مهرجان "ريف" في القبيات: جسرٌ بين صنّاع السينما ومحبي البيئة

ينطلق مهرجان "ريف" (أيام بيئية وسينمائية في القبيات - عكار) في دورته الأولى في 6 أيلول المقبل، ويستمر على مدى 4 أيام بهدف تعميق الشراكة بين صنّاع السينما ومحبي البيئة والطبيعة.

وأشار مدير المهرجان انطوان ضاهر إلى أنّ "السينما تعود مرة أخرى إلى عكار ليتكرس كموعد سنوي، بعد أن نظّمت دورة مختصرة ليوم واحد خلال العام الماضي في الطاحونة موسى في بلدة القبيات، وتبعها يوم نشاطات مشي بهدف التعريف بالمنطقة المحيطة بببلدة القبيات والجوار من الناحية البيئية والسياحية". 

كما لفت إلى أنّ "نجاح الدورة العام الماضي شكّل الأساس المتين كانطلاقةٍ أولى للمهرجان الذي سيكون هذا العام جسراً بين أهالي عكار وعالم الصناعة السينمائية الوثائقية، بخاصة بعد أن أقيمت ورشة أنجز خلالها عدد من شابات وشبان أفلاماً وثائقية قصيرة بعنوان "قصص من عكار".

ووجّه ضاهر دعوة إلى "كلّ المهتمين والساعين إلى تنمية الوعي البيئي والثقافي للمشاركة في فاعليات المهرجان والتفاعل مع هذه الاحتفالية الثقافية البيئية".

ويحمل ملصق المهرجان هذا العام صورة "سنجاب"، اذ أكّد ضاهر أنّه "اردناها رسالة لحماية حضور السناجب في غاباتنا والدعوة إلى الاهتمام بها وحمايتها وعدم التعرض لها، ومعاقبة كل معتدِ عليها وعلى بيئة هذه المنطقة التي هي عنوان حياتنا جميعا".

بدورها، أكّدت المديرة الفنية للمهرجان المخرجة اليان راهب أنّ "هذا المهرجان هو الاول من نوعه على مستوى لبنان والمنطقة وستعرض أفلام لمرة أولى خلاله، وسيتم تقويمها من لجنة تحكيم تتألف من الممثلة جوليا قصار، المخرج سيمون الهبر، والمخرجة والمنتجة سينتيا شقير التي ستختار الأفلام الفائزة.

كما تُعرض في هذه الدورة أيضاً أفلام تطلق نقاشات وندوات حول مسائل بيئية ملحّة، كموضوع الكسارات في شمال لبنان وتشجير غابة ألارز في بشري وانقراض النحل في العالم، وسيشارك في النقاشات بيئيون وقانونيون وناشطون.

ولفتت راهب إلى أنّ "سحر السينما سيطغى على أمسيات القبيات، من خلال عروض في الهواء الطلق لأفلام لبنانية وعربية وعالمية، منها العرض الأول في لبنان للفيلم السوري "مسافرو الحرب" بحضور مخرجه جود سعيد وعدد من فريق العمل، وهو الفيلم الحائز على جوائز في مهرجانات عربية ودولية".

كما سيعاد إحياء الذاكرة الكلاسيكية اللبنانية بعرض فيلم "بياع الخواتم"، إضافةً إلى عروض أفلام من لبنان وبلجيكا وتشيلي وايران وفلسطين ومونغوليا وبوركينا فاسو تسلّط الضوء على حياة الناس في القرى والأرياف، وتتوجّه للكبار وللصغار.

وترافق العروض السينمائية يوميّاً نشاطات بيئية سياحية وثقافية ورياضية، إذ ستنظّم في كل يوم رحلة للتعرف على غابات عكار وآثارها وتنوعها الجغرافي والجمالي في منجز وكرم شباط والقموعة، إضافةً إلى ندوات متخصّصة حول النحل والكسارات.

يشار إلى أنّ مهلاجان "ريف" من تنظيم "مجلس البيئية" في القبيات بالشراكة مع "الصالون الثقافي" وجمعية "بيروت دي سي"، وبالتعاون مع "مهرجان طرابلس للأفلام".

ويتضمن برنامج المهرجان عرض قصص من عكار "Akkar From Stories". حيث شارك 15 شاباً وشابةً في ورشة حول السرد القصصي وصناعة الافلام في محافظة عكار، بإشراف فريق من المدربين المحترفين، عمل معهم على تطوير قصصهم وإخراج أفلامهم القصيرة الأولى في حياتهم، والتي ركّزت على شخصيات من المحيط الريفي وكذلك على البيئة والطبيعة.

وقامت هذه الورشة بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الانمائي UNDP ووزارة الشؤون االجتماعية، وهدفت إلى تشجيع المشاركين على استخدام السينما كأداة لإخبار القصص التي تلقي الضوء على عكار وتنوّع سكانها وتقاليدها المتنوعة والمميزة.

وكانت الحصيلة النهائية تسعة أفلام قصيرة سيتم عرضها على لجنة التحكيم التي ستمنح جائزتين، فيما ستترك الجائزة الثالثة للجمهور ليختار الفائز بها.

ويلي عرض الأفلام ندوة تحت عنوان "كسارات لبنان، إلى أين؟" بالاشتراك مع "المفكرة القانونية" التي كرّست أكثر من ملف حول موضوع الكسارات ووضعها القانوني، كما يشارك في الندوة مواطنين عملوا جاهدين على محاربة الواقع المرير للكسارات في الكورة وفي عكار والهرمل.