الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

37 عاماً على اغتيال مشروع الجمهورية القوية

المصدر: "النهار"
رمال بويونس
37 عاماً على اغتيال مشروع الجمهورية القوية
37 عاماً على اغتيال مشروع الجمهورية القوية
A+ A-

كُتب الكثير وسيكتب بعد حول شخصيته المثيرة للجدل، إلا أنه سيبقى رمزاً لبنانياً وإن اختلف اللبنانيون على توصيفه؛ انه الرئيس بشير الجميل، الذي يصفه بعض المراقبين والعارفين أنه ربيع لبنان الذي أتى في زمن الخريف اللبناني، حيث اراد خلق ربيع متجدد لوطن أنهكته الحروب وتخاصم ابناؤه. فالرئيس الذي انتخب في23 آب 1982 واغتيل في 14 ايلول من العام نفسه أمضى في سدة الرئاسة 21 يوماً كانت كافية لبلوغ الوطن سن الرشد، فقد أحدث الرجل، وبغض النظر عن آلية انتخابه وظروفها، صدمة ايجابية في الشارع اللبناني وتوسم به المواطن المسحوق خيراً وكيف لا والرئيس الشاب جاء بدينامية كانت السياسة اللبنانية قد بدأت تفقدها. فلم ينتظر عملية التسلم والتسليم ليبدأ العمل فانطلق وبعيد ساعات من انتخابه باجراء زيارة مفاجئة على إدارات الدولة نافضاً عنها غبار الاهمال والتسيب والفساد والرشوة، حتى اصبحت أصغر ادارة في أقسى بلدات لبنان تخشى أن يزورها الرئيس فجأة ويجد تسيباً ما فكانت تسبق زيارته باعادة ضبط ايقاع العمل المؤسساتي، فجسد سريعاً فكرة الدولة القوية والجمهورية القوية وفق ما اكد عليه في خطاب القسم امام البرلمان حيث قال مخاطباً النواب الذين انتخبوه والذين لم ينتخبوه، اضافة الى الشعب اللبناني انه خلع بذة الحرب وهو من لحظة انتخابه رئيس لكل لبنان بجميع اطيافه السياسية وطوائفه الروحية ومعياره في التعامل معهم هو خدمة لبنان ومصالحه وليس خدمة الحزب او العائلة او الطائفة، وخاطب اللبنانيين والنواب: "لا أقسم اليمين الدستورية أمامكم لتكونوا شهوداً فحسب، بل شركاء انتخبتموني، ساعدوني". واضاف:

"الرئاسة قيادة لا حراسة.

الحراسة يقظة جامدة، القيادة يقظة متحركة.

سأتحمل كل مسؤولياتي بعزم، سأمارس كل صلاحياتي بحزم، سأواجه كل قضية بحسم.

لا تأجيل لاستحقاق، ولا تمييع لموقف، إن التأجيل خوف والتمييع ضعف، بينما نحن أمة شجاعة وقوية". وأكد على ان "الشرعية حضور في الشعب، لا وجود في الدولة.

الوجود فعل، الحضور تفاعل.

الوجود هيئة، الحضور هيبة.

الوجود جدلي، الحضور دينامكي.

والشرعية تنمو بمقدار ما تقوم بدورها، وهي تخبو بمقدار ما تتنازل عن هذا الدور، وتقوم الشرعية بتأدية دورها حين تستخدم وسائلها وأجهزتها من دون استثناء ولا استئذان من أجل توفير الأمن والحرية لشعبها من دون تمييز". هذا، وتضمن الخطاب ايضا خريطة طريق لبناء لبنان القوي وجمهورية قوية تحتضن شعبها وتوفر لهم العيش الكريم والكرامة، وفيما اقتبس العديد من الرؤساء من خطابه ظناً منهم انهم سينالون الرضا الشعبي غير انهم اخفقوا في ذلك، وهذا تجلى في السنوات الاخيرة، فمن كان يوماً قريباً من الرئيس بشير الجميل لم يستفد من تجربته لا بل

ساهم ويساهم في إزكاء سياسة الكيل بمكيالين فجميع الامور توقف كرمى لعيون فرد وان جاء ذلك على حساب الشراكة الوطنية، خصوصاً أن هذا الفرد يسعى جاهداً لاستنساخ تجربة الباش، وتقليده في حركته وتنقلاته وتصريحاته غير أن ذاك الاستنساخ لم يكن موفقاً، فالاصيل وإن رحل جسداً فهو ما زال حاضراً في الاذهان وفي حركة رفاق السلاح فلم ينسوا القضية والمشروع الذين حملوا مشعل البشير.

وبعد 37 عاماً على اغتيال مشروع لبنان الجمهورية القوية سيبقى الرئيس الشهيد بشير الجميل ربيع لبنان في زمن الخريف، وستبقى ذكراه خالدة، ومشروع فكره يتوارث من جيل الى جيل، آملين قبل أن نلتقيه في عليائه أن نكون بنينا جمهوريته القوية التي لطالما حلم بها "الباش" وطناً على كامل مساحة الـ ١٠٤٥٢ كيلومتراً مربعاً يحميه الله وتباركه العائلة وملكاً لجميع اللبنانيين... "بشير حي فينا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم