطريرك الماروني. وغصّت كاتدرائية القديس نيقولاوس في زحلة، بالأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات، وبأساقفة زحلة والبقاع، ومطارنة ورجال الأكليروس الذين وفدوا من مختلف رعايا البقاع والأبرشيات، إلى حضور نيابي ورسمي حاشد، إلى جانب عائلة الفقيد الصغرى وعائلته الكبرى من أبناء أبرشيته ومحبيه.

استهلّ البطريرك يازجي كلمته بالراحل قائلاً: "يصحّ فيك كلام بولس الرسول إلى تلميذه ثيموتاوس: "قد جاهدت الجهاد الحسن، وأكملت السعي، وحفظت الإيمان، وأخيراً قد وضع لي إكليل البرّ"، وأنت ماثل لدى الحبيب، ولسان حالك يقول ها حياتي يا رب جواباً حسناً أمام منبرك البهي". وتابع: "أيها الراحل الكبير في وداعته والبليغ في صمته، تودعنا اليوم وأنت في شيخوخة مثمرة وفي أسقفية صالحة على مثال شفيعك القديس إسبيريدون. وإذ نواريك اليوم في ثرى قلوبنا وكياننا، يطيب لنا أن نذكر شيئاً مما عشته هنا على الأرض لتستدرّ به مراحم العلي". مستعيداً سيرة حياة الراحل، لافتاً الى أنه "ولعل من مصادفة الزمن، أن يكون اليوم 17 أيلول الذي نودعك فيه، هو اليوم ذاته الذي توجهت فيه إليك أنظار أحبار الكرسي الانطاكي المقدس لترعى هذه الابرشية، ابرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما، بُعيد انتقال مطرانها نيفن سابا في مثل هذا اليوم بالضبط أي في 17 أيلول من العام 1966. وكأن هذا اليوم هو ختم قربان المحبة والعهد الذي كان بينك وبين زحلة بكل أبنائها".

ومضى البطريرك قائلاً: "تذكرك هذه الابرشية، يا سيدنا اسبيريدون، بكل بقاعها، من الهرمل الى بعلبك، فالبقاع، فعروسته زحلة وتذكر فيك الأسقف المتواضع الذي اعتبر دوماً أن الاسقفية هي أولاً وأخيراً خدمة. تذكرك انطاكية المسيحية أيضاً وأنت كبير من كبارها، تذكرك ببطاركتها الكبار، ومطارنتها وسائر أبرشياتها، يذكرك لبنان الذي ينمو الصّديق كأرزه، وتذكرك سوريا وكل بقعة خدمتها وبخست فيها شيئاً من روحك. يذكرك، يا سيدنا اسبيريدون، كل هذا الشرق المصلوب بإنسانه، الذي يقاسي ويلات الحروب دماراً وتهجيراً وعنفاً وإرهاباً. يذكرك هذا الشرق الذي يرى القيامة من وراء الصليب".

وفي يوم وداع الاسقف الذي غاب عن الدنيا الى جوار الرب، حضرت ذكرى المطرانين المغيبين قسراً، إستذكرهما البطريرك يازجي: "أنقل إليك، أيها الراحل الكريم، سلاماً قلبياً من أخوتك في الأسقفية، وأخصّ بالذكر منهم مطرانَي حلب يوحنا إبرهيم وبولس يازجي المخطوفين، واللذين غيبتهما وتغيبهما عنا قسوة الزمن الحاضر، وتحجر القلوب واللاإكتراث بما يخص هذا الملف المفتوح منذ أكثر من ست سنوات".

وانتهى إلى القول: "نثق يا سيدنا أنك تصلي من أجلنا ومن أجل لبنان ومن أجل كل الشرق، ونحن على يقين أن رب القيامة لا بد ناظر أتعابك".

وفي ختام الخدمة الجنائزية، قلّد النائب فرزلي الراحل وسام الأرز برتبه كومندور الذي منحه إياه رئيس الجمهورية، مرتجلاً كلمة، وباسم "المؤمنين في هذه الكنيسة الانطاكية"، قال: "واحرقتاه على حبيب زحلة والبقاع، واحرقتاه على فتى الإيمان القويم، واحرقتاه على أمير من أمراء الكنيسة الانطاكية، واحرقتاه على فتى الإباء، الوفاء والتضحية والوطنية. واحرقتاه على من ناضل بجانب شركائه في الخدمة من أبناء الطوائف الشقيقة في هذه المدينة البطلة، في هذا البقاع الحبيب. هذه الخسارة تركت أثراً عميقاً في قلوب الزحليين والبقاعيين، نظراً لهذه المحبة الكبيرة التي كنّوها للراحل الكبير سيادة المطران اسبيريدون خوري". وختاماً تلا راعي أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الارثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري كلمة شكر للذين حضروا معزّين بفقيد الأبرشية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم