الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

وفاة الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي

المصدر: "ا ف ب"
وفاة الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي
وفاة الرئيس السابق لزيمبابوي روبرت موغابي
A+ A-

توفي الرئيس السابق لـ#زيمبابوي #روبرت_موغابي الذي حكم البلاد بقبضة حديد بين 1980 و2017، عن عمر 95 عاما، ما أثار موجة من الإشادات من دول إفريقية والصين، بزعيم "استثنائي" و"بطل" في مكافحة الاستعمار.

وصرّح ديبلوماسي في زيمبابوي بأن موغابي هو أحد آخر "آباء الاستقلال" الأفارقة، وكان يعاني مشاكل صحية، وتوفي الجمعة عند الساعة 02,40 بتوقيت غرينتش في سنغافورة.

وأضاف أن رئيس البلاد ايمرسون منانغاغوا الذي تولى السلطة خلفا لموغابي بعد تحرك للجيش، غادر مدينة الكاب في جنوب إفريقيا، حيث كان يشارك في المنتدى الاقتصادي لإفريقيا، على عجل للعودة إلى هراري.

وكان موغابي حكم روديسيا السابقة منذ استقلالها في 1980. لكن في سنوات حكمه الذي استمر 37 عاما، تحوّل من بطل استقلال مقرب من الغرب إلى مستبد مارس قمعا دمويا ضد المعارضة السياسية وتسبب بانهيار اقتصاد بلاده.

وكتب منانغاغوا في تغريدة: "أعلن ببالغ الحزن وفاة الأب المؤسس لزيمبابوي ورئيسها السابق القائد روبرت موغابي". وأضاف: "القائد موغابي كان بطل التحرير، مناصرا لعموم إفريقيا كرّس حياته لتحرير (...) شعبه". وأكد "أنّنا لن ننسى أبدا مساهمته في تاريخ أمتنا وقارتنا. لترقد روحه بسلام".

وأثارت وفاة موغابي ردود فعل دول إفريقية ومن جانب الصين وروسيا، أجمعت على الإشادة به.

وقال رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا الذي تقيم بلاده علاقات وثيقة بزيمبابوي، إن موغابي كان "زعيما استثنائيا" و"مناضلا من أجل التحرير وبطل قضية إفريقيا ضد الاستعمار".

وأشادت الصين بموغابي، ووصفته بأنه زعيم "استثنائي". وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ إن موغابي "دافع بحزم طوال حياته عن سيادة بلده وعارض التدخلات الأجنبية وعمل بجد من أجل الصداقة والتعاون بين الصين وزيمبابوي وبين الصين وإفريقيا".

وأضاف: "كان زعيما سياسيا وقائدا استثنائيا لحركة تحرير وطنية".

كذلك، أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "بالمساهمة الشخصية الكبرى" لموغابي في استقلال زيمبابوي. وقال الكرملين في بيان إن "الكثير من المحطات المهمة في التاريخ الحديث مرتبطة باسم روبرت موغابي".

واشار الى انه "قدم مساهمة شخصية كبيرة في النضال من أجل استقلال بلدكم ولبناء مؤسسات الدولة في زيمبابوي"، مشددا على "العلاقات الودية" التي أقامها موغابي مع موسكو.

غير ان بريطانيا اختارت إدانة نظام لم يحترم الديموقراطية وحقوق الإنسان. وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان: "نعرب عن تعازينا للذين هم في حداد على وفاة روبرت موغابي. لكن شعب زيمبابوي عانى لفترة طويلة نتيجة حكم موغابي المتسلط"، معبرة عن أملها في أن "تواصل زيمبابوي السير في طريق أكثر ديموقراطية وازدهارا".

ووصف الوزير البريطاني الأسبق بيتر هين، الناشط ضد نظام الفصل العنصري، موغابي بأنه "بطل تحرير، تعرض للتعذيب والسجن من قبل نظام الاقلية البيضاء العنصرية في روديسيا السابقة". وأضاف: "لقد خان بعد ذلك كل قيم حقوق الإنسان والديموقراطية في زمن الكفاح من أجل الحرية (...) ليصبح مستبدا فاسدا قتل وعذب معارضيه".

من جهته، اكد الاتحاد الاوروبي انه "سيواصل الوقوف الى جانب زيمبابوي وشعبها ودعم المصالحة والمساعدة في ضمان مستقبل من الوحدة والازدهار والامن والديموقراطية لجميع سكان زيمبابوي".

وذكر بانه "يعلق اهمية كبرى على تعزيز دولة القانون وحقوق الانسان وتصليب الديموقراطية في زيمبابوي".

