الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - هل لمسألة "تعدد الزوجات" علاقة بالقيمة الانسانية للمسلمين؟

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - هل لمسألة "تعدد الزوجات" علاقة بالقيمة الانسانية للمسلمين؟
أرشيف "النهار" - هل لمسألة "تعدد الزوجات" علاقة بالقيمة الانسانية للمسلمين؟
A+ A-
تابعتُ بالمصادفة مساء الأحد في 2/4/1995 برنامجا تلفزيونيا عن "الزواج المدني" شارك فيه المطران جورج خضر، وأحد مشايخ المسلمين السنّة (الشيخ هشام خليفة)، والنائب المحامي جوزف مغيزل، والمحامي ابرهيم طرابلسي. وقد تركّز البرنامج حول مشروع قانون اختياري للزواج المختلط صاغه المحاميان مغيزل وطرابلسي. واسهب الرجلان في ايضاح فوائد مشروعهما، واعترفا بأنه لا يحل اكثر المشاكل، لكنه يزيد من القدرة على الاختيار الفردي الحرّ، ويحرر من الحاجة الى تغيير الدين او المذهب... ومربط الفرس انه يشكل خطوة على طريق الاندماج او الانصهار الوطني. والمحامي مغيزل علماني مزمن، لكنه تصالحي الشخصية، بحيث تآكلت علمانيته عبر الثلاثين سنة الماضية، ولم يبق منها غير اسمها، اي الزواج المدني! وهذا ما احسبه له لا عليه؛ اذ من السذاجة الاعتقاد ان العلمانية بالمفهوم المغيزلي تنقذ الوطن، وتحدث الانصهار، وانها تبدأ بقوانين الاحوال الشخصية؛ في الوقت الذي يعرف فيه اكثر مني ان مشكلتنا سياسية بداية ونهاية، وان اصلاح النظام السياسي وانفتاحه كان كافيا قبل الحرب الداخلية لحلّها، في حين ما عاد ذلك كافيا الآن حتى لو اضفنا الى اصلاح النظام السياسي تناكحا شاملا ومتبادلا واجباريا بين المسلمين والمسيحيين! لكن على رغم هذا كله، لم افهم كيف يؤدي امكان الزواج المختلط الى الانصهار الوطني؟ فلو تصورنا ان الزواج المدني صار مشروعا: هل يعني ذلك ان الاختلافات السياسية والاقتصادية ستتضاءل او تختفي؟ وهل الاختلافات حول قوانين الارث، والاضطرار للذهاب الى قبرص من اجل الزواج المختلط، كانت بين اسباب الحرب الاهلية؟ ثم كم يتصور عدد الذين واللواتي سيُقبلون ويُقبلن على الزواج المختلط هذا؟ ما اعرفه من احصاء نُشر في ألمانيا عام 1976 - عندما كنت ادرس هناك - ان الزيجات بين البروتستانت والكاثوليك عام 1975- بلغ عددها 14 في المئة من مجموع الزيجات، ومع ذلك ما ادّت ضآلتها الى حرب اهلية، ولا الى افتراق وانقسام وطنيين. ثم ان المعروف ان 84 في المئة من عدد اعضاء الحزب الديموقراطي المسيحي العاملين هناك هم من الكاثوليك، في حين ان 64 في المئة من عدد اعضاء الحزب الديموقراطي الاشتراكي المعارض هم من البروتستانت. وما اعتبر احد في المانيا الموحدة اليوم ان هذه الظاهرة تعني انقساما وطنيا او انها تمنع الاندماج: فهلا انصرفت ايها الاستاذ انت وزميلك الطرابلسي، وكل العلمانيين الديموقراطيين وغير الديموقراطيين، الى الاشتراع في المجالات الاقتصادية والسياسية والدستورية التي تنهي التمييز بين المواطنين، وانا اضمن لك صلابة "الوحدة الوطنية" واستتبابها؟ اما الشيخ المشارك في ندوة "الزواج المدني" فظل مصرا على ان المسلمين لا مشكلة عندهم، وتاليا لا حاجة لاصلاح او...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم