قصة امرأة عربية هربت من القذائف فأصبحت من أغنياء العالم!
وفي المدرسة بنت ليلى علاقة صداقة مع فتاة مصرية أخرى وقد ساعدتها زميلتها تلك في إيجاد عمل بعد دوام المدرسة لبيع النقانق في عبّارة جزيرة ستاتن. وعبر عملها هذا كانت تحصل على أجر نحو ثلاثة دولارات في الساعة، استخدمته لمساعدة عائلتها في دفع إيجار السكن. تقول ليلى إن هذه التجربة ساعدتها كثيراً في حياتها المهنية في القطاع المالي لاحقاً لأنها علمتها الحاجة إلى أن تولي عنايتها دائماً لزبائنها. وبعد أن أكملت دراستها الثانوية انتقلت لتدرس الاقتصاد في جامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس. وعملت ليلى نادلة كي تغطي نفقات دراستها، وبدأت بتعلم أسس التخطيط المالي. وفي السنة الأخيرة من دراستها الجامعية وجدت أول زبائنها وهي امراة أعطتها مبلغ 20 ألف دولار لاستثماره. تزوجت ليلى بعد إكمال دراستها الجامعية من رجل يدعى درايدن بَنس، وأسسا معاً في عام 1980 شركتهما لتقديم خدمات الاستشارات المالية تحت اسم "بَنس ويلث مانجمنت". "كان لون بشرتي أكثر سمرة، وكنت أجنبية وامرأة. ثلاث صدمات، أليس كذلك؟" تقول ليلى ضاحكة ثم تضيف: "بطريقة ما، لم أترك هذه الأمور تعطلني. هذه أرض الفرص. وأعتقد أن الناس يمكن أن يعرفوا في النهاية عندما يكون الإنسان مخلصاً". ولم ينته التمييز الجنسي الذي تعرضت ليلى له لكونها امرأة في الثمانينيات، إذ تقول إنها عندما كانت حاملا في 2002 " قال لي رجل إنه سيسحب حسابه من شركتنا لأنني كما يقول سأكون مشغولة جداً في العناية بطفلي القادم".
وبعد أربعين سنة من العمل الشاق، أصبحت شركة ليلى ودرايدن اليوم تمتلك 1500 عميل وأكثر من 1.5 مليار دولار من الأصول المالية تحت إدارة الشركة. وقد وضعت مجلة "فوربس" ليلى في المرتبة الرابعة في قائمتها لأفضل المستشارات الماليات في الولايات المتحدة. ويقول أليسون زيمرمان، المدير التنفيذي لشركة كاتاليست، وهي مؤسسة أبحاث تقدم المشورة للشركات بشأن كيفية بناء بيئة عمل أفضل للنساء، إن نجاح ليلى جاء على الرغم من كل التحديات التي ما زالت النساء يواجهنها في القطاع المالي. ويضيف أن "إحدى التحديات الرئيسية هي أن نرى النساء بحاجة دائما إلى إثبات حسن آدائهن في الوقت الذي يُرقى الرجال مهنياً بالاستناد إلى قدراتهم المحتملة". وعلى الرغم من أن ليلى تعيش حياة مرفهة في جنوب كاليفورنيا، إلا أنها ما زالت توفر وقتاً لزيارة مصر كما تتبرع لعدد من المنظمات الخيرية المصرية. وقد كرمت ليلى قبل سنتين بمنحها جائزة عن مجمل إنجازات حياتها المهنية عند حضورها مؤتمراً في القاهرة لبحث سبل تمكين المرأة المصرية ودعمها.