في زيمبابوي نفسها، الغارقة في أزمة اقتصادية منذ عقود تعد ارث موغابي، يواصل السكان عملهم كما لو أن شيئا لم يحدث.

وقال جوشوا تسينزيتي، أحد سكان العاصمة، إن "الأمر الوحيد المضر الذي قام به عندما كان زعيما هو بقاؤه في السلطة لفترة طويلة". وأضاف آخر يدعى جورج بيندو: "قام بتحريرنا من المستعمرين ومنحنا أراضي".

في جنوب إفريقيا، ساد شعور بالارتياح بين أفراد جالية مهمة من الفارين من زيمبابوي.

وقالت بالموليف نكسومالو (38 عاما) التي تعمل نادلة: "انني سعيدة بوفاته. لم نكن نريد أن نكون هنا. لكننا جئنا بسبب الوضع الذي تسبّب به".

وقد اتسم العقدان الأخيران من حكم موغابي ببطالة واسعة وتضخم هائل. وما زال سكان البلاد يعانون حتى اليوم البطالة ونقص الكهرباء والسيولة.

وقال المحلل المستقل أوستن شاكاودزا لوكالة "فرانس برس" إن موغابي "يترك ارثا مثيرا للجدل".

وأضاف: "كان محررا البلاد ثم مدمرها. وضع سياسات حولت زيمبابوي إلى مصدر سخرية في البلاد".

تولى موغابي عام 1980 رئاسة الحكومة بعد نضال طويل ضد النظام الأبيض برئاسة يان سميث.

في 30 كانون الأول 1987، أصبح رئيسا للبلاد. وانتهج سياسة المصالحة حفاظا على وحدة البلاد ما جلب له ثناء الجميع، لا سيما في العواصم الغربية.

لكن التأييد الغربي تبدد وانقلب إلى تنديد نتيجة قمعه الدموي للمعارضة وما شهده حكمه من أعمال عنف وعمليات تزوير انتخابي وسياسة الإصلاح الزراعي المثيرة للجدل التي باشرها عام 2000.

وطُرد آلاف المزارعين البيض من أراضيهم لمصلحة مزارعين سود بأمر من موغابي الذي برّر هذا الإصلاح بالرغبة في تصحيح مظاهر اللامساواة الموروثة من الاستعمار البريطاني.

لكن العملية تمّت لمصلحة المقربين من النظام ومزارعين بلا معدات أو تدريب، ما تسبب في انهيار الإنتاج الزراعي في بلد كان يعتبر مخزن حبوب إفريقيا الجنوبية، مثيرا أزمة كارثية لم ينهض منها اقتصاد زيمبابوي.

وتحولت زيمبابوي، خلال حكم موغابي، دولة منبوذة ابتعد عنها العديد من المستثمرين الدوليين والدائنين.

وبعدما بدا لوقت طويل أن "الرفيق بوب" لن يتزحزح من السلطة، تخلى عنه أنصاره تدريجيا.

في تشرين الثاني 2017 ، أرغم على الاستقالة إثر انقلاب قام به الجيش بدعم من حزبه "الاتحاد الوطني الإفريقي في زيمبابوي -الجبهة الوطنية" (زانو-بي.أف)، تاركا البلاد تتخبط في أزمة اقتصادية حادة لا تزال تتفاقم.

وحلّ محله على رأس البلاد منانغاغوا، نائبه السابق الذي كان موغابي أقاله قبل فترة قصيرة.

وكان موغابي يعاني مشاكل صحية. وبعد استقالته، تدهور وضعه في شكل سريع. ونادرا ما ظهر علنا بعد ذلك.

خلال السنوات الأخيرة، اجرى زيارات كثيرة أحيطت بالتكتم لسنغافورة ودبي وأماكن أخرى من أجل الخضوع لـ"فحوص طبية روتينية"، أو وصفت ب"الزيارات الخاصة"، بحسب الإعلان الرسمي.

وذكر منانغاغوا في وقت سابق هذه السنة أن موغابي أدخل المستشفى في سنغافورة لأشهر من غير أن ترد أي معلومات عن المرض الذي يعانيه.

وتابع "كان القائد موغابي بطل التحرير، مناصر لعموم إفريقيا كرّس حياته لتحرير (...) شعبه. لن ننسى أبدا إسهامه في تاريخ أمتنا وقارتنا. لترقد روحه بسلام".

وتولى روبرت موغابي قيادة روديزيا السابقة عند استقلالها عام 1980.

وأجبر موغابي على الاستقالة في تشرين الثاني 2017 بعد 37 عاما في الحكم بعدما تخلى عنه الجيش والحزب الحاكم، تاركا البلاد تتخبط في ازمة اقتصادية حادة لا تزال تتفاقم.





الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم