حديقة القاضي جورج غانم: مبادرة بيئية ثقافية تُشبه شخصية الشفاف، نظيف الكفّ

في وقتٍ يكثر الحديث عن اعتداءاتٍ "غير مشروعة" على البيئة، وفي بلدٍ قيل عنه كثيراً أنّه يهمل مبدعيه ومثقّفيه، تأتي "حديقة القاضي جورج غانم الثقافية" لضرب عصفورين بحجرٍ واحدٍ. زد عليهما عصفوراً منشوداً، أي الثقافة، إذ كما يرى الدكتور عصمت غانم، "هي مبادرة ثقافية بيئية بامتياز".

الحديقة هدية رمزية، تخليداً لروح القاضي الذي "يضرب به المثل في بسكنتا والمتن الشمالي". وهي مشروع ثقافي في الوقت عينه. تحتوي على محطات ثقافية و19 مقعداً ثقافياً، يحمل كلّ منها اسم أديب من بسكنتا والمتن، أمثال ميخائيل نعيمة، رشيد أيوب، المونسنيور حبيقة، عبدالله غانم، أمين معلوف، توفيق يوسف عواد، مارون عبود، أمين الرسحاني، سليمان كتاني وجورج غانم، إلى الأخطل الصغير وغيرهم.

تقع الحديقة على "درب الأدباء" في بسكنتا، وعلى خريطة "درب الجبل اللبناني". يؤكّد غانم أنّها "ستستضيف كلّ عام أحداثاً ثقافية ترفيهية، من ندوات ومعارض ومشاغل وليالٍ ثقافية". وعن الإنجاز البيئي الذي قامت به لجنة إحياء ذكرى القاضي جورج غانم، يقول غانم لـ"النهار": "تمتد الحديقة على 7 آلاف متر، زرعنا فيها نحو 300 شجرة صنوبر، وأبقينا على بساطة الطبيعة والممرّات الترابية، لتتشابه الحديقة وشخصية القاضي غانم، نظيف الكف، المعطاء، الحازم والشفاف".

"كان هدف اللجنة الأول تكريم القاضي وتخليد اسمه"، يقول المحامي طانيوس غانم، ابن أخي القاضي، "من خلال مبادرة يمكن أهالي بسكنتا وزوّارها الإفادة منها". يضيف مشدّداً على أنّها "حديقة ثقافية مفتوحة أمام المدارس والجامعات والقيّمين على المعارض ومقدّمي الفنون الراقية". ويختم غانم حديثه كما بدأه، بالحديث عن أخلاق القاضي، والتشديد على أهمية "إنشاء هذه الحديقة على اسمه، كنوعٍ من الشكر الصادق والعرفان له".

وتدعو لجنة إحياء ذكرى القاضي جورج غانم اللبنانيين إلى افتتاح الحديقة الثقافية، نهار السبت 7 أيلول، عند السادسة مساءً، في بسكنتا. وسيحضر الاحتفال كلٌّ من وزير السياحة أواديس كيدانيان، وزير الثقافة محمد داود، وزير العدل الدكتور ألبرت سرحان، الرئيس الدكتور منيف حمدان، الرئيس الأول الدكتور غالب غانم والدكتور عصمت غانم.