الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

فلتحتفل أوبرا العالم بالمزمار المسحور وبأينشتاين على الشاطئ ولِم لا بماريا كالاس!

باريس - أوراس زيباوي
فلتحتفل أوبرا العالم بالمزمار المسحور وبأينشتاين على الشاطئ ولِم لا بماريا كالاس!
فلتحتفل أوبرا العالم بالمزمار المسحور وبأينشتاين على الشاطئ ولِم لا بماريا كالاس!
A+ A-

يقام حاليا في "مركز جورج بومبيدو الثقافي"، فرع مدينة ميتز، معرض بعنوان "أوبرا العالم، البحث عن فن شامل" هو الأول من نوعه في هذا الصرح الثقافي العالمي لأنه مخصص بأكمله لفن الأوبرا، لمناسبة احتفال فرنسا هذا العام بمرور 350 عاما على تأسيس الأوبرا الوطنية في باريس التي انطلقت في العام 1669 في زمن الملك لويس الرابع عشر وكانت تُعرف وقتذاك بالأكاديمية الملكية للموسيقى.

اختار "مركز بومبيدو" المساهمة في هذه الاحتفالية من خلال هذا المعرض الاستثنائي الذي يسعى الى التعريف بفن الأوبرا كفن شامل تلتقي فيه جميع الفنون البصرية والسمعية ومنها الموسيقى والغناء والرقص والشعر والتمثيل والسينوغرافيا والتصاميم الهندسية. لا يهدف المعرض الى رواية تاريخ فن الأوبرا منذ نشأته في إيطاليا في القرن السابع عشر، بل إن ما سعى إليه منظّموه هو تبيان أن فن الأوبرا لا يزال فنا حيا، وهو بمثابة حقل تجارب ومسرح لجماليات جديدة ورسائل اجتماعية وسياسية، وهذا ما يفسر استمراره الى اليوم على الرغم من الأصوات التي نادت بموته في القرن الماضي.

يأخذنا المعرض في رحلة شيقة تمتزج فيها الصور واللوحات والرسوم بالأصوات المتنوعة ونتعرف فيها إلى أزياء وتصاميم هندسية وتجهيزات فنية تحكي عن أعمال فنية أوبرالية أنجزت منذ القرن العشرين حتى اليوم. بين حفلات الأوبرا المعروفة التي أضيء عليها في المعرض، تطالعنا أوبرا "المزمار المسحور" لموزار وأوبرا "نورما" لبيليني وغيرهما من الأعمال الأوبرالية التي تجلت في أدائها أصوات عدة يأتي في مقدمتها اسم ماريا كالاس.

يلتفت المعرض الى التجارب الأوبرالية الجديدة مشيراً الى الفروق بين ما كانت عليه الأوبرا في الماضي وما هي عليه اليوم. وكيف تحولت مع بعض الأصوات الراهنة لتتوجه الى جمهور أوسع بعدما كانت تنحصر في نخبة المهتمين بهذا اللون الموسيقي.

يركّز المعرض، بالنسبة الى التجارب الرائدة التي طبعت النصف الثاني من القرن العشرين، على تجربة المخرج الأميركي الطليعي روبرت ويلسون مع الفنان فيليب غلاس في أوبرا "إينشتاين على الشاطئ" (قدمت في العام 1976 في مهرجان مدينة أفينيون الفرنسية) وعلى تجربة المؤلف الموسيقي الفرنسي الراحل أوليفييه ميسيان في الأوبرا المستوحاة من سيرة القديس فرنسوا الأسيزي (قدمت في باريس في العام 1983).

لا بد من الإشارة الى أن التطور التكنولوجي كان له دور في تجديد الديكورات المسرحية والإخراج وهذا ما يؤكد مرة أخرى أهمية الفنون البصرية وعلاقتها العميقة بالصوت والموسيقى. وقد تجلت هذه الفنون اليوم في أعلى مستوياتها مع التقنيات الجديدة. ومن التجارب التي طبعت المشهد الأوبرالي الحديث ويتوقف عندها المعرض تجربة الفنان الأميركي بيل فيولا الذي ساهم في العام 2005 في أوبرا "تريستان وإيزولت" للموسيقي فاغنر التي قُدمت على خشبة مسرح أوبرا باريس من إخراج الأميركي بيتر سيلارز.

أخيرا يؤكد المعرض أن فن الأوبرا الذي مر في تاريخه بمراحل عدة وتَهَدد وجوده في أكثر من دولة خلال الثورات الشعبية في بعض الدول باعتباره فنا بورجوازيا ينبغي التخلص منه، هذا الفن لا يزال ينبض حتى يومنا هذا بالتجدد والحيوية ويستقطب اهتماما أوسع من السابق من الفنانين والجمهور على السواء.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم