الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

إحراق نفايات بطرق عشوائية في أكثر من منطقة شمالية

المصدر: "النهار - الشمال"
إحراق نفايات بطرق عشوائية في أكثر من منطقة شمالية
إحراق نفايات بطرق عشوائية في أكثر من منطقة شمالية
A+ A-

لم يجد الزغرتاويون وأهالي إهدن من وسيلة أنجح من "تسييج" الأرصفة وأمام بيوتهم أو بجوارها لإبعاد النفايات عن بيوتهم ومساكنهم بعد أربعة أشهر ونصف شهر من تكدّس هذه النفايات في الشوارع من دون حل في المدى المنظور، إن لجهة المطمر أو الفرز أو التسفير أو التفكك الحراري.

النفايات تنمو يومياً وتتمدد طولاً وعرضاً وارتفاعاً حتى باتت تلامس في بعض الأماكن نوافذ الطبقة الثانية من البيوت، فيما في أماكن أخرى تمتد على مسافة مئة متر وأكثر، كما هي الحال عند مطلّ إهدن المدخل الأساسي إلى "عروس مصايف الشمال من جهات طرابلس والكورة وبيروت". أما المدخل الآخر المؤدي إلى البلدة من جهة بشري وعبر الأوتوستراد الجديد، فحدّث ولا حرج.

البلدية حتى الساعة تمارس رش الكلس على أكوام النفايات تخفيفاً للذباب والبرغش والقوارض والصراصير، وتنتظر الحلول العملية والبيئية التي قد لا تدخل حيّز التنفيذ قبل أشهر، ولهذا فإن الخوف عند الأهالي يزداد والقلق يتنامى خصوصاً وأن الجميع بات يستعد للنزول إلى زغرتا من أجل المدارس والجامعات ولتأمين الكتب والقرطاسية.

وإذا كان "صقيع إهدن" يحدّ من انتشار الروائح الكريهة، فإن "شوب زغرتا" ونسيمها "العليل" ينقلان روائح النفايات إلى داخل غرف النوم والمطابخ والصالونات في بيوت زغرتا كلها وبيوت القرى المجاورة.

"المشكلة سياسية قبل أن تكون بيئية "، هذا ما يقوله رؤساء البلديات والاتحادات، وحتى السياسيون، لكن الأهالي يقولون: "إنها مشكلة اقتسام المغانم والأرباح بين المسؤولين عن هذا الملف من كبيرهم إلى صغيرهم".

الناشط على صفحات التواصل الاجتماعي انطونيو معوض كتب اليوم قائلاً:

"لم يعدْ هدفي، بل حلمي لأكون أدقّ تعبيراً، أن تنتفي مشكلةُ النفايات في منطقتنا عامة وفِي ضيعتنا بشكلٍ خاص، إذ أضحى كلُّ مُناي أن لا تتكوّم براميل الزبالة تحت بيتي وإن عجزتُ حتى الساعة عن تحقيق ذلك.

"بتّ أخشى أن "تقمزَ" القمامةُ كفرس أصيل في ليلة ظلماء وتندري أمام باب المدخل لترفسَهُ بعد حين وتستريح فوق سيراميك صالوني الأبيض".

نعم بعد أن انقطعَ الأملُ في الذودِ عن عريني من خفافيش الليل، وبعد أن عجزَتِ الدولةُ العليّةُ عن حلّ معضلة العصر وإيجاد مكبّ لنفاياتنا النووية، ورفَعَتِ العشرةَ بلديّتنا كعادتها أمام مشاكلنا السوريالية لانشغالها في أمور استراتيجية، ودخل زعماؤنا الأشاوس في غيبوبة لا يستفيقون منها إِلَّا يوم تجديد انتخابهم من قبل الشعب العظيم، لم أجدْ بُدّا في الحالة هذه من التوجُّه إلى جارنا طنّوس للاستفادة من خبرته والعمل بما يوصي به للتخلّص من المصيبة التي حلّت بي في الآونة الأخيرة كونه صاحب حيلة قلّما عرفناها عند غيره من ذوي العقول الأيشتاينية في ضيعتنا. لم تتوقّف أصابعه عن ملاعبة حبّات مسبحته العاجية وأنا أعرضُ عليه مشكلتي العويصة، إِلَّا أن صوته الجهوري العالي الخارج من فمه الذهبي طغى على الطقطقة ليسكب في مسامعي التالي: "ضعْ تمثالاً لأحد القديسين ووردتين لا أكثر أمامه في المكان الذي تعوّد الناس رمي نفاياتهم فيه ثمّ أخبرْني بالنتيجة". بلعَتْ امرأتُه المصون حنّة ريقَها مرّتين وهي تقدّم لي فنجان القهوة قبل أن تعضَّ شفتها بعد أن سمعتْ وصيّة زوجها لي مردّدة في سرّها: "حمار بأربع دينين". لم تلمسْ شفتاي الفنجان الفائحة منه رائحة الهال التي تشقّ القلب وطرتُ كالمجنون لأضع حيّز التنفيذ ما أمرني به طنّوس، أنا الذي لم يعملْ بأغلب وصايا رَبِّه.

ها قد مرّ شهر وأنا أنام قرير العين وتملأُ أنفاسي رائحةُ الورد الجوري والياسمين والبخور أحياناً، إذ باتت نساء حارتنا وعلى رأسهنّ حنّة امرأة طنّوس يتجمّعن تحت بيتي للصلاة عند تمثال مار شربل السلام على اسمه وفِي أكفّهنّ مسبحة وسنكسار بدل أكياسهنّ النتنة السوداء.

أقترح على دولتنا العليّة وبلديّتنا الموقّرة وزعمائنا الرؤيويّين الفطاحل أن نعمّم أفكار جارنا طنوس على الحارات والقرى والمدن، فلا نعود بحاجة إلى معامل فرز وتدوير ولا لمكبّات صديقة للبيئة، بل لتماثيل قدّيسين وكثير من الورد الجوري والياسمين والبخور".

وكتب المصور الفوتوغرافي الناشط البيئي والاجتماعي سميح زعتر على صفحته: " بما إنّو إهدن للملوك وهي عروسة المصايف، ندعو مُحِبّي التصوير الفوتوغرافي لحضور حفل افتتاح المعرض الفوتوغرافي السنَوي، الذي تنظّمه البلديّة، وذلك في تمام الساعة ٧ مساء اليوم في مبنى الكُبرى الأثري".

ملاحظة:

- ضرورَة إحضار أقنعة مُضادَة للغازات السّامة المنبعثة من النفايات!

- ضرورَة إحضار مبلغ ٥٠٠٠ ليرة لبنانيّة للـ valet parking أيضاً (بما إنّو مَبنى الكُبرى هو ملك وقف فُقراء إهدن/زغرتا والدَفع إلزاميّ)!

نتمنّى أن تستمتعوا بما سيقدّمه لكم المصوّرون الفوتوغرافيّون في ظِلّ الجَمال والحضارة والرُقيّ.

تجدر الإشارة إلى أن المعرض هذا يقام في مبنى الكبرى الأثري الذي تطوقه النفايات من جهتي شارع المغتربين ونزلة الميدان.

من جهة ثانية سجل في الساعات الماضية إحراق نفايات بطرق عشوائية في أكثر من منطقة شمالية بهدف التخلص من أكوام النفايات، وسجلت سحابة دخان سوداء كبيرة فوق زيتون سهل الجديدة وصلت إلى المتوسط.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم