الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

عن إسفلت الغياب

نبيل مملوك
عن إسفلت الغياب
عن إسفلت الغياب
A+ A-

لي في هذا الاختصار

قصيدة لم أكمل أبياتها

بعد هجرتكِ لموطن

إحساسي

واوردتي جملة قتلى

لم تجد نصاً يأويها

لي في ضبابية وجهكِ

صحراء أحنُّ لحرّها

وأجثو لفخّار الصمت في ظلال رمالها

أحنّ إليكِ، إلى خسارتي

المطحونة في فناجين

المشاهدين المتمّحسين

لبُنّ أوجاعي.

لي في هذا البياض

ما يكفي لأكتب بؤس أبجديتي

فاقرأي وحي انعدامي

ورتلي هذا الرضوخ

رتلي كلّ هذا الضياع

كيما أكتب الشعر

وأصبح جريحاً يضمه

أنشودة النشاز.

وحين تبلغ المدينة مكاتيب خيالك

أخبريها عن حروفي

وعن همومي

وعن إسفلت الغياب

حين نامت دمعتي

كقمر بائس

والتحفت بنور وجودك

أخبري الأبنية عن دفء شاهدته

كالمسيح مصلوبًا

تتراقص في مقلتيه بصيرة

الحق والحقيقة

وادخلي رويدًا رويدًا

إلى أقفال جسمي

وفكّي اللغز وانثري تربة الأصالة

كي ينهض من بئر

الروح نجمًا يحيّك حجمه

بغبار الهيام

وحين تعثرين على ضياعي

لا تسأليني على حالي

بل ادفنيني كالأغاني

في خلود عاطفتك

واكسري ببكائي المؤجل

خمر النسيان

لي بين راحتيكِ روضة

تأخذ ورودها من تربة

شفتيكِ

ولي في هذا المدى نهاية

أفتش عن أزلها في سوق مبسمكِ.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم