الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

إيطاليا تبحث عن حلّ لأزمتها السياسيّة: مشاروات مكثّفة... و"لن ندع السفينة تغرق"

المصدر: "أ ف ب"
إيطاليا تبحث عن حلّ لأزمتها السياسيّة: مشاروات مكثّفة... و"لن ندع السفينة تغرق"
إيطاليا تبحث عن حلّ لأزمتها السياسيّة: مشاروات مكثّفة... و"لن ندع السفينة تغرق"
A+ A-

بدأت #إيطاليا الخميس جولة ثانية من المشاورات لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تهز البلاد بعد تفكك الحكومة الشعبوية التي كانت تضم الرابطة، بزعامة #ماتيو_سالفيني وحركة خمس نجوم.

ويجري الرئيس سيرجيو ماتاريلا، لليوم الثاني على التوالي، مشاورات مع كافة الأحزاب.

وقال سالفيني: "لا يمكن ان نلعب لعبة السلطات او مناورات القصر الرئاسي، بل السبيل الوحيد هو الانتخابات"، متهما الاحزاب الاخرى بالسعي الى تشكيل جبهة "مناهضة لسالفيني وللرابطة".

من جهته، أعلن زعيم حركة خمس نجوم لويجي دي مايو، الخميس، أنه مستعد للتفاوض لتشكيل "غالبية متينة" في البرلمان.

وقال: "في الساعات الأخيرة، أطلقنا كل المباحثات اللازمة للتوصل الى غالبية متينة تخدم المواطنين"، موضحا أن الحركة لا ترغب في اقتراع جديد فورا، "لانه لا يزال امامنا الكثير لنحققه". وأكد "اننا لن نترك السفينة تغرق"، موضحا ان حركته هي الاكبر في البرلمان.

واقترح الحزب الديموقراطي، أبرز حزب يساري، على الرئيس تحالفا مع حركة خمس نجوم التي تخلى عنها وزير الداخلية سالفيني في 8 آب، بعد 14 شهرا.

وتحدث زعيم الحزب نيكولا زينغاريتي عن "حكومة تغيير"، و"بديل لليمين".

ولدى خروجه، أوضح أن الشروط الخمسة المطروحة اعتبارا من الأربعاء لوحدة مع حركة خمس نجوم "غير قابلة للتفاوض"، وتشمل أولا تأكيدا لـ"هوية إيطاليا الأوروبية".

والشروط الأخرى هي "مركزية البرلمان"، ونمو يحترم البيئة، وتغيير جذري في إدارة الهجرة، وتحول اقتصادي يتجه أكثر إلى إعادة التوزيع والاستثمارات.

ودعا رئيس الحكومة السابق زعيم فورتسا ايطاليا (يمين وسط) سيلفيو برلوسكوني إلى تشكيل "غالبية برلمانية من اليمين الوسط لحماية الإيطاليين من القمع القضائي والضريبي والبيروقراطي" على يد أكثرية يسارية. وإذا تعذر الأمر، "السبيل الوحيد سيكون الانتخابات".

ومع شركائه في الانتخابات التشريعية في ربيع 2018- الرابطة وحزب فراتيلي ديتاليا بزعامة جورجا ميلوني- قد يحصل على أكثر من 50% من الأصوات، وفقا لاستطلاع للرأي.

وميلوني التي استقبلها الرئيس أولا، طالبت بانتخابات فورية "السبيل الوحيد المحترم لايطاليا"، خلافا لـ"غالبية برلمانية لن تعكس توافقا شعبيا".

ولم يشر برلوسكوني مباشرة إلى اقتراح رومانو برودي- الرئيس السابق للمفوضية الأوروبية ورئيس الوزراء السابق- تشكيل غالبية يسارية- يمينية مؤيدة لاوروبا على غرار التحالفات الالمانية.

لكنه حذر من "ائتلاف سيكون ثمرة غالبية جديدة بين احزاب مختلفة. غالبية مرتجلة فقط في البرلمان وليس في البلاد. غالبية لن تحترم معظم الناخبين الايطاليين".

وبعد مشاورات الخميس، يلقي ماتاريلا كلمة الساعة 18,00 (16,00 ت غ).

وكان رئيس الوزراء جوزيبي كونتي استقال الثلثاء بعد شهر من انهيار التحالف، ومحاولة زعيم حزب الرابطة سالفيني ارغام البلاد على اجراء انتخابات مبكرة بعد 14 شهرا فقط من توليه السلطة.

وأثارت الحكومة الايطالية غضب العديد من القادة الأوروبيين، بسبب تبنيها خطا قوميا وموقفا متشددا حيال المهاجرين، بخاصة من قبل سالفيني، ومحاولة انتهاك قوانين الاتحاد الأوروبي بشأن الموازنة.

وبين الخيارات الرئيسية، تشكيل ائتلاف جديد وحكومة تكنوقراط لفترة قصيرة، أو إجراء انتخابات قبل موعدها المقرر بأكثر من ثلاث سنوات.

ورحبت الأسواق حتى الآن بنهاية حكومة الائتلاف في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة الأورو، حيث ارتفعت بورصة ميلانو الأربعاء.

ومعدل الديون في البلاد البالغ 132% من إجمالي الناتج المحلي، هو ثاني أعلى معدل في منطقة اليورو بعد اليونان، كما تزيد نسبة بطالة الشباب حاليا عن 30%.

وتجد الحكومات المتتالية صعوبة مستمرة في خفض مستويات الديون والبطالة.

وقالت جين فولي، المحللة في "رابوبنك"، ان "المشهد السياسي غير المتجانس في ايطاليا وتحديات الموازنة التي يواجهها ذلك البلد تتجاوز كونها أزمة ديون سيادية".

ويتعين على روما تمرير الموازنة خلال الأشهر الخمس المقبلة، وإلا ستواجه ارتفاعا تلقائيا في ضريبة القيمة المضافة التي ستكون الأسر ذات الدخل المتدني الأكثر تضررا، وقد تؤدي الى ركود اقتصادي.

وصرح اندريا مونتانينو، كبير الاقتصاديين في الاتحاد العام للصناعات الإيطالية: "وصلت الأزمة إلى مفترق خطير بالنسبة الى أوروبا، وسط مخاطر حدوث ركود في ألمانيا وتشكيل مفوضية أوروبية جديدة، ويمكن أن يكون سببا رئيسيا في تدهور الثقة في منطقة الأورو".

وعقب انتخابات العام الماضي، تشكلت الحكومة بعد أشهر من المشاورات الصعبة.

وأوضح ماتاريلا أنه يريد انتهاء المشاورات بسرعة. لكن الخلافات بين الحزب الديموقراطي وحركة خمس نجوم عميقة، وهو ما يمكن أن يعقد جهود تشكيل ائتلاف.

وسيحتاج تشكيل تحالف بين الحزبين الى الحصول على دعم الأحزاب الأصغر لتشكيل حكومة فعّالة.

ويتم تداول اسماء اخرى لتولي رئاسة الوزراء، مثل مارتا كارتابيا (56 عاما)، نائبة رئيس المحكمة الدستورية التي يؤيدها ماتاريلا. وسيشكل ذلك سابقة لايطاليا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم