السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

الراعي والوزير

رشيد درباس
رشيد درباس
Bookmark
الراعي والوزير
الراعي والوزير
A+ A-
أغلقوا قبرشمون حتى لا تفتح قبور أخرى.جان عبيدفي وليمة فكرية باذخة دعانا إليها الزميل حسَّان الرفاعي، جلست مع معالي النقيب رمزي جريج في حضرة التسعيني الشابِّ ذي الذاكرة المتقدة والعلم المتدفق، سيِّدِ الضيافة الأستاذ حسن الرفاعي، الذي يُغْني حديثُه عن قِراه، فكانت فاتحةُ المقبِّلاتِ أنْ روى لنا يومَ حضر أول جلسة لمجلس الوزراء بعد تعيينه وزيراً للتصميم في عهد الرئيس سليمان فرنجية، وكيفَ بدأ كلامَه بأنَّ على الوزراء الارتقاءَ بأدائهم الحكومي إلى مستوى آخر راعٍ في جرود الهرمل؛ فلما استغرب الرئيس فرنجية هذه المقارنة، أوضحَ الأستاذ حسن أن الراعي هناك يدفع فاتورتي الكهرباء والماء - إن وجدا - ويقف عند إشارة السير، ولا يتجاوز القانون، ويرعى قطيعه بوجدان سليم وعقل سليم. ثمَّ توالت الأطايب من رجل بلغ به تواضعه أسمى المراتب، حتى إذا سأله النقيب جريج – ابن خليل جريج البيولوجي والفقهي- رأيه بالمادة 95 من الدستور أجاب: ما أنا إلا تلميذ يتلقى العلم بلا توقف، لذلك أحيلك على قول العلامة الفرنسي Léon Duguit "ليس للدستور أي ضابط سوى حسن نية وأمانة الرجال الذين يطبقونه، ولا سيما رئيس الجمهورية".استأذنت أهل الوليمة في نقل بعضٍ من ذاك الحوار الطيب إلى مقالي الشهري في "النهار"، لإحساسي أن بلوغ الدولة إلى تلك الحوافِّ الخطرة لن يكون بلا حدٍّ، بسبب تشكل طبقات واسعة من الشعب اللبناني بلغ بها الوعي الفطري والحس السليم، حدًّا يَغلُّ الأيدي المتمادية في العبث. صحيحٌ أنَّ "السجال السياسي" انتقلَ من التنابز بالكلمات والاتهامات والشتائم إلى المساس بمصير الفرد العادي، لكنَّ المواطنَ، ولئن يئس من السياسة ونأى بنفسه عنها، لا يستطيع أن ينأى بنفسه عن الدفاع عن سقف بيته ومدرسة أطفاله، ومصدر رزقه، وجواز سفره، وبطاقة هويته، أي أنه لا يملك إلا أن يدافع عن الدولة بما هي...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم