الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

أزمة صحف في أميركا والقطاع الرقميّ في ورطة: "فايسبوك" يطلق قسماً للأخبار

المصدر: "أ ف ب"
أزمة صحف في أميركا والقطاع الرقميّ في ورطة: "فايسبوك" يطلق قسماً للأخبار
أزمة صحف في أميركا والقطاع الرقميّ في ورطة: "فايسبوك" يطلق قسماً للأخبار
A+ A-

يعتزم #فايسبوك توظيف صحافيين مهنيين عوضا عن الاعتماد على خوارزميات لنقل الأخبار. وهذه خطوة إيجابية، لكنّها لن تؤدي إلى تغيير أوضاع صناعة الإعلام التي تمر بأوقات صعبة، على ما قال محللون.

وأعلن عملاق التواصل الاجتماعي، الثلثاء، أنه سيشكّل فريقا صغيرا من الصحافيين لاختيار أبرز الأخبار الوطنية، "لضمان أننا نبرز الحوادث الصحيحة".

ويأتي القرار في وقت يمر قطاع الإعلام الأميركي بأزمات فقدان وظائف وإغلاق صحف ومحاولة المؤسسات الإعلامية إيجاد وسائل لتحقيق أرباح في عصر الأخبار المجانية.

وستظهر القصص في قسم "شريط الأخبار" (نيوز تاب) الذي سيكون منفصلا عن القسم التقليدي الذي تظهر فيه تحديثات المستخدمين الآخرين من أصدقاء وأقارب.

وقالت استاذة الاتصالات في جامعة ديلاوير دانا يونغ لوكالة "فرانس برس": "نظريا، أرى ذلك تطورا إيجابيا حقا. إنه شيء واعد جدا".

وسيختار صحافيو فايسبوك قصصا من المواقع الإخبارية. ولن يدخلوا تعديلات تحريرية على العناوين او يعيدوا كتابة المحتوى.

وأكدت مرارا الشركة التي تتخذ من كاليفورنيا مقرا لها، أنها لا تريد أن يتم اعتبارها مؤسسة إعلامية تجري قرارات تحريرية. والإعلان الأخير لا يغير من هذا التوجه، وفقا لخبراء.

وقالت يونغ: "هذا ليس تحولا، لأنه لن يغير بالضرورة سلوك الأفراد الذين يشيرون إلى القصص" على صفحاتهم.

وأضافت: "هذا هو مصدر القوة. الأفراد الذين تعرفهم وتثق بهم يضعون ختم الموافقة الضمني على القصص من خلال مشاركتها" على فايسبوك.

وسيكون قسم الأخبار أول خدمة إخبارية للموقع، تستخدم مشرفين بشر بعد إغلاق قسم "الموضوعات الشائعة" العام الماضي، بعد فضيحة سببتها معلومات أفادت أن موظفي القسم حجبوا قصصا متعلقة بقضايا لا تثير الاهتمام.

وستظل المقالات التي لا تعتبر من أهم الأخبار، موجودة باستخدام خوارزميات تستند إلى تاريخ المستخدمين، مثل الصفحات التي يتبعونها، والنشرات التي اشتركوا فيها، والأخبار التي تفاعلوا معها بالفعل.

وقال رئيس الشراكات الجديدة في فايسبوك كامبل براون، لوكالة "فرانس برس" في سان فرانسيسكو الثلثاء: "هدفنا من وضع علامة الاخبار توفير تجربة شخصية وثيقة للناس".

ويأتي إطلاق قسم الأخبار المتخصص بينما ينفذ فايسبوك سلسلة مبادرات لتعزيز الصحافة، إذ تتهمه المؤسسات الإعلامية التقليدية بالاستفادة ماليا من عملها الشاق.

وتهيمن منصات التواصل الاجتماعي على مساحات الإعلان على الإنترنت، ما يجعل من الصعب على المؤسسات الإخبارية نقل الإعلانات المطبوعة التي كانت مربحة للغاية، الى صفحاتها على الإنترنت.

وفي كانون الثاني الماضي، اعلن فايسبوك أنه سيستثمر 300 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لدعم الصحافة، بخاصة المؤسسات الإخبارية المحلية.

كذلك، موّل مشاريع لتقصي الحقائق في جميع أنحاء العالم، بينها مشروع بالشراكة مع "فرانس برس".

وافادت التقارير أن فايسبوك سيدفع أموالا لبعض الناشرين لقاء نشر المحتوى الإخباري لهم في قسم الأخبار.

لكن ماثيو إنغرام الذي يكتب عن الإعلام الرقميّ لمجلة "كولومبيا جورناليزم ريفيو"، قال إنه لا يتوقع أن توظف هذه الأموال لمؤسسات بحاجة ملحة إلى دعم مادي.

وقال لـ"فرانس برس": "أعتقد أن الشركات التي سيتم اختيارها هي تلك التي أداؤها جيد أساسا. قد يمنحها القليل من المال الاضافي، لكنني أرى أن الأمر لن يقود إلى زيادة كبيرة في عدد زائريها".

تشهد الصحافة المطبوعة في الولايات المتحدة تراجعا كبيرا أخيرا، إذ تفوقت وسائل التواصل الاجتماعي على الصحف كمصدر رئيسي للأخبار للأميركيين.

وأغلقت قرابة ألفي صحيفة أميركية خلال السنوات الـ15 الماضية، وفقا لجامعة نورث كارولينا، تاركة ملايين السكان من دون مراسلين يتابعون ما تقوم به سلطاتهم المحلية.

وقالت يونغ إن "موت الأخبار المحلية له آثار مدمرة للديموقراطية. إنها قضية معقدة لا يمكن فايسبوك حلها بمفرده".

وانخفض عدد الصحافيين العاملين في الصحف الأميركية بنسبة 47 بالمئة من عام 2008 إلى عام 2018، وفقا لاستطلاع أجراه مركز "بيو" للأبحاث العام الماضي.

ووجدت المجموعة أن إجمالي عدد الصحافيين في غرف الأخبار انخفض بنسبة 25 بالمئة، بينما قالت شركة الاستشارات "تشالنجر غراي آند كريسماس" إن العام الجاري سيكون الأسوأ في تسريح الموظفين منذ 2009.

ويمر ستيفن غروفز (30 عاما) الذي حصل أخيرا على ماجستير في الصحافة من جامعة نيويورك، بوقت صعب للحصول على وظيفة. وحين سمع عن خطة فايسبوك بدا مشككا.

وقال لـ"فرانس برس" إنّ "فايسبوك ليس مؤسسة صحافية. لذا قبل أن أعمل في فايسبوك، أود أن أرى التزامه الصحافة الأخلاقية القوية".

ويمر القطاع الرقميّ أيضا بورطة. فحين ألغى موقع "بازفيد" الأميركي مئتي وظيفة في كانون الثاني الماضي، اضطرت إميلي تامكين (29 عاما) الى الخروج من وظيفتها التي كانت تشغلها من بضعة أشهر فقط.

وقالت لـ"فرانس برس": "شخصيا لا أشعر بالبهجة لحقيقة أن فايسبوك توظف الصحافيين. (لكنّ) إذا كان هذا جانب إيجابي، فلدينا سحابة كبيرة هنا" قد تمطر وظائف.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم