الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

آيسلندا تودّع نهراً جليدياً اندثر بسبب التغيّر المناخي: تخوّف من المستقبل

المصدر: (أ ف ب)
آيسلندا تودّع نهراً جليدياً اندثر بسبب التغيّر المناخي: تخوّف من المستقبل
آيسلندا تودّع نهراً جليدياً اندثر بسبب التغيّر المناخي: تخوّف من المستقبل
A+ A-

دشّنت #آيسلندا لوحة تذكارية مخصصة لأوكيوكول، وهو أول نهر جليدي اندثر في الجزيرة بسبب التغير المناخي، في خطوة يقضي الهدف منها بتسليط الضوء على تداعيات الاضطرابات المناخية.

وألقى في هذه المناسبة كل من رئيسة الوزراء الآيسلندية كاترين ياكوبسدوتير ومفوضة الأمم المتحدة السابقة لحقوق الإنسان ماري روبنسون خطابا مقتضبا.

وقالت ياكوبسدوتير: "آمل بأن تشكّل هذه المراسم مصدر إلهام ليس في آيسلندا فحسب، بل أيضا في بقية العالم لأن ما نشهده هنا مجرّد ناحية واحدة من النواحي المتعدّدة للأزمة المناخية".

واختار الباحثون الآيسلنديون وزملاؤهم من جامعة رايس الأميركية القيّمة على هذه المبادرة وضع اللوحة التذكارية على إحدى الصخور المحيطة بالموقع السابق للنهر الجليدي. وهم دشّنوها أمام حشد ضم مئات العلماء والشغوفين بقضية المناخ.

ومن خلال هذه اللوحة التي كتب عليها بأحرف مذهّبة بالإنكليزية والآيسلندية "رسالة للمستقبل"، يأمل الباحثون بإذكاء الوعي في أوساط السكان إزاء انحسار الأنهر الجليدية وتداعيات التغير المناخي.

ودوّن على اللوحة "كلّ أنهرنا الجليدية ستشهد المصير عينه خلال السنوات المئتين المقبلة. وهذا المعلم يشهد على أننا ندرك ما يحصل وما يجب القيام به. وأنتم وحدكم تعلمون إذا ما قمنا بالواجب"، في إشارة إلى الأجيال المقبلة.

وقال أندري سنير ماغناسون الكاتب الآيسلندي الذي صاغ هذا النصّ "عندما يُطلب منكم كتابة أمر مماثل، تعتمدون مقياسا زمنيا مختلفا، كما لو كنا نرسل النصّ إلى القمر أو نحو كوكب آخر".

وتحمل اللوحة أيضا عبارة "415 جزءا من المليون من ثاني أكسيد الكربون"، في إشارة إلى المستوى القياسي المسجّل في أيار الماضي لتركّز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوّي.

وقال يوليين فايس الأستاذ المحاضر في الدينامية الهوائية الذي سافر مع زوجته وابنهما البالغ من العمر سبع سنوات لحضور هذه المراسم "لا نشعر بالتغير المناخي بوتيرة يومية. فهي ظاهرة تحدث ببطء شديد على الصعيد البشري لكن بسرعة كبيرة على الصعيد الجيولوجي".

تغطي الأنهر الجليدية حوالى 11 % من مساحة آيسلندا، وهي من السمات البارزة في هذه الجزيرة التي تم استيطانها قبل 1200 سنة.

وتخسر آيسلندا كل سنة 11 مليار طن من الجليد تقريبا. ويخشى العلماء اندثار حوالى 400 نهر جليدي في هذه الجزيرة في غضون مئتي سنة.

كان أوكيوكول، وهو من أصغر الأنهر الجليدية في آيسلندا، يمتدّ على 16 كيلومترا مربعا في العام 1890 قبل انحسار مساحته إلى 0,7 كيلومتر مربع سنة 2012، بحسب ما أفاد تقرير صدر عن جامعة آيسلندا سنة 2017.

وفي العام 2014، "تقرّر أن أوكيوكول لم يعد نهرا جليدا، بل إنه مجرّد جليد غير صالح لا يتحرّك من مكانه"، وفق عالم الجيولوجيا أودور سيغوردسون الذي درس النهر الجليدي هذا.

وفي تلك السنة، لم يعد أوكيوكول مصنفا في عداد الأنهر الجليدية في البلد، في خطوة كانت الأولى من نوعها في آيسلندا.

ولإدراج موقع ما في قائمة الأنهر الجليدية، ينبغي أن تكون كتلة الجليد والثلج "كثيفة بما فيه الكفاية ليتسنّى للمرء التنقل عليها"، أي بسماكة تراوح ما بين 40 و50 مترا، وفق ما أوضح العالم.

وقد تفقد نصف المواقع المدرجة في قائمة التراث العالمي أنهرها الجليدية بحلول 2100، إذا ما استمرت انبعاثات غازات الدفيئة على هذا المنوال، بحسب ما جاء في دراسة نشرها الاتحاد الدولي للطبيعة في نيسان.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم