الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

الأمم المتّحدة تحذّر من تبعات ذوبان الأنهر الجليديّة

المصدر: "أ ف ب"
الأمم المتّحدة تحذّر من تبعات ذوبان الأنهر الجليديّة
الأمم المتّحدة تحذّر من تبعات ذوبان الأنهر الجليديّة
A+ A-

في ظلّ الاضطرابات المسجلة في مستويات الأغطية الجليدية بفعل ارتفاع معدلات الحرارة، يحذّر تقرير جديد منتظر للأمم المتحدة بشأن تبعات ذوبان #الأنهار_الجليدية في الجبال على البشرية خلال العقود المقبلة.

فقد جاء في مسودة تقرير رسمي من المرتقب أن يعرض خلال الدورة المقبلة للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، والذي حصلت وكالة "فرانس برس" حصرا على نسخة منه، خسر الغطاء الجليدي في غرينلاند والقطب الجنوبي أكثر من 400 مليار طنّ من كتلته في السنة الواحدة خلال العقد الذي سبق عام 2015.

ويوازي هذا الذوبان ارتفاع مستوى مياه البحار بحوالى 1,2 ميليمتر في السنة.

وفقدت أيضا الأنهر الجليدية في الجبال نحو 280 مليار طنّ من الجليد سنويا خلال الفترة عينها، ما رفع مستوى البحار 0,77 ميليمتر إضافي في السنة الواحدة.

وقال أندرز ليفرمان، أستاذ علم المناخ في معهد الأبحاث في بوتسدام في ألمانيا، عن آثار التغير المناخي: "خلال السنوات المئة الأخيرة، كان 35% من ارتفاع مستوى البحار في العالم ناجما عن ذوبان الأنهر الجليدية".

ويضم العالم نحو 200 ألف نهر جليدي، وهي معرضة خصوصا لآثار ارتفاع الحرارة نظرا الى صغر حجمها بالمقارنة بالغطاء الجليدي.

وتشكّل الأنهر الجليدية في هملايا مصدرا حيويا للمياه بالنسبة إلى 250 مليون شخص يعيشون في الوديان المجاورة، وهي تغذّي بالمياه مجاري مائية يعتمد عليها 1,6 مليار شخص إضافي لتأمين القوت والطاقة ومصادر الرزق.

وحذّرت دراسة وردت في تقرير هيئة المناخ، من أن الأنهر الجليدية في الجبال الآسيوية الكبيرة قد تخسر أكثر من ثلث جليدها، حتّى لو تمّ خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وحصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية.

وفي حال استمرّ الاقتصاد العالمي في استخدام مصادر الطاقة الأحفورية لعقود، فسيذوب ثلثا الجليد في العالم.

وقال هارجيت سينغ من منظمة "آكشن ايد" غير الحكومية، إن "مياه الشرب ستتأثر بالوضع، كما الزراعة، ما سينعكس سلبا على ملايين الأشخاص".

وتشير هيئة المناخ، في ملخّص تقريرها، إلى أن مناطق في وسط هملايا وغربها تعاني أصلا من انخفاض ملموس في كمية المياه المتوافّرة للريّ.

وحذّر التقرير أيضا من احتمال انحسار الأنهر الجليدية بنسبة 80% سنة 2100 بحسب بعض التوقعات في المناطق، حيث الغطاء الجليدي ليس بالكثيف، مثل أوروبا الوسطى وآسيا الشمالية واسكندينافيا.

وأظهرت دراسة أجراها هذه السنة علماء في سويسرا أن الانبعاثات الغازية غير المضبوطة قد تؤدّي إلى اندثار أكثر من 90% من الأنهر الجليدية في جبال الألب في نهاية القرن.

وبحسب هاري زيكولاري من جامعة ديلفت التقنية في هولندا، لا يعي السواد الأعظم من الناس أهمية هذه الكتل الجليدية الضخمة.

وقال في تصريحات لوكالة "فرانس برس" إن "النهر الجليدي بمثابة خزّان. وهو يذوب عادة في الصيف ويتّسع نطاقه قليلا في الشتاء، ما يعني أنه في حال اشتدّت الحاجة إلى المياه، من الممكن التعويل على هذه الأنهر".

يحصل سكان العاصمة البوليفية لاباز على ما لا يقلّ عن 30% من المياه التي يحتاجون إليها من الأنهر الجيلدية في جبال الأنديس خلال أشهر الشتاء الجافة. لكن في العام 2016، "حرم نحو مئة حيّ من المياه بالكامل لأكثر من شهر"، وفقا لماركوس أندرادي، مدير مختبر الفيزياء الحيوية في جامعة سان أندريس. وقال إن "شجارات نشبت بين السكان بسبب المياه".

وتقضي المفارقة، في رأيه، في "توفّر مزيد من المياه راهنا نتيجة ذوبان الأنهر الجليدية، لكن الوضع لن يستمرّ على هذا المنوال وستندلع نزاعات عندما تقلّ المياه".

وتوقّعت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ استمرار ذوبان الجليد على المدى القصير، قبل أن تنحسر هذه الظاهرة في نهاية القرن، ما سيؤدي إلى مزيد من الانهيارات الأرضية والثلجية وتلوّث للمياه.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم