الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حرائق في وسط إفريقيا أكثر ضراوة من حرائق الأمازون؟ FactCheck#

المصدر: "AFP FactCheck"
حرائق في وسط إفريقيا أكثر ضراوة من حرائق الأمازون؟ FactCheck#
حرائق في وسط إفريقيا أكثر ضراوة من حرائق الأمازون؟ FactCheck#
A+ A-

يتداول مستخدمون لمواقع التواصل الاجتماعي منشورات بلغات عدّة تزعم أن بلدان #وسط_إفريقيا تواجه #حرائق مدمّرة أكثر من حرائق #الأمازون، داعمة هذا الادّعاء بصور ملتقطة من الأقمار الاصطناعية. لكن خبراء أوضحوا أن معظم هذه الحرائق هي في الواقع مفتعلة لحرق أراض زراعية قبل إعادة زرعها.

حذّر منشور باللغة العربية على الفايسبوك، في 29 آب 2019، من أن "غابات إفريقيا تحترق".

وأورد المنشور صور غابات مشتعلة، وصورة جوية للجزء الأوسط من القارة الإفريقية تظهر عليها بقع باللون الأحمر. وعلّق عليها: "صور أقمار اصطناعية تكشف حرائق مرعبة تجتاح غابات إفريقيا، حيث وصل حجم الحرائق إلى خمسة أضعاف حرائق غابات الأمازون، وسط تعتيم إعلامي وصمت دولي كبير".

وقبل ذلك، حذرت منشورات، بالانكليزية والفرنسية، منذ 18 تموز 2019، من أن حرائق وسط إفريقيا أخطر من حرائق الأمازون، بينما انقسم المعلقون بين من تحسر على الكارثة، ومن شكّك في صحتها.

حرائق اعتيادية مفتعلة 

دعا خبير وسط إفريقيا في مركز التعاون الدولي في الأبحاث الزراعية للتنمية (Cirad)، غيوم ليكوييه، في اتصال أجرته به وكالة "فرانس برس" في 26 آب 2019، إلى توخي الحذر في تناول هذه المعلومات. وأوضح أن الحرائق في وسط إفريقيا "لا تقارن بالأمازون"، لأنها لا تشتعل في النظام البيئي نفسه. ففي الأمازون، تشتعل النيران في مناطق أزيلت منها الغابات، أو في "غابات مطيرة"، في حين أن حرائق وسط إفريقيا تتتركّز في شكل أساسي في مناطق زراعية.

وعلق الباحث على الصورة الجوية المتناقلة، قائلا إن "مناطق الغابات المطيرة وسط إفريقيا تقع في شمال جمهورية الكونغو الديموقراطية والغابون وجنوب الكاميرون، في حين أن مناطق النيران التي نراها على الخريطة ليست في هذه المنطقة، بل في أنغولا وزامبيا".

من جهته، لفت سفير جمهورية الكونغو الديموقراطية لدى الأمم المتحدة توسي مبانو مبانو إلى أن أسباب الحرائق مختلفة. فاشتعال النيران في وسط إفريقيا "أمر شائع في هذه الفترة من السنة (...) وهو ناتج في شكل أساسي من التقنيات الزراعية"، في حين أنه "في الأمازون، تحترق الغابة في شكل أساسي بسبب الجفاف والتغيّر المناخي".

وهذا ما أكدته وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، في 14 آب، عند نشر خريطة مماثلة على الفايسبوك. فكتبت أن "الكثير من هذه الحرائق قد تكون زراعية مفتعلة لإتلاف بقايا المحاصيل في المنطقة المعنية، وإعداد التربة للموسم الزراعي التالي".

وحرق الأراضي وسيلة زراعية تقليدية شائعة في وسط إفريقيا عند نهاية موسم الجفاف، تقضي بتجفيف النبات، ثمّ حرقه في شكل مضبوط، قبل إعادة زرع الأرض، على ما أوضح الباحث ليكوييه.

وأكدت "ناسا" لاحقا أنه "رغم أن إفريقيا تتصدر من حيث عدد الحرائق، فإن مواسم الحرائق تبقى مستقرّة نسبيا من سنة إلى أخرى".


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم