السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

قصة الثائر العربي الذي أصبح سلطاناً ثم أُلقي جسده للأسود!

جاد محيدلي
قصة الثائر العربي الذي أصبح سلطاناً ثم أُلقي جسده للأسود!
قصة الثائر العربي الذي أصبح سلطاناً ثم أُلقي جسده للأسود!
A+ A-

بين عامي 1902 و1909 قاد بو حمارة تمرداً في شرق المغرب مستغلاً الأوضاع السياسية المضطربة حينئذ وضعف السلطة المركزية، وأقنع الكثيرين بأنه الابن الأكبر للسلطان مولاي الحسن الأول. هي قصة الجيلالي الزرهوني الذي عُرف بإسم بو حمارة وكانت كنيته، وذلك بسبب تنقله كثيراً مستعيناً بالحمار. ولد في عام 1860 في قرية ولد يوسف شمالي زرهون باسم الجيلالي بن إدريس الزرهوني اليوسفي، وكان سلطاناً على شمال المغرب لسبع سنوات، حيث اعتقد الكثيرون أنه مولاي محمد شقيق السلطان مولاي عبد العزيز. وفي التفاصيل، كان قد عُيِّن موظفاً في بلاط مولاي الحسن الأول بعد تخرجه من جامعة القرويين العريقة، وحصوله على منحة في فرنسا عاد منها ضابطاً مهندساً في الجيش.

ويقول المؤرخ عمر منير في كتابه "بو حمارة: الرجل مع الحمار" الصادر عام 2002، إنه بوفاة مولاي الحسن الأول عام 1894 تدخل الوزير الشهير أحمد بن موسى واختار مولاي عبد العزيز ليجلس على العرش بدلاً من أخيه الأكبر مولاي محمد. وفي ذلك الوقت أيضاً سَجن الوزير أحمد بن موسى الجيلالي للتزوير، وذلك بحسب ما ورد في كتاب "تاريخ المغرب منذ عام 1830" لسي آر بينيل. عقب مغادرته السجن أدرك الجيلالي، أن بوسعه التظاهر بأنه مولاي محمد مستغلاً درايته الواسعة بشؤون البلاط بفضل الوقت الذي قضاه موظفاً فيه. كان أول ما فعله الانتقال إلى الجزائر، وفي عام 1902 عاد إلى فاس التي كانت تغلي بعد اغتيال المبشّر البريطاني ديفيد كوبر ولجوء القاتل إلى ضريح مولاي إدريس الثاني حيث تم إقناع القاتل بالخروج من مخبئه حيث قتل. رصد الجيلالي ذلك الغليان قبل انتقاله إلى الجبال ليطلق ثورته ويحصل على دعم العديد من القبائل في شرق البلاد، والتي نجح في إقناعها بأنه شقيق السلطان مولاي عبد العزيز ليعلن نفسه سلطاناً.

حتى ذلك الوقت لم يكن السلطان عبد العزيز يأخذ بو حمارة بجدية، فبعث إليه بجيش بقيادة شقيقه الأصغر الذي هُزم، ليواصل بو حمارة غزو شرق المغرب ليصل إلى بوابات تازة التي احتلها جيشه وكان قوامه 15 ألف جندي. حينئذ أطلق عبد العزيز سراح شقيقه محمد ليراه الرأي العام ويؤكّد كذب بو حمارة ولكن يقين أتباعه لم يتغير، فبعث عبد العزيز جيشاً آخر للقضاء على بو حمارة، وكانت الهزيمة أيضاً من نصيب الحملة الجديدة، ما منحه المزيد من الشرعية. وفي كانون الثاني عام 1903 تم تعيين وزير جديد لعبد العزيز وهو المنبي الذي قام بمهاجمة جيش بو حمارة ليحقق أول انتصار، ثم حقق انتصاراً ثانياً في أيار ليفرّ بو حمارة إلى أقصى الشمال الشرقي ويستقر في قصبة سلوان. وفي 1908 نجح جيش السلطان الجديد عبد الحفيظ شقيق عبد العزيز، والذي كان أقرب للسلطات الفرنسية، في هزيمة قوات بو حمارة نهائياً. وهكذا نجح مولاي عبد الحفيظ في إنهاء ثورة الجيلالي الذي ادّعى أنه مولاي محمد، وأُسِر مع 400 من رجاله الذين أُرسلوا إلى فاس، فلم يصل منهم حيّاً سوى 160، وهناك تعرضوا للتعذيب والإعدام في الميادين العامة. وفي النهاية أُعدم بو حمارة في 2 أيلول عام 1909، واللافت أن طريقة إعدامه كانت عبر  إلقائه لأسود البلاط.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم