الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

سائقة سيارات السباق لارا حلو سلامة: السلامة المرورية أولوية

فرح البعيني
سائقة سيارات السباق لارا حلو سلامة: السلامة المرورية أولوية
سائقة سيارات السباق لارا حلو سلامة: السلامة المرورية أولوية
A+ A-

تجلس لارا حلو سلامة في باتيسري L’aloutte في الحدت لتدير مصنعاً للإبداع من ثلاثة فروع وتساعد زوجها في تأمين مدخول لإعالة عائلة من ثلاثة أولاد. لارا ربة منزل وصاحبة باتيسري تتقن هواية أخرى، تجعلها تتنفس وتشعر بالحرية والسعادة.

لارا صاحبة الوجه الضحوك في الباتيسري هي نفسها المرأة التي تجلس بفرح خلف مقود سيارتها السريعة في سباق السيارات.

أول لقاء للارا كان مع سيارة BMW التي اقتناها شقيقها عندما كانت في فترة المراهقة وانطلقت من هنا قصة الغرام بحبيب قل أن تتدافع نحوه الفتيات لأنه لا يشبه عالمهن، لكنها هي أدركت أن هذا العالم هو ملجأها وأن هذه المغامرة صُنعت لها. وانطلقت لارا بتجارب في سن الثامنة عشرة مع سيارة الـBMW الخاصة بالعائلة لتجذب أنظار أهالي عين الرمانة، ولتستأجر بعدها سيارات خاصة بالسباق كي تمارس هواياتها في الأماكن المخصصة لذلك، ومن هنا كانت الانطلاقة.

في سنّ العشرين شاركت لارا في أول سباق رسمي عام 2008 لتدخل بالشركة مع كاراج جريس ضرغم حيث تعرفت إلى زوجها هناك. هذا الزوج الذي يشكّل دعماً أساسياً طلب منها أن تختار هدية زواجهما فكانت أن اختارت سيارة سباق، وكان لها ما أرادت.

لكن لارا التي دخلت فقص الزوجية بكل رحابة صدر لم تستكن فأكملت المشوار وانتقلت من كاراج ضرغم إلى كاراج زياد فغالي الذي يمكّنها اليوم. فعلى الرغم من أنها تكاد أن تكون الفتاة الوحيدة التي تشارك في سباق سيارات محترف إلا أنها تحظى أيضاً بدعم زملائها الشباب الذين يشاركونها السباق. وتقول: "بيقولولي لارا إنتبهي في كوع خطر هون...كأنني أختهم الصغيرة وأنا أشعر بالسعادة عندما ينادونني بـ "البطلة" في حين ينتظرني في المنزل ثلاثة أولاد".

تواجه لارا اليوم الكثير من التحديات وأبرزها المادية لإكمال هذه المسيرة، فكلفة اقتناء سيارة والتدرب والانخراط ضمن فريق عمل مكلفة جداً، وقد يكون ذلك سبباً لعدم وجود عدد كافٍ من الفتيات والنساء في هذا المجال، لكن السبب الأكبر أن سباقات السيارات تحتاج إلى قلب قوي رغم أنها ليست خطيرة كما يتصوّر البعض.

أما بالنسبة إلى ضغوط المجتمع المحيط بها فتظهر لارا وكأنها غير آبهة لما قد تكون الصورة النمطية التي يرسمها المجتمع المحافظ لخياراتها، ورغم أن والدتها تخاف عليها كثيراً لكن جيرانها الذين كانوا يشاهدونها في جزين وهي تشارك في السباقات هناك كانوا يشعرون بالفخر. هذه المرأة الحديدية التي توفّق بين عائلتها وعملها وشغفها بشكل رائع تشكّل مثالاً يحتذى، ليس فقط بسبب ما تقوم به بل بسبب إصرارها على المضي قدماً بعد أن أنجبت إلى الحياة ثلاثة أولاد. وهي فعلاً لا تهاب شيئاً "لأنو إذا بدو يصرلي شي رح يصرلي وين ما كنت".

وإصرارها هذا يدفعها إلى التصريح بأنها سوف تعلّم ابنتيها قبل ابنها قيادة السيارات السريعة بدءاً من الكارتينغ.

لارا لا تندم على جميع خياراتها، وعندما نسأل هل المجتمع سيجعلك تندمين تجيب بكل قوة:"ما فكّرت ولا رح فكّر في".

لارا السيدة التي تقود السيارات السريعة توجّه رسالة إلى الجميع: "أريد أن أعلّم أولادي الكارتينغ أولاً لكي يعلموا أن هناك أماكن مخصصة للقيادة السريعة لأنه من الخطر جداً القيادة بسرعة كبيرة في الطرق العامة وبين الناس. أنا في سيارتي العادية لا أقود بسرعة أبداً. لا أعرّض نفسي للخطر ولا غيري حتى".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم